الجمعة، 11 نوفمبر 2016

الرَّدُّ عَلَى المُفْتَرِي فِي قَوْلِهِ أَنَّ الكُفَّارَ لاَ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،



يقول المفتري منصور كيالي، في مقطع على " YouTube ":
" الكافر ماذا سيقول يوم البعث، (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) راقد و مرتاح. يأتي الجواب (هذا ما وعد الرحمن و صدق المرسلون). إذًا، كان الكافر راقد و مرتاح ما بالكم في المؤمن " .اهـ



أقول: إنكار عذاب القبر و نعيمه زندقة، فلا حاجة في ذكر الأدلة على المسلمات


و لكن من باب قلب الإستدلال على هذا المتكلم



يقول هناد بن السري في " الزهد ٣١٧ ":
حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس: ٥٢] قَالَ: " لِلْكُفَّارِ هَجْعَةٌ يَجِدُونَ فِيهَا طَعْمَ النَّوْمِ حَتَّى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِذَا صِيحَ: يَا أَهْلَ الْقُبُورِ. يَقُولُونَ: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا} [يس: ٥٢] قَالَ مُجَاهِدٌ: يُرَى أَنَّ لَهُمْ رَقْدَةً. قَالَ: يَقُولُ الْمُؤْمِنُ إِلَى جَنْبِهِ: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس: ٥٢] ".



و قال ابن أبي الدنيا في " الأهوال 87 ":
دثنا عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ، دثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: دثنى قَتَادَةُ: " إِنَّهُ لَا يُفَتَّرُ عَنْ أَهْلِ الْقُبُورِ عَذَابُ الْقَبْرِ إِلَّا فِيمَا بَيْنَ نَفْخَةِ الصَّعْقِ، وَنَفْخَةِ الْبَعْثِ، فَلِذَلِكَ يَقُولُ الْكَافِرُ حِينَ يُبْعَثُ: {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس: 52] يَعْنِي: تِلْكَ الْفَتْرَةِ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس: 52] ".



وقال أبو نعيم في الحلية :

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ - فِي كِتَابِهِ - ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَقُولُ: كَانَتْ أُمُّ مَنْصُورٍ تَقُولُ لَهُ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ لِعَيْنَيْكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجِسْمِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَكَانَ يَقُولُ لَهَا: «دَعِي عَنْكِ مَنْصُورًا، فَإِنَّ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ نَوْمًا طَوِيلًا».




و قول مجاهد " لِلْكُفَّارِ هَجْعَةٌ يَجِدُونَ فِيهَا طَعْمَ النَّوْمِ حَتَّى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "، يعني حتى نفخة الصعق. أما قبل النفخة الأولى فهم في العذاب و العياذ بالله



يقول ابن أبي شيبة في " مصنفه 34061 ":
حدثنا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ : سَمِعْت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ : سَمِعْت عَائِشَةَ تَقُولُ : يُسَلَّطُ عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ شُجَاعٌ أَقْرَعُ فَيَأْكُلُ لَحْمَهُ مِنْ رَأْسِهِ إلَى رِجْلَيْهِ ، ثُمَّ يُكْسَى اللَّحْمَ فَيَأْكُلُ مِنْ رِجْلَيْهِ إلَى رَأْسِهِ ، ثُمَّ يُكْسَى اللَّحْمَ فَيَأْكُلُ مِنْ رَأْسِهِ إلَى رِجْلَيْهِ فَهُوَ كَذَلِكَ .



و هذا دليل استمرار العذاب إلى أن يشاء الله 



يقول مسلم في صحيحه 930 ":
وَحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمْ السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ قُولُوا اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ.

قَالَ مُسْلِم بْن الْحَجَّاج: بَلَغَنِي أَنَّ طَاوُسًا قَالَ لِابْنِهِ أَدَعَوْتَ بِهَا فِي صَلَاتِكَ؟ فَقَالَ لَا. قَالَ أَعِدْ صَلَاتَكَ ...


و قال مالك في الموطأ ٤٨٠ :
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ : صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى صَبِيٍّ لَمْ يَعْمَلْ خَطِيئَةً قَطُّ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ . 






هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه  وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق