السبت، 12 نوفمبر 2016

مُسْتَقَرَّ رَحْمَة الله نَفْسُهُ جَلَّ وَ عَلاَ

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،





يقول الإمام أحمد في " الرد على الجهمية والزنادقة ":
" وإذا أردت أن تعلم أن الجهمي كاذب على الله حين زعم أن الله في كل مكان، ولا يكون في مكان دون مكان، فقل: أليس الله كان ولا شيء؟ فيقول: نعم. فقل له: حين خلق الشيء خلقه في نفسه أو خارجًا من نفسه؟ فإنه يصير إلى ثلاثة أقوال، لا بد له من واحد منها:

إن زعم أن الله خلق الخلق في نفسه كفر، حين زعم أن الجن والإنس والشياطين في نفسه،

وإن قال: خلقهم خارجًا من نفسه ثم دخل فيهم، كان هذا كفرًا أيضًا؛ حين زعم أنه دخل في كل مكان وحش قذر رديء،

وإن قال: خلقهم خارجًا عن نفسه، ثم لم يدخل فيهم، رجع عن قوله كله أجمع، وهو قول أهل السنة. اهـ



و هذا كلام جليل مفحم لأصحاب  " أن الله لا داخل العام و لا خارجه "




يقول ابن أبي الدنيا في " الصمت 347 ":
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَبِيصَةَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ أَدْخِلْنِي فِي مُسْتَقَرٍّ مِنْ رَحْمَتِكَ، فَإِنَّ مُسْتَقَرَّ رَحْمَتِهِ نَفْسُهُ».



و قال البخاري في " الأدب المفرد 768 ": 
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَارِثِ الْكَرْمَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا قَالَ لِأَبِي رَجَاءٍ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ، قَالَ: وَهَلْ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ ذَلِكَ؟ قَالَ: فَمَا مُسْتَقَرُّ رَحْمَتِهِ؟ قَالَ: الْجَنَّةُ، قَالَ: لَمْ تُصِبْ، قَالَ: فَمَا مُسْتَقَرُّ رَحْمَتِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: رَبُّ الْعَالَمِينَ. اهـ





فإن لم يكن الله داخل العالم، و لا العالم داخل فيه 

ليس لكم إلا أن تقروا بأنه جل و عز على العرش استوى كما أخبر عن نفسه، وترك الكلام


و العرش سقف المخلوقات 


يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 7501 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات وَالأَرْضِ) قَالَ: تَفَرَّجَتْ لإِبْرَاهِيمَ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ حَتَّى الْعَرْشُ فَنَظَرَ فِيهِنَّ، وَتَفَرَّجَتْ إِلَيْهِ الأَرَضُونَ السَّبْعُ فَنَظَرَ فِيهِنَّ.



هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

هناك 3 تعليقات:

  1. وقال الدارمي في "نقضه على المريسي" في كلام له ردا على من نفى أن لله تعالى نَفس:
    ...، فنَفْسُ الله، هو الله، والنفْس تجمع الصفات كلها، فإذا نُفيت النفسُ؛ نُفيت الصفات، وإذا نُفيت الصفات؛ كان لاشيء.
    - وحدثنا محمد بن كثير، أنبا سفيان، عن زيد بن جبير، قال: سمعت أبا البختري، قال: لا يقولن أحدكم: اللهم أدخلني مستقر رحمتك؛ فإن مستقر رحمته نفسه.
    - فقد أخبر أبو البختري أن رحمة الله في نفسه، ولذلك قال الله تعالى: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها}.
    - فحدثنا ابن نمير، ثنا محمد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح الحنفي، {أكاد أخفيها}، قال: من نفسي. اهــ

    وفيه ردٌّ كذلك على من زعم أن الله تعالى لا تقوم به صفة، ففي هذه الآثار بيان أن السلف رحمهم الله أثبتوا صفة الرحمة لله تعالى، وأنها صفة ذاتية له سبحانه وتعالى قائمة بنفسه جل وعلا.

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخانا المفضال
    مدونتكم جيّدةٌ وبارك الله فيكم.
    أخوكم/ أبو الهمام طارق عثمان القيسي اليماني عفاالله عنه

    ردحذف
  3. http://716717922.blogspot.com/2018/12/blog-post.html

    ردحذف