السبت، 24 سبتمبر 2016

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ يُونُس [ 91 - 100 ]

سورة يونس [ 91 - 100 ]







[سورة يونس]










قوله تعالى ( آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )

1874 - قال ابن أبي حاتم " 10566 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ) أَيْ لَوْ كَانَ هَذَا فِي الرَّخَاءِ (وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ). (1)







قوله تعالى (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ) (2)

1875 - قال عبد الرزاق " 1168 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} [يونس: 92] ، قَالَ: «لَمَّا أَغْرَقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ لَمْ تُصَدِّقْ طَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ بِذَلِكَ ، فَأَخْرَجَهُ اللَّهُ؛ لِيَكُونَ عِظَةً وَآيَةً».

1876 - و قال الطبري " 17875 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (فَاليَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةٌ) ، يَقُولُ: أَنْكَرَ ذَلِكَ طَوَائِفٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَذَفَهُ اللهُ عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ.







قوله تعالى ( وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ )

1877 - قال عبد الرزاق " 1172 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ} [يونس: 93] ، قَالَ: «بَوَّأَهُمُ اللَّهُ الشَّامَ ، وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ».






قوله تعالى ( فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ )

1878 - قال عبد الرزاق " 1173 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ} ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا أَشُكُّ وَلَا أَسْأَلُ». (3)







قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ )

1879 - قال عبد الرزاق " 1175 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ} ، قَالَ: «حَقَّتْ عَلَيْهِمْ سَخْطَةُ اللَّهِ بِمَا عَصَوْا».







قوله تعالى ( فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ )

1880 - قال الطبري " 17898 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةً آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) ، يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ هَذَا فِي الأُمَمِ قَبْلَهُمْ لَمْ يَنْفَعْ قَرْيَةً كَفَرَتْ ثُمَّ آمَنَتْ حِينَ حَضَرَهَا العَذَابُ، فَتُرِكَتْ، إِلاَّ قَوْمَ يُونُس، لَمَّا فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ وَظَنُّوا أَنَّ العَذَابَ قَدْ دَنَا مِنْهُمْ، قَذَفَ اللهُ فِي قُلُوبِهِم التَّوْبَةَ، وَلَبِسُوا الْمُسُوحَ (4)، وَفَرَّقُوا بَيْنَ كُلِّ بَهِيمَةٍ وَوَلَدِهَا (5)، ثُمَّ عَجُّوا إِلَى اللهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. فَلَمَّا عَرَفَ اللهُ الصِّدْقَ مِنْ قُلُوبِهِمْ، وَالتَّوْبَةَ وَالنَّدَامَة عَلَى مَا مَضَى مِنْهُمْ، كَشَفَ اللهُ عَنْهُم العَذَابَ بَعْدَ أَنْ تَدَلَّى عَلَيْهِمْ. قَالَ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ قَوْمَ يُونُس كَانُوا بِنَيْنَوَى أَرْضِ الْموصِلِ.

1881 - و قال عبد الرزاق " 1176 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا} [يونس: 98] ، قَالَ: «بَلَغَنَا أَنَّهُمْ خَرَجُوا ، فَنَزَلُوا عَلَى تَلٍّ وَفَرَّقُوا بَيْنَ كُلِّ بَهِيمَةٍ وَوَلَدِهَا ، فَدَعَوَا اللَّهَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً حَتَّى تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ».

1882 - و قال ابن أبي حاتم " 10605 ":
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ، ثنا الْوَلِيدُ، ثنا خُلَيْدٌ عَنْ قَتَادَةَ: (كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْي) قَالَ: كُشِفَ عَنْهُمُ الْعَذَابُ بَعْدَ أَنْ تَدَلَّى عَلَيْهِمْ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَذَابِ إِلا مِيلٌ.







قوله تعالى ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ )

1883 - قال ابن أبي حاتم " 10614 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ) قَالَ: الرِّجْسُ: الشَّيْطَانُ.




[يتبع بإذن الله]
_________
1/ و كان الضحاك بن قيس رضي الله عنه يقول " اذْكُرُوا اللَّهَ فِي الرَّخَاءِ يَذْكُرْكُمْ فِي الشِّدَّةِ ، فَإِنَّ يُونُسَ كَانَ عَبْدًا صَالِحًا ذَاكِرًا لِلَّهِ ، فَلَمَّا وَقَعَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ، قَالَ اللَّهُ : {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} وَإِنَّ فِرْعَوْنَ كَانَ عَبْدًا طَاغِيًا نَاسِيًا لِذِكْرِ اللهِ ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ {الْغَرَقُ قَالَ : آمَنْت أنَّهُ لاَ إلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ الآنَ وَقَدْ عَصَيْت قَبْلُ وَكُنْت مِنَ الْمُفْسِدِينَ}. " [مصنف ابن أبي شيبة 35939]. و قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: " إِذَا كَانَ الرَّجُلُ دَعَّاءً فِي السَّرَّاءِ ثُمَّ نَزَلَتْ بِهِ ضَرَّاءُ فَدَعَا ، قَالَتِ الْمَلائِكَةُ : صَوْتٌ مَعْرُوفٌ اسْتَغْفِرُوا لَهُ ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ لَيْسَ بِدَعَّاءٍ فِي السَّرَّاءِ فَنَزَلَتْ بِهِ ضَرَّاءُ فَدَعَا قَالَتِ الْمَلائِكَةُ : " صَوْتٌ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ وَلا يَشْفَعُونَ لَهُ " .[زوائد الزهد لأحمد 817].
2/ يقول الطبري في " تفسيره 17869 ": حدثني يعقوب بن إبراهيم قال، حدثنا ابن علية، عن سعيد الجريري، عن أبي السليل، عن قيس بن عباد قال - وكان من أكثر الناس أو: أحدث الناس - عن بنى إسرائيل؛ قال: فحدّثنا أن أول جنود فرعون لما انتهى إلى البحر، هابت الخيلُ اللّهبَ. قال: ومُثِّلَ لحصان منها فرس وَديق، فوجد ريحها - أحسبه أنا قال: - فانسلَّ فاتَّبعته. قال: فلما تتامّ آخر جنود فرعون في البحر، وخرج آخرُ بني إسرائيل، أُمر البحر فانطَبق عليهم، فقالت بنو إسرائيل: ما مات فرعون، وما كان ليموت أبدًا! فسمع الله تكذيبهم نبيَّه، قال: فرمى به على الساحل كأنه ثور أحمرُ، يتراءآه بنو إسرائيل.
3/ يقول سعيد بن منصور في " التفسير 1076 ": نا أَبُو عَوَانة، عَنْ أَبِي بِشْر ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْر فِي قَوْلِهِ: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ}، قَالَ: مَا شك ولا سأل.اهـ و قاله الحسن البصري أيضا [تفسير الطبري 17892].
4/ المسوح ثياب الرهبان. 
5/ استغربت من فعلهم هذا و قلت لعلهم أرادوا أن تعج دوابهم أيضا و تصرخ معهم. ثم وقفت على هذا المعنى في تفسير البغوي قال : " وَقِصَّةُ الْآيَةِ - عَلَى مَا ذَكَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَوَهْبٌ وَغَيْرُهُمْ - أَنَّ قَوْمَ يُونُسَ كَانُوا بِنَيْنَوَى ، مِنْ أَرْضِ الْمَوْصِلِ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يُونُسَ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ فَدَعَاهُمْ فَأَبَوْا ، فَقِيلَ لَهُ : أَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْعَذَابَ مُصَبِّحُهُمْ إِلَى ثَلَاثٍ ، فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ ، فَقَالُوا : إِنَّا لَمْ نُجَرِّبْ عَلَيْهِ كَذِبَا فَانْظُرُوا فَإِنْ بَاتَ فِيكُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَإِنْ لَمْ يَبِتْ فَاعْلَمُوا أَنَّ الْعَذَابَ مُصَبِّحُكُمْ ، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ خَرَجَ يُونُسُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِهُمْ ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا تَغَشَّاهُمُ الْعَذَابُ فَكَانَ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ قَدْرَ مِيلٍ . وَقَالَ وَهْبٌ : غَامَتِ السَّمَاءُ غَيْمًا أَسْوَدَ هَائِلًا يُدَخِّنُ دُخَانًا شَدِيدًا ، فَهَبَطَ حَتَّى تَغَشَّاهُمْ فِي مَدِينَتِهِمْ وَاسْوَدَّتْ سُطُوحُهُمْ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ أَيْقَنُوا بِالْهَلَاكِ ، فَطَلَبُوا يُونُسَ نَبِيَّهُمْ فَلَمْ يَجِدُوهُ ، وَقَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ التَّوْبَةَ ، فَخَرَجُوا إِلَى الصَّعِيدِ بِأَنْفُسِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَصِبْيَانِهِمْ وَدَوَابِّهِمْ ، وَلَبِسُوا الْمُسُوحَ وَأَظْهَرُوا الْإِيمَانَ وَالتَّوْبَةَ ، وَأَخْلَصُوا النِّيَّةَ وَفَرَّقُوا بَيْنَ كُلِّ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا مِنَ النَّاسِ وَالْأَنْعَامِ فَحَنَّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، وَعَلَتْ أَصْوَاتُهَا ، وَاخْتَلَطَتْ أَصْوَاتُهَا بِأَصْوَاتِهِمْ ، وَعَجُّوا وَتَضَرَّعُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقَالُوا آمَنَّا بِمَا جَاءَ بِهِ يُونُسُ ، فَرَحِمَهُمْ رَبُّهُمْ فَاسْتَجَابَ دُعَاءَهُمْ وَكَشَفَ عَنْهُمُ الْعَذَابَ بَعْدَ مَا أَضَلَّهُمْ ، وَذَلِكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ". اهـ نسأل الله أن يتوب علينا و أن يصلح أحوالنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق