سورة هود [ 61 - 70 ]
[سورة هود]
قوله تعالى ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا )
1965 - قال ابن أبي حاتم "
10980 ":
أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ، بْنِ بَشِيرٍ،
عَنْ قَتَادَةَ،
أَنَّ صَالِحًا بُعِثَ مِنَ الْحِجْرِ. (1)
قوله تعالى ( قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ
هَذَا أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا )
1966 - قال ابن أبي حاتم "
10984 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا شُعَيْبُ
بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا سَعِيدُ، بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: (وَإِنَنَا
لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) وَكَذَبُوا وَاللَّهِ، مَا فِي اللَّهِ
شَكٌّ فِي مَنْ فَطَرَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ
بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَأَظْهَرَ لَكُمْ مِنَ الآلاءِ وَالنِّعَمِ
الْمُتَظَاهِرَةِ مَا لَا يُشَكُّ فِي اللَّهِ.
قوله تعالى ( وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا
تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ
65
فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ
غَيْرُ مَكْذُوبٍ )
1967 - قال عبد الرزاق " 1203
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {تَمَتَّعُوا
فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ} [هود: 65] ، قَالَ: «بَقِيَّةَ آجَالِهِمْ».
1968 - و قال ابن أبي حاتم "
10991 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهِسِنْجَانِيُّ،
ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، ثنا سَعِيدُ، بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: تَمَتَّعُوا
فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ قَالَ: الْقَوْمُ
إِلَى آجَالِهِمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ غَضْبَانٌ فو الله مَا عَجِلَ إِلَيْهِمْ أَنْ
وَفَاهُمْ بَقِيَّةُ آجَالِهِمْ. (2)
1969 - و به قال أيضا " 10992
":
عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ صَالِحًا قَالَ لِقَوْمِهِ: إِنَّ آيَةَ ذَلِكَ
أَنْ تُصْبِحَ وُجُوهُكُمْ أَوَّلَ يَوْمٍ مُصْفَرَّةٌ، وَالْيَوْمُ الثَّانِي مُحْمَرَّةٌ،
وَالْيَوْمُ الثَّالِثُ مُسْوَدَّةٌ قَالَ: فَخَدُّوا لَهُمْ أُخْدُودًا وَكَفَرَ غَنِيُّهُمْ
فقيرهم فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ صَيْحَةً فَأَهْمَدَتْهُمْ قَالَ اللَّهُ: كَأَنْ
لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا.
1970 - و قال الطبري " 18286
":
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (فعقروها
فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) ، وذكر لنا أن صالحًا حين أخبرهم
أن العذاب أتاهم لبسُوا الأنطاع والأكسية، وقيل لهم: إن آية ذلك أن تصفرَّ ألوانكم
أوَّل يوم، ثم تحمرَّ في اليوم الثاني، ثم تسودَّ في اليوم الثالث. وذكر لنا أنهم لما
عقرُوا الناقة ندموا، وقالوا: "عليكم الفَصيلَ ".(3) فصعد
الفصيل القارَة - و"القارة" الجبل - حتى إذا كان اليوم الثالث، استقبل القبلة،
وقال: "يا رب أمي، يا رب أمي "، ثلاثا. قال: فأرسلت الصيحة عند ذلك. وكان
ابن عباس يقول: لو صعدتم القارة لرأيتم عظام الفصيل. وكانت منازل ثمود بحجْر بين الشام
والمدينة.
قوله تعالى ( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ
آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ
الْعَزِيزُ )
1971 - قال عبد الرزاق " 1204
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {بِرَحْمَةٍ
مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ} [هود: 66] يَوْمِئِذٍ ، قَالَ: «نَجَّاهُ اللَّهَ بِرَحْمَةٍ
مِنْهُ ، وَنَجَّاهُ مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ».
1972 - و قال الطبري " 18292
":
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: ذكر
لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لما مرّ بوادي ثمود، وهو عامد إلى تبوك قال: فأمر
أصحابه أن يسرعوا السير، وأن لا ينزلوا به، ولا يشربوا من مائه، وأخبرهم أنه وادٍ ملعون.
(4)
قال:
وذُكر لنا أن الرجل المُوسِر من قوم صالح كان يعطي المعسر منهم ما يتكَفّنون به، وكان
الرجل منهم يَلْحَد لنفسه ولأهل بيته، لميعاد نبي الله صالح الذي وعدهم. وحدَّث من
رآهم بالطرق والأفنية والبيوت، فيهم شبان وشيوخ، أبقاهم الله عبرة وآية.
قوله تعالى ( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ
فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ )
1973 - قال عبد الرزاق " 1206
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَصْبَحُوا
فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [هود: 67] ، قَالَ: «مَيِّتِينَ».
1974 - و قال الطبري " 18294
":
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: (فأصبحوا
في ديارهم جاثمين) ، يقول: أصبحوا قد هلكوا.
قوله تعالى ( كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُواْ
رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ )
1975 - قال ابن أبي حاتم "
11004 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا)
كَأَنْ لَمْ يَنْعَمُوا.
1976 - و قال الطبري " 18296
":
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (كأن
لم يغنوا فيها) ، كأن لم يعيشوا فيها.
قوله تعالى ( وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى
قَالُواْ سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ )
1977 - قال عبد الرزاق " 1207
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {بِعِجْلٍ
حَنِيذٍ} [هود: 69] ، قَالَ: «نَضِيجٍ». (5)
قوله تعالى ( فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ
وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ
لُوطٍ )
1978 - قال عبد الرزاق " 1209
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَمَّا
رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ} [هود: 70] ، قَالَ: «كَانُوا إِذَا
نَزَلَ بِهِمْ ضَيْفٌ ، فَلَمْ يَأْكُلْ مِنْ طَعَامِهِمْ ظَنُّوا أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ
بِخَيْرٍ ، وَأَنَّهُ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِشَرٍّ ، ثُمَّ حَدَّثُوهُ عِنْدَ ذَلِكَ
لَمَّا جَاءُوهُ (6) فَضَحِكَتِ امْرَأَتُهُ عِنْدَ ذَلِكَ تَعَجُّبًا
مِنْ غَفْلَةِ الْقَوْمِ ، وَمَا أَتَاهُمْ مِنَ الْعَذَابِ. فَبَشَّرُوهَا بِإِسْحَاقَ
بَعْدَ الَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ ، وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ».
[يتبع بإذن الله]
________
1/ منطقة الحجر أو ما يسمى اليوم مدائن
صالح، مكان بوادي القرى بين تبوك و المدينة المنورة.
2/ إنما يعجل من يخاف الفوت. يقول ابن
أبي الدنيا في "العقوبات 244 ": حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: " لَمَّا قَالَ فِرْعَوْنُ لِقَوْمِهِ:
{مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: 38] نَشَرَ جِبْرِيلُ أَجْنِحَةَ
الْعَذَابِ غَضَبًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ
أَنْ يَا جِبْرِيلُ، إِنَّمَا يُعَجِّلُ بِالْعُقُوبَةِ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ. قَالَ:
فَأَمْهَلَهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا، حَتَّى
قَالَ: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 24] فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
{فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} [النازعات: 25] : قَوْلُهُ الْأَوَّلُ،
وَقَوْلُهُ الْآخِرُ. ثُمَّ أَغْرَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَجُنُودَهُ ".
3/ الفَصِيلُ: ولد الناقة بعد فصله
(بعد فطامه). يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 10989 ": حَدَّثَنَا أَبِي،
ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ،
عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ: لَمَّا عُقِرَتِ
النَّاقَةُ صَعَدَ بَكْرُهَا فَوْقَ جَبَلٍ فَرَغَا فَمَا سَمِعَهُ شَيْءٌ إِلاَّ هَمَدَ.
4/ يقو البخاري في " صحيحه
4067 ": حدثنا عبد الله بن محمد الجعفيّ حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري
عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم
أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين، ثم قنّع رأسه و أسرع السير حتى أجاز الوادي.
و في صحيح مسلم " 5294 " عن نافع أن عبد الله بن عمر أخبره أن الناس نزلوا
مع رسول الله صلى الله عليه و سلم على الحجر أرض ثموذ فاستقوا من آبارها و عجنوا به
العجين، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يهرقوا ما استقوا و يعلفوا الإبل العجين و أمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها
الناقة.
5/ أي المشوي. قال السدي: ذبحه ثم شواه
في الرَّضْف، فهو "الحنيذ" حين شواه. [تفسير الطبري 18303].اهـ و الرضف الحجارة
المحماة على النار.
6/ عند الطبري : " ثم حدَّثوه عند ذلك بما جاؤوا
".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق