الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول
الله و بعد ،
يقول ابن أبي الدنيا في
" قصر الأمل 26 ":
حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، قَالَ:
بَلَغَنِي أَنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ أَحْمَقَ، لَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَهِنْهُ الْعَيْش.
و انظر حولك ترى من آثار هذا
الحمق شيئا عجبا. فكانت حاجة الناس إلى الوحي و الهداية آكد
فأنزل الله الكتب و أرسل الرسل
و أسبغ النعم ( فأبى أكثر الناس إلا كفورا )
فبالوحي يعرف المرأ ربه و يعرف
نفسه
فإذا عرف ربه أحبه و عظمه
و إذا عرف نفسه تاب و تواضع
و لا شيء أنفع للعبد من هاتين
المعرفتين
يقول أحمد في " الزهد 1/264 ":
قَالَ سُفْيَانُ [ابن عيينة]:
" مَا زَادَ رَجُلٌ عِلْمًا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ قُرْبًا ". اهـ
و قال عبد الله بن المبارك
في " الزهد ١٤٩٧ ":
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
الْمُغِيرَةِ قَالَ: بَلَغَنَا عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:
«مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ أَحْمَقُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ
عَزَّ وَجَلَّ، وَلَكِنَّ الْحُمْقَ بَعْضُهُ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضٍ».
و إذا منَّ الله على عبد رفع عنه الحمق كله فضلا من الله و نعمة
و هذه بعض الآثار فيمن قيل
عنه أحمق عافانا الله و إياكم.
قال ابن المبارك في "
الزهد ٢\٢٣ ":
أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:
فَجَعَلَ يُحَدِّثُنَا قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: حَدِّثْنَا عَنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ:
فَغَضِبَ عِمْرَانُ، فَقَالَ: «إِنَّكَ أَحْمَقُ، ذَكَرَ اللَّهُ الزَّكَاةَ فِي كِتَابِهِ،
فَأَيْنَ مِنَ الْمِئَتَيْنِ خَمْسَةٌ؟ ذَكَرَ اللَّهُ الصَّلَاةَ فِي كِتَابِهِ، فَأَيْنَ
الظُّهْرُ أَرْبَعًا؟ حَتَّى ذَكَرَ الصَّلَوَاتِ، ذَكَرَ اللَّهُ الطَّوَافَ فِي كِتَابِهِ،
فَأَيْنَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ سَبْعًا؟ وَبِالصِّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعًا؟» إِنَّا
نُحْكِمُ مَا هُنَاكَ وَتُفَسِّرُهُ السُّنَّةُ ".
و قال أحمد في " الزهد
١٤٨٧ ":
حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ،
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَنَّ رَجُلًا، مِنْ أَهْلِهِ تَنَسَّكَ قَالَ:
لَا أُحِلُّ الْخَبِيصَ أَوْ قَالَ: الْفَالَوْذَجَ؛ لِأَنِّي لَا أَقُومُ بِشُكْرِهِ،
فَلَقِيتُ الْحَسَنَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: هَذَا إِنْسَانٌ أَحْمَقُ وَلَا
يَقُومُ بِشُكْرِ الْمَاءِ الْبَارِدِ ".
(( في بعض الروايات : قال الحسن : "هذا أحمق، وهل يقوم بشكر الماء البارد؟ و هذا أصوب و الله أعلم ))
و قال أحمد أيضا " ١٥٦١
":
حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ الْحَسَنُ لِأَصْحَابِهِ: «يَا ابْنَ آدَمَ إِلَى مَتَى
يَا أَهْلَاهُ غَدُّونِي يَا أَهْلَاهُ عَشُّونِي يُوشَكُ وَاللَّهِ يُغَدَّى بِكَ
يُوشَكُ وَاللَّهِ يُرَاحُ بِكَ، أَمَا هُوَ إِلَّا أَكْلًا وَبَلْعًا وَشَرْطًا شَرْطًا
أَحْمَقُ إِنَّمَا تَجْمَعُ مَالَكَ لِامْرَأَةٍ تَذْهَبُ بِهِ إِلَى زَوْجِهَا، أَوْ
رَجُلٍ يَذْهَبُ بِهِ إِلَى زَوْجَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَخْسَرَ الثَّلَاثَةِ
نَصِيبًا فَافْعَلْ».
و قال أبو سعيد الأشج في
" حديثه ١٤٢ :
حدثنا إبراهيم بن أعين قال
سألت شريك بن عبد الله فقلت: يا أبا عبد الله، أرأيت من قال لا أفضل أحداً على أحد.
قال: هذا أحمق، أليس قد فُضل أبو بكر وعمر؟ قال قلت: فأدركت أحداً يفضل عليهما؟ قال:
لا، إلا يفتضح.
قال وسمعت سعيد بن سعيد يقول: من فضل على أبي بكر وعمر فقد عابهما قال
قلت له: وعاب من فضل عليهما.
وسئل أَبُو دَاوُدَ عَن أَبِي
إسرائيل المُلَائ فَقَالَ: ذُكر عِنْدَ حُسَين الجُعْفِي فَقَالَ: كَانَ طويل اللحية
أحمق.
(( كان الخبيث رافضيا يسب عباد الله الذين اصطفى ))
و قال الخلال في " الحث على التجارة
و الصناعة ١٠٧ ":
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ قَوْمٍ يَقُولُونَ: نَتَّكِلُ عَلَى اللَّهِ
وَلَا نَكْتَسِبُ، فَقَالَ: يَنْبَغِي لِلنَّاسِ كُلِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ
عَزَّ وَجَلَّ، وَلَكِنْ يَعُودُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكَسْبِ، قَالَ اللَّهُ
تَعَالَى {فَاسْعَوْا إِلَى ذَكَرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة: ٩] ، فَبِهَذَا
قَدْ عُلِمَ أَنَّهُمْ يَكْتَسِبُونَ وَيَعْمَلُونَ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً فَلَهُ الْجَنَّةُ» يَعْنِي:
مَنْ قَالَ بِخِلَافِ هَذَا؟ هَذَا قَوْلُ إِنْسَانٍ أَحْمَقَ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبِي
رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: الِاسْتِغْنَاءُ عَنِ النَّاسِ بِطَلَبٍ يَعْنِي الْعَمَلَ،
أَعْجَبُ إِلَيْنَا مِنَ الْجُلُوسِ وَانْتِظَارِ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ.
(( حقيقة الجلوس و انتظار ما في أيدي الناس فيه ذل عظيم. خاصة طالب العلم لا ينبغي له ذلك. و عابوا على سفيان الثوري في التكسب فقال
" عابوا غير معيب، طلب الحلال شديد ". و لكن من عنده مثل يقين الأنبياء
!. يقول أبو نعيم في الحلية: حَدَّثَنَا أحمد بن جعفر ، ثَنَا عبد الله بن أحمد ، بَلَغَنِي
عَنْ عبد الله بن كريم بن حيان ء وَقَدْ رَأَيْتُهُ ء قَالَ :ثَنَا أبو المليح ، قَالَ
: قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ : يَقُولُ أَحَدُهُمْ : اجْلِسْ فِي بَيْتِكَ وَأَغْلِقْ
عَلَيْكَ بَابَكَ وَانْظُرْ هَلْ يَأْتِيكَ رِزْقُكَ . نَعَمْ وَاللَّهِ لَوْ كَانَ
لَهُ مِثْلُ يَقِينِ مريم وَإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ وَأَغْلَقَ بَابَهُ
وَأَرْخَى عَلَيْهِ سِتْرَهُ .))
و قال العقيلي في " الضعفاء
٣\٢٦٣ ":
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ
قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ لَهِيعَةَ: يَا
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَنْ عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ هَذَا؟ قَالَ: شَيْخٌ مِنَّا
أَحْمَقُ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّ عَلِيًّا فِي السَّحَابِ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي
مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيُّ
غَيْرَ حَصِيفٍ، كَانَ يَجْلِسُ مَعَنَا فَيُبْصِرُ سَحَابَةً فَيَقُولُ: هَذَا عَلِيُّ
بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ مَرَّ فِي السَّحَابِ.
و قال ابن أبي حاتم في
" تقدمة الجرح و التعديل ١\٢٨٦ ":
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا
أحمد بن أبي الحواري قال سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت منذ خرجت من بلادي أحدا أشبه
بالمشيخة الذين أدركت من أبي مسهر، " والذي يحدث، وفي البلاد من هو أولى بالتحديث
منه فهو أحمق ".
و قال يحيى بن معين في التاريخ / رواية الدوري 1900 :
سَمِعت أَبَا أُسَامَة يَقُول: من قدم عَليّ على عُثْمَان رَضِي الله عَنْهُمَا فَهُوَ أَحمَق.
قَالَ أَبُو أُسَامَة: كَانَت أمي شِيعِيَّة.
و قال يحيى بن معين في التاريخ / رواية الدوري 1900 :
سَمِعت أَبَا أُسَامَة يَقُول: من قدم عَليّ على عُثْمَان رَضِي الله عَنْهُمَا فَهُوَ أَحمَق.
قَالَ أَبُو أُسَامَة: كَانَت أمي شِيعِيَّة.
و قال الطبري في " تفسيره
17/284 ":
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد،
قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ
بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) فلو سمعتم بامرأة نقضت غزلها من بعد إبرامه لقلتم: ما أحمق
هذه! وهذا مثل ضربه الله لمن نكث عهده.
و قال ابن أبي حاتم في " تفسيره 8425 ":
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثنا عَفَّانُ ثنا وُهَيْبٌ ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ:
كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: مَا أَحْمَقُ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ! يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ
أَطِلْ عُمْرَهُ، وَاللَّهُ يَقُولُ: (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ
سَاعَةً وَلا يستقدمون).
و قال الخلال في " السنة
795 ":
أَخْبَرَنِي الدُّورِيُّ، قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ، يَقُولُ: " عَاشَرْتُ النَّاسَ
وَكَلَّمْتُ أَهْلَ الْكَلَامِ، وَكَذَا، فَمَا رَأَيْتُ أَوْسَخَ وَسَخًا، وَلَا أَقْذَرَ
قَذَرًا ، وَلَا أَضْعَفَ حُجَّةً، وَلَا أَحْمَقَ مِنَ الرَّافِضَةِ، وَلَقَدْ وُلِّيتُ
قَضَاءَ الثُّغُورِ، فَنَفَيْتُ مِنْهُمْ ثَلَاثَةَ رِجَالٍ جَهْمِيِّينَ وَرَافِضِيًّا،
أَوْ رَافِضِيَّيْنِ وَجَهْمِيًّا، وَقُلْتُ: مِثْلُكُمْ لَا يُسَاكِنُ أَهْلَ الثُّغُورِ،
فَأَخْرَجْتُهُمْ ".
و قال أبو نعيم في الحلية " 7/295 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، ثنا
مَرْوَانُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، " وَقَالَ لِشَيْخٍ عِنْدَهُ
- أَوْ إِلَى جَانِبِهِ -: يَا شَيْخُ ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تُفْتِي فِي بِلَادِكَ ،
قَالَ: نَعَمْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، قَالَ: أَحْمَقُ وَاللهِ ".
وقال أبو نعيم في " الحلية 3/124":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي قَالَ: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: ثنا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: ثنا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ قَالَ: قَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: " كُلُّ رَجُلٍ لَا يَعْرِفُ عَيْبَهُ فَهُوَ أَحْمَقُ، قَالُوا: يَا أَبَا وَاثِلَةَ، مَا عَيْبُكَ؟ قَالَ: كَثْرَةُ الْكَلَامِ ".
اللهم نسألك العافية
هذا و صل اللهم على نبينا محمد
و على آلهه و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق