سورة التوبة [ 31 - 40 ]
[سورة التوبة]
قوله تعالى (
هُوَ الَّذِي
أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ
وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ )
1679 - قال ابن أبي حاتم " 10069 ":
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ
الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ
ثنا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولُهُ بِالْهُدَى وَدِينِ
الْحَقِّ) قَالَ: قَاتَلَ اللَّهُ قَوْمًا يَنْتَحِلُونَ دِينًا لَمْ يُصَدِّقْهُ قَوْمٌ
قَطُّ وَلَمْ يُفْلِحْهُ وَلَمْ يَنْصُرْهُ، إِذَا أَظْهَرُوهُ إِهْرَاقَ بِهِ دِمَاؤُهُمْ،
وَإِذَا سَكَتُوا عَنْهُ كَانَ فَرَحًا فِي قُلُوبِهِمْ ذَلِكَ وَاللَّهِ دَيْنُ سُوءٍ
قَدْ أَلاصُوا هَذَا الأَمْرَ مُنْذُ بِضْعٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، فَهَلْ أَفْلَحُوا
فِيهِ يَوْمًا أَوْ أَنْجَحُوا؟.
قوله تعالى (وَالَّذِينَ
يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم
بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)(1)
1680 - قال عبد الرزاق " 1077 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ:
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:
" مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ جَسَدَهُ ، وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ:
الْكَنْزِ ، وَالْغُلُولِ ، وَالدَّيْنِ ". (2)
1681 - و قال عبد الرزاق " 1084 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ:
كَانَ يُقَالُ: «إِنَّ الزَّكَاةَ قَنْطَرَةٌ بَيْنَ النَّارِ ، وَبَيْنَ الْجَنَّةِ
، فَمَنْ أَدَّى زَكَاتَهُ قَطَعَ الْقَنْطَرَةَ».
قوله تعالى (
إِنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ
السَّمَاوَات وَالأَرْضَ )
1682 - قال الطبري " 16689 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ يَوْمِ مِنًى: " أَلَا إِنَّ
الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض،
وَإِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ
حُرُم، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القِعْدَة، وَذُو الحِجَّة، وَالْمُحَرَّم، وَرَجَبُ
مُضَر الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَان". (3)
قوله تعالى (
مِنْهَا أَرْبَعَةٌ
حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ
)
1683 - قال ابن أبي حاتم " 10010 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يزيد ابْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ:
فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ إِنَّ الظُّلْمَ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ أَعْظَمُ
خَطِيئَةً وَوِزْرًا مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهُ، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ - عَلَى
كُلِّ حَالٍ عَظِيمًا -، وَكَأَنَّ اللَّهُ يُعَظِّمُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ.
1684 - و قال الطبري " 16698 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ،
حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: أَمَّا قَوْلُهُ: (فَلاَ تَظْلِمُوا
فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) ، فَإِنَّ الظُّلْمَ فِي الأَشْهُرِ الْحُرُم أَعْظَمُ خَطِيئَةً
وَوِزْرًا، مِنَ الظُّلْمِ فِيمَا سِوَاهَا، وَإِنْ كَانَ الظُّلْمُ عَلَى كُلِّ حَالٍ
عَظِيمًا، وَلَكِنَّ اللهَ يُعَظِّمُ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ. وَقَالَ: إِنَّ اللهَ
اصْطَفَى صَفَايَا مِنْ خَلْقِهِ، اصْطَفَى مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ
رُسُلاً، وَاصْطَفَى مِنَ الكَلاَمِ ذِكْرَهُ، وَاصْطَفَى مِنَ الأَرْضِ الْمَسَاجِدَ،
وَاصْطَفَى مِنَ الشُّهُورِ رَمَضَانَ وَالأَشْهُرَ الْحُرُم، وَاصْطَفَى مِنَ الأَيَّامِ
يَوْمَ الجُمُعَة، وَاصْطَفَى مِنَ اللَّيَالِي لَيْلَةَ القَدْرِ، فَعَظِّمُوا مَا
عَظَّمَ اللهُ، فَإِنَّمَا تُعَظَّمُ الأُمُورُ بِمَا عَظَّمَهَا اللهُ عِنْدَ أَهْلِ
الفَهْمِ وَأَهْلِ العَقْلِ.
قوله تعالى (
وَقَاتِلُواْ
الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ
مَعَ الْمُتَّقِينَ )
1685 - قال الطبري " 16705 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً) ،: أَيْ:
جَمِيعًا.
قوله تعالى (
إِنَّمَا النَّسِيءُ
زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ
عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ
زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
) (4)
1686 - قال الطبري " 16712 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ)
، إِلَى قَوْلِهِ: (الكَافِرِينَ) ، عَمَدَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الضَّلاَلَةِ فَزَادُوا
صَفَرًا فِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ، فَكَانَ يَقُومُ قَائِمُهُمْ فِي الْمَوْسِمِ فَيَقُولُ:
"أَلاَ إِنَّ آلِهَتَكُمْ قَدْ حَرَّمَتِ العَامَ الْمُحَرَّم"، فَيُحَرِّمُونَهُ
ذَلِكَ العَام. ثُمَّ يَقُومُ فِي العَامِ الْمُقْبِلِ فَيَقُولُ: "أَلَا إِنَّ
آلِهَتكُمْ قَدْ حَرَّمَتْ صَفَر"، فَيُحَرِّمُونَهُ ذَلِكَ العَام. وَكَانَ يُقَالُ
لَهُمَا "الصَّفَرَانِ". قَالَ: فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ نَسَأ النَسِّيء: بَنُو
مَالِك بْنَ كِنَانَة (5)، وَكَانُوا ثَلاَثَة: أَبُو ثُمَامَة صَفْوَان
بَنِي أُمَيَّة، أَحَدُ بَنِي فَقِيم بْنَ الحَارِثِ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي كِنَانَةَ.
قوله تعالى (
إِلاَّ تَنفِرُواْ
يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (6) وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ
وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
1687 - قال الطبري " 16723 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا
أَلِيمًا) ، اسْتَنْفَرَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ فِي لَهَبَانِ الحرِّ فِي غَزْوَةِ تَبُوك
قِبَلَ الشَّأمِ، عَلَى مَا يَعْلَمُ اللهُ مِنَ الجَهْدِ.
قوله تعالى (
إِلاَّ تَنصُرُوهُ
فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ
هُمَا فِي الْغَارِ (7) إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) (8)
1688 - قال الطبري " 16727 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ
اللهُ) ، الآيَة، قَالَ: فَكَانَ صَاحِبهُ أَبُو بَكْر، وَأَمَّا " الغَارُ"،
فَجَبَلٌ بِمَكَّةَ يُقَالُ لَهُ: " ثَوْر".
قوله تعالى (
فَأَنزلَ اللَّهُ
سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ )
1689 - قال ابن أبي حاتم " 10048 ":
ذُكِرَ عَنْ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ
ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: (فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ
عَلَيْهِ) أَيْ: عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ.
[يتبع بإذن الله]
_________
1/ يقول عبد الرزاق في " تفسيره 1079 ": عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: " بَلَغَنِي أَنَّ الْكَنْزَ يَتَحَوَّلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَتْبَعُ صَاحِبَهُ ، وَهُوَ يَفِرُّ مِنْهُ ، يَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ لَا يُدْرِكُ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا أَخَذَهُ ".اهـ و قال البخاري في " صحيحه 6557 ": حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَفِرُّ مِنْهُ صَاحِبُهُ فَيَطْلُبُهُ وَيَقُولُ أَنَا كَنْزُكَ ... الحديث.
2/ يقول الترمذي في " سننه 1573 ": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ فَارَقَ الرُّوحُ الْجَسَدَ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ثَلَاثٍ: الْكَنْزِ، وَالْغُلُولِ، وَالدَّيْنِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ "، هَكَذَا قَالَ سَعِيدٌ: " الْكَنْزُ "، وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ فِي حَدِيثِهِ: " الْكِبْرُ "، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ مَعْدَانَ، وَرِوَايَةُ سَعِيدٍ أَصَحُّ. اهـ و الغلول: الخيانة في الغنيمة.
3/ يقول البخاري في " صحيحه 4385 ": حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ.
4/ قال مجاهد: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: 37] ، قَالَ: " فَرَضَ اللَّهُ الْحَجَّ فِي ذِي الْحِجَّةِ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُسَمُّونَ الْأَشْهُرَ ذَا الْحِجَّةِ ، وَالْمُحَرَّمَ ، وَصَفَرَ ، وَرَبِيعًا ، وَرَبِيعًا ، وَجُمَادَى ، وَجُمَادَى ، وَرَجَبَ ، وَشَعْبَانَ ، وَرَمَضَانَ ، وَشَوَّالًا ، وَذَا الْقَعْدَةِ ، وَذَا الْحِجَّةِ ، ثُمَّ يَحُجُّونَ فِيهِ مَرَّةً أُخْرَى ، ثُمَّ يَسْكُتُونَ عَنِ الْمُحَرَّمِ ، فَلَا يَذْكُرُونَهُ ، ثُمَّ يَعُودُونَ فَيُسَمُّونَ صَفَرًا ، ثُمَّ يُسَمُّونَ رَجَبَ جُمَادَى الْآخِرَةَ ، ثُمَّ يُسَمُّونَ شَعْبَانَ رَمَضَانَ ، وَرَمَضَانَ شَوَّالًا ، ثُمَّ يُسَمُّونَ ذَا الْقَعْدَةِ شَوَّالًا ، ثُمَّ يُسَمُّونَ ذَا الْحِجَّةِ ذَا الْقَعْدَةِ ، ثُمَّ يُسَمُّونَ الْمُحَرَّمَ ذَا الْحِجَّةِ ، ثُمَّ يَحُجُّونَ فِيهِ ، وَاسْمُهُ عِنْدَهُمْ ذُو الْحِجَّةِ ، ثُمَّ عَادُوا كَمِثْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ فَكَانُوا يَحُجُّونَ فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ عَامَيْنِ حَتَّى وَافَقَ حَجَّ أَبِي بَكْرٍ الْآخِرَ مِنَ الْعَامَيْنِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ، ثُمَّ حَجَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّتَهُ الَّتِي حَجَّ ، فَوَافَقَ ذَا الْحِجَّةِ ، فَذَلِكَ حِينَ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خُطْبَتِهِ: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ». [تفسير عبد الرزاق 1085]
5/ يقول سعيد بن منصور في " التفسير1015 ": نا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ} قَالَ: كَانَ النَّاسِي رَجُلًا مِنْ كِنَانة، وَكَانَ ذَا رَأْيٍ فِيهِمْ، وَكَانَ يَجْعَلُ الْمُحَرَّمَ سَنَةً صَفَرًا فَيَغْزُو فِيهِ، فيُصِيب فِيهِ، وَسَنَةً يحرِّمه فَلَا يَغْزُو فِيهِ، وَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا} .
6/ يقول نجدة بن نفيع الحنفي: " سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اسْتَنْفَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيًّا مِنَ الْعَرَبِ، فَتَثَاقَلُوا عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ إِلا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا فَأَمْسَكَ اللَّهُ عَنْهُمُ الْمَطَرَ، قَالَ: فَكَانَ عَذَابُهُمْ. [ تفسير ابن أبي حاتم 10033، و نجدة مجهول. قال المروزي في "التهذيب": روى له أَبُو دَاوُدَ عَن ابْنِ عباس فِي قوله تعالى: ( إلا تنفروا يعذبكم عذابا إليما ) قال :فأمسك عنهم المطر، وكَانَ عذابهم. اهـ
7/ يقول الزهري فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة: 40] ، قَالَ: «هُوَ الْغَارُ الَّذِي فِي الْجَبَلِ الَّذِي سُمِّيَ ثَوْرًا ، مَكَثَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ». [تفسير عبد الرزاق 1086]
8/ يقول عروة بن الزبير: " قالت عائشة بينا نحن يوما جلوسا فِي نَحَرِ الظَّهِيرَةِ إِذْ قَالَ قَائِلٌ لأَبِي بكر: هذا رسول الله مقبلا، فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدًى لَهُ أَبِي وَأُمِّي إِنْ جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ لأَمْرٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي بَكْرٍ: أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ، قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَقَالَ أَبُو بكر: الصحابة بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَخُذْ مِنِّي إِحْدَى رَاحِلَتِيَّ هَاتَيْنِ، فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالثَّمَنِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحْسَنَ الْجِهَازِ، وَصَنَعْنَا لَهُمَا صفرَةً فِي جِرَابٍ، وَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا فَأَوْكَتْ بِهِ الْجِرَابَ، فَلِذَلِكَ تُسَمَّى ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ، ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِء صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَء بِغَارٍ فِي جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: ثَوْرٌ، فَمَكَثَا فِيهِ ثَلاثَ لَيَالٍ ". [تفسير ابن أبي حاتم 10039]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق