الجمعة، 3 يونيو 2016

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ التَّوْبَة [71 - 80]

سورة التوبة [ 71 - 80 ]







[سورة التوبة]












قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ (1) وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(2))

1727 - قال الطبري " 16966 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (يَا أَيَّهُا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِم) ، قَالَ: أَمَرَ اللهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَاهِدَ الكُفَّارَ بِالسَّيْفِ، وَيَغْلُظَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ فِي الحُدُودِ.






قوله تعالى ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ )

1728 - قال عبد الرزاق " 1111 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا ، وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ} [التوبة: 74] قَالَ: «نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ».

1729 - وقال ابن أبي حاتم " 10403 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ) إِلَى قَوْلِهِ: (وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ). قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلَيْنِ اقْتَتَلا، أَحَدُهُمَا مِنْ جُهَيْنَةَ، وَالآخَرُ مِنْ غِفَارَ، وَكَانَتْ جُهَيْنَةُ حُلَفَاءَ الأَنْصَارِ فَظَهَرَ الْغِفَارِيُّ عَلَى الْجُهَنِيِّ فَنَادَى عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ: يَا بَنِي أَوْسٍ، انْصُرُوا أَخَاكُمْ، وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا مَثَلُنَا وَمَثَلُ مُحَمَّدٍ إِلا كَمَا قَالَ الْقَائِلُ: سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ، وَقَالَ: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ فَسَعَى بِهَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَحَلَفَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ الْقُرْآنُ (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا).






قوله تعالى ( وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ )

1730 - قال ابن أبي حاتم " 10401 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَمَا نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ قَالَ: كَانَتْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ دِيَةٌ فَأَخْرَجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ.






قوله تعالى ( وَمِنْهُم (3) مَّنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ 75 فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ 76 فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ 77 )

1731 - قال الطبري " 16988 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ) ، الآيَة: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ أَتَى عَلَى مَجْلِسٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: لَئِنْ آتَاهُ اللهُ مَالاً لَيُؤَدِّيَنَّ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ! فَآتَاهُ اللهُ مَالاً فَصَنَعَ فِيهِ مَا تَسْمَعُونَ، قَالَ: (فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ) إِلَى قَوْلِهِ: (وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) . ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ لَمَّا جَاءَ بِالتَّوْرَاةِ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيل، قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيل: إِنَّ التَّوْرَاةَ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّا لاَ نَفْرُغُ لَهَا، فَسَلْ لَنَا رَبَّكَ جِمَاعًا مِنَ الأَمْرِ نُحَافِظُ عَلَيْهِ، وَنَتَفَرَّغُ فِيهِ لِمَعَاشِنَا! قَالَ: يَا قَوْم، مَهْلاً مَهْلاً! هَذَا كِتَابُ اللهُ، وَنُورُ اللهُ، وَعِصْمَةُ اللهِ! قَالَ: فَأَعَادُوا عَلَيْهِ، فَأَعَادَ عَلَيْهِمْ، قَالَهَا ثَلاَثًا. قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَى مُوَسى: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالَ: يَا رَبِّ، يَقُولُونَ: كَيْتَ وَكَيْت. قَالَ: فَإِنِّي آمُرُهُمْ بِثَلاَثٍ إِنْ حَافَظُوا عَلَيْهِنَّ دَخَلُوا بِهِنَّ الْجَنَّة: أَنْ يَنْتَهُوا إِلَى قِسْمَةِ الْمِيرَاثِ فَلاَ يَظْلِمُوا فِيهَا، وَلاَ يُدْخِلُوا أَبْصَارَهُمُ البُيُوتَ حَتَّى يُؤْذَنَ لَهُمْ، وَأَنْ لاَ يَطْعَمُوا طَعَامًا حَتَّى يَتَوْضَّأُوا وُضُوءَ الصَّلاَةِ. قَالَ: فَرَجَعَ بِهِنَّ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْمِهِ، فَفَرِحُوا، وَرَأَوْا أَنَّهُمْ سَيَقُومُونَ بِهِنَّ. قَالَ: فَوَاللهِ مَا لَبِثَ القَوْمُ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى جَنَحُوا وانْقُطِعَ بِهِمْ. فَلَمَّا حَدَّثَ نَبِيُّ اللهِ بِهَذَا الحَدِيثِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالَ: تَكَفَّلُوا لِي بِسِتٍّ، أَتَكَفَّلُ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ! قَالُوا: مَا هُنَّ، يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتُمْ فَلاَ تَكْذِبُوا، وَإِذَا وَعَدْتُّمْ فَلاَ تُخْلِفُوا، وَإِذَا اؤْتُمِنْتُمْ فَلاَ تَخُونُوا، وَكُفُّوا أَبْصَارَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ وَفُرُوجَكُمْ: أَبْصَارَكُمْ عَنِ الخِيَانَةِ، وَأَيْدِيَكُمْ عَنِ السَّرِقَةِ، وَفُرُوجَكُمْ عَنِ الزِّنَا.







قوله تعالى ( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ) (4)

1732 - قال ابن أبي حاتم " 10503 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ(5) ثنا سَعِيدٌ [عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ] عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فِي الصَّدَقَاتِ أَيْ: يَطْعَنُونَ عَلَى الْمُطَّوِّعِينَ فِي الصَّدَقَاتِ.

1733 - و قال عبد الرزاق " 1112 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 79] ، قَالَ: " تَصَدَّقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ بِشَطْرِ مَالِهِ ، وَكَانَ مَالُهُ ثَمَانِيَةَ آلَافِ دِينَارٍ فَتَصَدَّقَ بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ ، فَقَالَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ لَعَظِيمُ الرِّيَاءِ " ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ ، وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: 79] ، " وَكَانَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ صَاعَانِ مِنْ تَمْرٍ ، فَجَاءَ بِأَحَدِهِمَا ، فَقَالَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَاعِ هَذَا ، وَكَانَ الْمُنَافِقُونَ يَطْعَنُونَ عَلَيْهِمْ ، وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ، فَقَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ ، فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 79].

1734 - و قال الطبري " 17008 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلُه: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ، الآيَة، قَالَ: أَقْبَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بِنِصْفِ مَالِهِ، فَتَقَرَّبَ بِهِ إِلَى اللهِ، فَلَمَزَهُ الْمُنَافِقُونَ فَقَالُوا: مَا أَعْطَى ذَلِكَ إِلاَّ رِيَاءً وَسُمْعَةً! فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ يُقَالُ لَهُ "حبْحَاب، أَبُو عَقِيل " فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، بِتُّ أَجُرُّ الجَرِيرَ عَلَى صَاعَيْنِ مِنْ تَمْرٍ، أَمَّا صَاعٌ فَأَمْسَكْتُهُ لِأَهْلِي، وَأَمَّا صَاعٌ فَهَا هُوَ ذَا! فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: "وَاللهِ إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ لَغَنِيَّانِ عَنْ هَذَا". فَأَنْزَلَ اللهُ فِي ذَلِكَ القُرْآنَ: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ) ، الآيَة.







قوله تعالى ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) (6)

1735 - قال عبد الرزاق " 1113 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَزِيدَنَّ عَنِ السَّبْعِينَ» ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [المنافقون: 6]




[يتبع بإذن الله]
________
1/ قال الضحاك: قَوْلُهُ: (وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) قَالَ: وَاغْلُظْ عَلَى الْمُنَافِقِينَ بِالْكَلامِ. [تفسير ابن أبي حاتم 10307].
2/ قال ابن أبي نجيح قوله: (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) قَالَ: مَصِيرُ الْكَافِرِ إِلَى النَّارِ، قَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ: سَمِعْتُهُ مِنْ عِكْرِمَةَ فَعَرَضْتُهُ عَلَى مُجَاهِدٍ فَلَمْ يُنْكِرْهُ. [تفسير ابن أبي حاتم 10309].
3/ قال مجاهد في قول الله: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله) ، قال: رجلان خرجا على ملأ قُعُود فقالا: والله لئن رزقنا الله لنصدقن! فلما رزقهم بخلوا به. [تفسير الطبري 16991]. و قال ابن مسعود في " التفسير 1206 ": نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ [ابن مسعود] : اعْتَبِرُوا الْمُنَافِقِينَ بِثَلَاثٍ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَر، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ} إلى آخر الآية.
4/ يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 10500 ": حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ الطِّهْرَانِيُّ، أَنْبَأَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ثنا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ فِطْرٍ أَخْرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ مَالا عَظِيمًا، وَأَخْرَجَ عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ كَذَلِكَ، وَأَخْرَجَ رَجُلٌ صَاعَيْنِ، وَآخَرُ صَاعًا فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ النَّاسِ: إِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِنَّمَا جَاءَ بِمَا جَادَ بِهِ فَخْرًا وَرِيَاءً، وَأَمَّا صَاحِبُ الصَّاعِ وَالصَّاعَيْنِ: فَإِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَغْنِيَاءٌ مِنْ صَاعٍ وَصَاعٍ، فَسَخَرُوا بِهِمْ، فَأُنْزِلَتْ فِيهِمْ هَذِهِ الآيَةُ: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ الآيَةَ.
5/ أبو الجماهر هو محمد بن عثمان التنوخي. يروي عن سعيد بن بشير عن سعيد ابن أبي عروبة عن قتادة كما سيأتي. و يبدوا أن ابن أبي عروبة سقط.
6/ قال مجاهد في قوله  (إن تستغفر لهم سبعين مرة) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سأزيد على سبعين استغفارة! فأنزل الله في السورة التي يذكر فيها المنافقون: (لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) ، عزمًا. [تفسير الطبري 17025]. و قال عروة بن الزبير: أَنْزَلَ اللَّهُ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لأَزِيدَنَّ عَلَى السَّبْعِينَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى (سَوَاءٌ عَلَيْهِمُ أَسْتَغْفَرَتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ)، فَأَبَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ. [تفسير ابن أبي حاتم 10500].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق