السبت، 4 يونيو 2016

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ التَّوْبَة [81 - 90]

سورة التوبة [ 81 - 90 ]







[سورة التوبة]










قوله تعالى ( فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ 81 وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ(1) )

1736 - قال ابن أبي حاتم " 10501 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ: فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ أَظُنُّهَا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ.

1737 - و قال عبد الرزاق " 1114 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ} [التوبة: 81] قَالَ: «هِيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ».






قوله تعالى ( فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) (2)

1738 - قال الطبري " 17042 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً): أَيْ فِي الدُّنْيَا، (وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا): أَيْ فِي النَّارِ. ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا. ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ نُودِيَ عِنْدَ ذَلِكَ، أَوْ قِيلَ لَهُ: لاَ تُقَنِّطْ عِبَادِي.







قوله تعالى ( فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ )

1739 - قال ابن أبي حاتم " 10202 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ [عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ] عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ قَالَ: ذَكَرَ لَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا اثْنَى عَشَرَ رَجُلا، وَفِيهِمْ قِيلَ مَا قِيلَ.

1740 - قال الطبري " 17048 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْله: (فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ) ، إِلَى قَوْلِهِ: (فَاقْعُدُوا مَعَ الخَالِفِينَ) ، أَيْ: مَعَ النِّسَاءِ. ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا اثْنَى عَشَرَ رَجُلاً مِنَ الْمُنَافِقِينَ، قِيلَ فِيهِمْ مَا قِيلَ.






قوله تعالى ( وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ )

1741 - قال عبد الرزاق " 1116 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84] ، قَالَ: أَرْسَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ ، وَهُوَ مَرِيضٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ: «أَهْلَكَكَ حُبُّ يَهُودَ» ، قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ لِتَسْتَغْفِرَ لِي ، وَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ؛ لِتُؤَنَّبَنِي ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفَّنُ فِيهِ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَامَ عَلَى قَبْرِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ، وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84].






قوله تعالى ( وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ (3) وَهُمْ كَافِرُونَ )

1742 - قال ابن أبي حاتم " 10208 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ أَنْبَأَ [سعيد عن]  سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مِنْ مَقَادِيمِ الْكَلَامِ (وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا) أَيْ: فِي الآخِرَةِ (4)







قوله تعالى ( رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ )

1743 - قال الطبري " 17068 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ) ، أَيْ: مَعَ النِّسَاءِ.

1744 - و قال أيضا " 17069 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة وَالحَسَن: (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ) ، قَالاَ: النِّسَاء. (5)







قوله تعالى ( وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ )

1745 - قال ابن أبي حاتم " 10207 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ أَنْبَأَ سَعِيدُ [عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ] عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَيْ: بِأَعْمَالِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ.






قوله تعالى ( وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

1746 - قال الطبري " 17074 ":
حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَة عَبْد الوَارِثِ بْنَ عَبْدِ الصَّمَد قَالَ، حَدَّثَنِي أَبِي (6)، عَنِ الحُسَيْن قَالَ: كَانَ قَتَادَة يَقْرَأُ: (وَجَاءَ المُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ) ، قَالَ: اعْتَذَرُوا بِالكَذِبِ.(7)




[يتبع بإذن الله]
_______
1/ غزوة تبوك و هي آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم، و سميت غزوة الحر و قيل غزوة العسرة، و قيل جيش العسرة.
2/ يقول وكيع في " الزهد 18" حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رزين عن الربيع بن خُثَيم: {فليضحكوا قليلاً} [التوبة 82] قال: الدنيا، {وليبكوا كثيرًا} [التوبة 82] قال: الآخرة.اهـ
3/ يقول ابن أبي حاتم " 10200 ": أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ الْقَيْسَارِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ ثنا سُفْيَانُ فِي قَوْلِهِ: (وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ): فِي الدُّنْيَا، (وَهُمْ كَافِرُونَ).اهـ لم أجده في تفسير الثوري.
4/ كأن قتادة يريد و الله أعلم، في الدنيا و في الآخرة أيضا.
5/ قاله ابن زيد أيضا و السدي و روي أيضا عن ابن عباس كما في صحيفة علي بن أبي طلحة.
6/ هو عبد الصمد بن عبد الوارث التميمي، و كان ابن معين يقول: و الله ثقة. و الحسين هو ابن ذكوان البصري، وثقه جماعة.
7/ و هي قراءة الحسن البصري. يقول ابن أبي حاتم " 10202 ": حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو مَعْمَرٍ الْعَنْقَرِيُّ ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ يُونُسَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَقْرَأُ: وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ قَالَ: اعْتَذَرُوا بِشَيْءٍ لَيْسَ بِحَقٍّ.اهـ و قرأها مجاهد مخففة (وَ جَاءَ المُعْذِرُونَ) أي أهل العذر. يقول سعيد ابن منصور في "التفسير 1030 ": نا سُفْيَانُ، عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {وَجَاءَ المُعْذِرُون} .اهـ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق