سورة التوبة [ 81 - 90 ]
[سورة التوبة]
قوله تعالى (
فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ
بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ 81 وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ(1)
)
1736 - قال ابن أبي حاتم " 10501 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ
عَنْ قَتَادَةَ:
فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ أَظُنُّهَا فِي غَزْوَةِ
تَبُوكَ.
1737 - و قال عبد الرزاق " 1114 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ} [التوبة:
81] قَالَ: «هِيَ غَزْوَةُ تَبُوكَ».
قوله تعالى (
فَلْيَضْحَكُواْ
قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) (2)
1738 - قال الطبري " 17042 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً): أَيْ فِي الدُّنْيَا،
(وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا): أَيْ فِي النَّارِ. ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا
أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا. ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ نُودِيَ
عِنْدَ ذَلِكَ، أَوْ قِيلَ لَهُ: لاَ تُقَنِّطْ عِبَادِي.
قوله تعالى (
فَإِن رَّجَعَكَ
اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ
مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم
بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ )
1739 - قال ابن أبي حاتم " 10202 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ [عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ] عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: فَإِنْ رَجَعَكَ
اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ قَالَ: ذَكَرَ لَنَا
أَنَّهُمْ كَانُوا اثْنَى عَشَرَ رَجُلا، وَفِيهِمْ قِيلَ مَا قِيلَ.
1740 - قال الطبري " 17048 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْله: (فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طَائِفَةٍ
مِنْهُمْ) ، إِلَى قَوْلِهِ: (فَاقْعُدُوا مَعَ الخَالِفِينَ) ، أَيْ: مَعَ النِّسَاءِ.
ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ كَانُوا اثْنَى عَشَرَ رَجُلاً مِنَ الْمُنَافِقِينَ، قِيلَ
فِيهِمْ مَا قِيلَ.
قوله تعالى (
وَلاَ تُصَلِّ
عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ )
1741 - قال عبد الرزاق " 1116 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى
قَبْرِهِ} [التوبة: 84] ، قَالَ: أَرْسَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ
، وَهُوَ مَرِيضٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا دَخَلَ
عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ: «أَهْلَكَكَ حُبُّ
يَهُودَ» ، قَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ لِتَسْتَغْفِرَ
لِي ، وَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ؛ لِتُؤَنَّبَنِي ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ
يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفَّنُ فِيهِ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَامَ عَلَى قَبْرِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا
تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ، وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة:
84].
قوله تعالى ( وَلاَ تُعْجِبْكَ
أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي
الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ (3) وَهُمْ كَافِرُونَ
)
1742 - قال ابن أبي حاتم " 10208 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ
ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ أَنْبَأَ [سعيد عن] سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ:
مِنْ مَقَادِيمِ الْكَلَامِ (وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَأَوْلَادُهُمْ
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا) أَيْ: فِي الآخِرَةِ (4)
قوله تعالى (
رَضُواْ بِأَن
يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ )
1743 - قال الطبري " 17068 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ)
، أَيْ: مَعَ النِّسَاءِ.
1744 - و قال أيضا " 17069 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ
الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة وَالحَسَن:
(رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ) ، قَالاَ: النِّسَاء. (5)
قوله تعالى (
وَطُبِعَ عَلَى
قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ )
1745 - قال ابن أبي حاتم " 10207 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ
ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ أَنْبَأَ سَعِيدُ [عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ] عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ
أَيْ: بِأَعْمَالِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ.
قوله تعالى (
وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ
مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
1746 - قال الطبري " 17074 ":
حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَة عَبْد
الوَارِثِ بْنَ عَبْدِ الصَّمَد قَالَ، حَدَّثَنِي أَبِي (6)، عَنِ
الحُسَيْن قَالَ: كَانَ قَتَادَة يَقْرَأُ: (وَجَاءَ المُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ) ، قَالَ:
اعْتَذَرُوا بِالكَذِبِ.(7)
[يتبع بإذن الله]
_______
1/ غزوة تبوك و هي آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم، و سميت غزوة الحر و قيل غزوة العسرة، و قيل جيش العسرة.
2/ يقول وكيع في " الزهد 18" حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي رزين عن الربيع بن خُثَيم: {فليضحكوا قليلاً} [التوبة 82] قال: الدنيا، {وليبكوا كثيرًا} [التوبة 82] قال: الآخرة.اهـ
3/ يقول ابن أبي حاتم " 10200 ": أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ ثَوْرٍ الْقَيْسَارِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ ثنا سُفْيَانُ فِي قَوْلِهِ: (وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ): فِي الدُّنْيَا، (وَهُمْ كَافِرُونَ).اهـ لم أجده في تفسير الثوري.
4/ كأن قتادة يريد و الله أعلم، في الدنيا و في الآخرة أيضا.
5/ قاله ابن زيد أيضا و السدي و روي أيضا عن ابن عباس كما في صحيفة علي بن أبي طلحة.
6/ هو عبد الصمد بن عبد الوارث التميمي، و كان ابن معين يقول: و الله
ثقة. و الحسين هو ابن ذكوان البصري، وثقه جماعة.
7/ و هي قراءة الحسن البصري. يقول ابن أبي حاتم " 10202
": حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو مَعْمَرٍ الْعَنْقَرِيُّ ثنا عَبْدُ الْوَارِثِ
عَنْ يُونُسَ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ يَقْرَأُ: وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ
قَالَ: اعْتَذَرُوا بِشَيْءٍ لَيْسَ بِحَقٍّ.اهـ و قرأها مجاهد مخففة (وَ جَاءَ المُعْذِرُونَ)
أي أهل العذر. يقول سعيد ابن منصور في "التفسير 1030 ": نا سُفْيَانُ، عَنْ
حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: {وَجَاءَ المُعْذِرُون}
.اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق