الأربعاء، 29 يونيو 2016

قوله تعالى ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ )

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،



قال الله تعالى مخبرا عن عبده الصالح ذي القرنين:
( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ) [الكهف 86]


يقول الطبري في " تفسيره 18/96 ":
حدثنا الحسين بن الجنيد، قال: ثنا سعيد بن سلمة، قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن عثمان بن حاضر، قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: قرأ معاوية هذه الآية، فقال: (عَيْنٌ حامِيَةٌ) فقال ابن عباس: إنها عين حمئة، قال: فجعلا كعبا بينهما، قال: فأرسلا إلى كعب الأحبار، فسألاه، فقال كعب: أما الشمس فإنها تغيب في ثأط، فكانت على ما قال ابن عباس، والثأط: الطين.

حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني نافع بن أبي نعيم، قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يقول: كان ابن عباس يقول (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ثم فسرها. ذات حمأة، قال نافع: وسئل عنها كعب، فقال: أنتم أعلم بالقرآن مني، ولكني أجدها في الكتاب تغيب في طينة سوداء.


و قال الطبري أيضا " 18/97 ":
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن ورقاء، قال: سمعت سعيد بن جبير، قال: كان ابن عباس يقرأ هذا الحرف (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ويقول: حمأة سوداء تغرب فيها الشمس.


و هذا التفسير قاله أيضا مجاهد وقتادة 



و قال ابن ابي حاتم في " تفسيره 12954 ":
حَدَّثَنَا حجاج بن حمزة، حَدَّثَنَا مُحَمَّد - يَعْنِي ابن بشر - حَدَّثَنَا عمرو بن ميمون، أنبأنا ابن حاضر، إِنَّ ابْنِ عَبَّاسٍ ذكر لَهُ إِنَّ مَعَاوِية بن أبي سفيان قرأ الأية التي في سورة الكهف: تغرب في عين حامية، قَالَ ابن عباس: فقلت لمعاوية: مَا نقرؤها إلا حَمِئَةٍ، فسأل مَعَاوِية عَبْد الله بن عمرو: كيف تقرؤها؟ فقال عَبْد الله: كما قرأتها. قَالَ ابن عباس: فقلت لمعاوية: في بيتي نزل القرآن. فأرسل إِلَى كَعْبٍ فقال لَهُ: أين تجد الشمس تغرب في التوراة؟ فقال لَهُ كَعْبٍ: سل أَهْل العربية، فإنهم أعلم بها. وأما أنا فإني أجد الشمس تغرب في التوراة في ماء وطين وأشار بيده إِلَى المغرب، قَالَ ابن حاضر: لو أني عندكما أفدتك بكلام تزداد فيه بصيرة في حَمِئَةٍ. قال ابن عباس: وإذا ما هو؟ قلت: فيما يؤثر مِنْ قول تبع، فيما ذكر به ذا القرنين، في تخلقه بالعلم وإتباعه إياه:
بلغ المشارق والمغارب يبتغي ... أسباب أمر، مِنْ حكيم مرشد
فرأى مغيب الشمس عند غروبها ... في عين ذي خلب وثأط حرمد.


وقال سعيد بن منصور في تفسيره " 1356 ":
حدَّثنا يزيد بن هارون، قال: حدَّثنا عمرو بن ميمون بن مهران، قال: جلست أنا وابن أبي حاضر - أو: ابن حاضر، شك عمرو بن ميمون - فقال: جلست إلى ابن عَبَّاس فقال: كنا عند معاوية رحمه الله فقرأ: {تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَامِيَةٍ}، فقال ابن عَبَّاس: فقلت له: ما نقرؤها إلا: {حَمِئَةٍ}. فقال معاوية: وكيف تقرؤها يا عبد الله [ابن عمرو]؟ قال: كما تقرؤها يا أمير المؤمنين. قال ابن عَبَّاس: في بيتي نزل القرآن! فأرسل معاوية إلى كعب، فقال: أين تجد الشمس تغرب في التوراة؟ قال: أما العربية فلا علم لي بها، فأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين. فقال أبو حاضر - أو ابن حاضر -: لو كنت عندك لأخبرتك شعرا تزداد بصيرة، ثم أنشده فيما يأثره من قول تُبَّعٍ فيما يذكر به ذو القرنين:
بلغ المشارق والمغارب يبتغي، قال: ونحن نقول: "نبتغي".
أسباب أمر من حكيم مرشد ، قال: "فوجد"، ونحن نقول:
فرأى مغار الشمس عند غروبها
في عين ذي خلب وثأط حرمد
فقلت: وما الخلب؟ قال: الطين بكلامهم. قلت: فما الثأط؟ قال: الحمأ. قلت: فما الحرمد؟ قال: الأسود.اهـ



يقول الفراء في " معاني القرآن 2/158 ":
" وقوله: حَمِئَةٍ [86] 
حَدَّثَنِي حِبَّانُ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (حَمِئَةٍ) قَالَ: تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ سَوْدَاءَ. وَكَذَلِكَ قَرَأَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ. [قال الفراء:] حَدَّثَنِي سفيان ابن عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه قرأ (حمئة). [و قال الفراء:] حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَرَأَ (حَامِيَةٍ). وذكر بعض المشيخة عَن خُصيف عَن أبي عبيدة أن ابن مسعود قرأ (حامِيَةٍ) .


و قال ابن قتيبة في " غريب القرآن ":
86 - تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ذات حمأة. ومن قرأ: حامية، أراد حارة. قال الشاعر يذكر ذا القرنين:
فأتى مغيب الشمس عند مآبها ... في عين ذي خلب وثأط حرمد 
والخلب: الطين في بعض اللغات. والثّأط: الحمأة. والحرمد: الأسود ".اهـ





يقول نشوان الحميري في " عجائب أخبار الملوك 1/59 ":
" وذو القرنين، قال فيه أسعد بن ملكي كرب بن تبع الأكبر ابن تبع الأقرن.
وقد كان ذو القرنين جدي قد أتى ... طرف البلاد من المكان الأبعد
فرأى مغار الشمس عند غروبها ... في عين ذي خلب وثأط حرمد
وبنى على يأجوج حين أتاهم ... ردما بناه إذ أتاه مخلد
ودعا بقطر قد أذيب فصب ... ما بينه وكذا بناء المحقد
ملك المشارق والمغارب يبتغي ... أسباب ملك من حكيم مرشد. اهـ



و قوله طرف البلاد أي منتهى الأرض والله أعلم


يقول سعيد بن منصور في تفسيره 1359 : 
حدَّثنا مهدي بن ميمون، عن شعيب بن الحبحاب، عن أبي العالية، قال: بلغني أن الشمس تغرب في عين، تقذفها العين إلى المشرق.


أبو العالية هو رفيع بن مهران تابعي كبير مخضرم، 
شيوخه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.






هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق