الحمد لله و الصلاة و السلام
على رسول الله و بعد
فإن أول بيت وضعه الله جل و
علا للعبادة هو بيته الحرام ببكة مباركا و هدى للعالمين.
يقول الطبري في "تفسيره 2042 ":
حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة قال: وضع الله البيت مع آدم، حين أهبط الله آدم إلى الأرض، وكان مهبطه بأرض الهند، وكان رأسه في السماء، ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، فنقص إلى ستين ذراعا: فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم، فشكا ذلك إلى الله تعالى، فقال الله: يا آدم، إني قد أهبطت إليك بيتا تطوف به كما يطاف حول عرشي، وتصلي عنده كما يصلى عند عرشي.
يقول الطبري في "تفسيره 2042 ":
حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة قال: وضع الله البيت مع آدم، حين أهبط الله آدم إلى الأرض، وكان مهبطه بأرض الهند، وكان رأسه في السماء، ورجلاه في الأرض، فكانت الملائكة تهابه، فنقص إلى ستين ذراعا: فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم، فشكا ذلك إلى الله تعالى، فقال الله: يا آدم، إني قد أهبطت إليك بيتا تطوف به كما يطاف حول عرشي، وتصلي عنده كما يصلى عند عرشي.
بل خلق الله موضعه قبل أن يخلق
شيئا من الأرض بألفي سنة
يقول عبد الرزاق في مصنفه
9097:
عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ
قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الْأَعْرَجُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ مَوْضِعَ
هَذَا الْبَيْتِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ، وَأَرْكَانُهُ
فِي الْأَرْضِ السَّابِعَةِ».
و قال النبي صلى الله عليه
و سلم: " صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا
خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ".
[صحيح البخاري 1133]
و كان السلف الأخيار يعدون
النظر إلى بيت الله عبادة كما ثبت عن مجاهد و طاوس و عطاء و غيرهم.
و في اللغة، الكعب: ما ارتفع و علا
يقال فلان عالي الكعب إذا كان من أشراف الناس
و فلان عالي الكعب في الحديث أو الفقه أو غيره إذا كان من أعلمهم
يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره ":
6851 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الْكَعْبَةُ لأَنَّهَا مُرْتَفِعَةٌ.
6852 - حدثنا ابن المقري، ثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الْكَعْبَةُ لأَنَّهَا مُكَعَّبَةٌ. وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ نَحْوُ ذَلِكَ.
يقال فلان عالي الكعب إذا كان من أشراف الناس
و فلان عالي الكعب في الحديث أو الفقه أو غيره إذا كان من أعلمهم
يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره ":
6851 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثنا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الْكَعْبَةُ لأَنَّهَا مُرْتَفِعَةٌ.
6852 - حدثنا ابن المقري، ثنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الْكَعْبَةُ لأَنَّهَا مُكَعَّبَةٌ. وَرُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ نَحْوُ ذَلِكَ.
و قال الأزرقي(1) في " أخبار مكة 327":
" حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، قَالَ " إِنَّمَا سُمِّيَتِ : الْكَعْبَةَ ؛ لأَنَّهَا مُكَعَّبَةٌ عَلَى خِلْقَةِ الْكَعْبِ " .
قَالَ : " وَكَانَ النَّاسُ يَبْنُونَ بُيُوتَهُمْ مُدَوَّرَةً ، تَعْظِيمًا لِلْكَعْبَةِ ، فَأَوَّلُ مَنْ بَنَى بَيْتًا مُرَبَّعًا ، حُمَيْدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ : رَبَّعَ حُمَيْدُ بْنُ زُهَيْرٍ بَيْتًا ، إِمَّا حَيَاةً وَإِمَّا مَوْتًا " .
و إنه لمن المحزن أن يرى المرأ تلك البنايات المشرفة على الحرم العالية عليه المصرفة لوجوه الخلق عنه
يقول ابن أبي شيبة في مصنفه 15104:
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَبْنُوا حَوْلَ الْكَعْبَةِ بِنَاءً يُشْرِفُ عَلَيْهَا».
و إبراهيم هو ابن يزيد النخعي التابعي الجليل.
و قوله " كانوا " يريد به أصحاب عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه
و قال أيضا " 15105 ":
حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَبْنُوا بِنَاءً عِنْدَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَيُطِيلُونَهُ، كَيْ يَبْدُوَ لَهُمْ الْبَيْتُ».
و هذا عروة بن الزبير ينقل هذا الكلام المجمع عليه، فانظر كيف انقلب الأمر
يقول الأزرقي في " أخبار مكة 343":
" قال جدي : لما بنى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس داره التي بمكة على الصيارفة حيال المسجد الحرام أمر قوامه أن لا يرفعوها فيشرفوا بها على الكعبة وأن يجعلوا أعلاها دون الكعبة فتكون دونها إعظاما للكعبة أن تشرف عليها ".
و قال وكيع بن الجراج - بمكة - :
" سَمِعْتُ سُفْيَانَ، وَسُئِلَ عَنِ الْبِنَاءِ الَّذِي، بَنَوْهُ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، قَالَ: لَا تَنْظُرُوا إِلَيْهِ فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا بَنَوْهُ لَيُنْظَرُ إِلَيْهِ ". [حلية الأولياء 6/397]
و قال وكيع بن الجراج - بمكة - :
" سَمِعْتُ سُفْيَانَ، وَسُئِلَ عَنِ الْبِنَاءِ الَّذِي، بَنَوْهُ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، قَالَ: لَا تَنْظُرُوا إِلَيْهِ فَإِنَّهُمْ إِنَّمَا بَنَوْهُ لَيُنْظَرُ إِلَيْهِ ". [حلية الأولياء 6/397]
فإلى الله المشتكى
هذا و صل اللهم على نبينا محمد
و على آله و صحبه و سلم.
_______
1/ الأزرقي مجهول، و في كتابه غرائب كثيرة. يذكر استئناسا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق