الجمعة، 29 يناير 2016

( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ )

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،



قال الله جل في علاه ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ 42 خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ 43 ) [القلم].



يقول البخاري في صحيحه/ باب يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ
4635: حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ فَيَبْقَى كُلُّ مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا.



و قال الزجاج في " معاني القرآن " :
وجاء في التفسير عن عبد الله بن أحمد بن حَنْبَل قال ثنا أبي. قال ثنا محمد بن جَعْفَرٍ يعني غندر، عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال.
قال ابن عباس في قوله: (يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ) عن الأمر الشديد.
وقال ابنُ مَسْعُودٍ: يكشف الرحمن عن ساقه. فأما المؤمنون فيخرون له سُجَّدا".



و قال  سعيد بن منصور في " التفسير 2278 ":
نا خالد عن مغيرة عن إبراهيم قال: قال عبد الله بن مسعود: " يكشف عن ساقه تبارك و تعالى فيسجد كل مؤمن، و يقسو ظهر الكافر فيصير عظما واحدا ".



يقول أبو يعلى في " إبطال التأويلات ":
" ، والذي روي عن ابن عباس والحسن ، فالكلام عليه من وجهين :

- أحدهما أنه يحتمل أن يكون هَذَا التفسير منهما عَلَى مقتضى اللغة ، وأن الساق فِي اللغة هو الشدة ، ولم يقصدا بذلك تفسيره فِي صفات الله تَعَالَى فِي موجب الشرع.

- والثاني : أنه يعارض ما قاله قول عبد الله بن مسعود

أخرجه إلى أَبُو القسم عبد العزيز ، قَالَ : نا أَبُو القسم إبراهيم بن جعفر الساجي ، قَالَ : أنا مُحَمَّد بن بكر بن عبد الرزاق التمار البصري ، قَالَ : نا أَبُو داود سُلَيْمَان بن الأشعث ، قَالَ : نا سلمة بن شبيب ، نا عبد الرزاق ، أنا سفيان الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن أَبِي صادق ، عن ابن مسعود فِي قوله ، عَزَّ وَجَلَّ : يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ سورة القلم آية 42 ، قَالَ : عن ساقيه جل ذكره.

وَقَالَ أَبُو داود : نا بندار مُحَمَّد بن بشار ، نا مُحَمَّد بن جعفر ، نا شعبة ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قَالَ : كان ابن مسعود يَقُول : يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ سورة القلم آية 42 قَالَ : يكشف الرحمن عن ساقه.

وأخرج إلى أَبُو القسم ، قَالَ : نا أَبُو الحسين علي بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بشران ، نا عثمان بن أَحْمَد بن عبد الله بن السماك ، قَالَ : نا عبد الله بن ثابت ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي الهذيل بن حبيب الدنداني ، قَالَ : قَالَ مقاتل بن سُلَيْمَان : قَالَ عبد الله بن مسعود فِي قوله ، عَزَّ وَجَلَّ : يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ سورة القلم آية 42 يعني عن ساقه اليمين فيضيء من نور ساقه الأرض ، فذلك قوله : وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا سورة الزمر آية 69 ، يعني نور ساقه اليمين. " .اهـ



بل صح عن ابن عباس أنه قرأها (يوم تكشف) بالتاء

يقول الفراء في معاني القرآن 3/177 :
حدثني سفيان عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنه ، أنه قرأ (يوم تكشف عن ساق) يريد : القيامة والساعة لشدتها.اهـ



فلا تعارض و لله الحمد.

و قول ابن مسعود واضح في إثبات الصفة، و هي العلامة التي يعرف بها المؤمنون ربهم.



فيا تارك الصلاة أقبل و أنت سالم، قبل أن يصير الظهر عظما واحدا !.




هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق