الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،
يقول البخاري في صحيحه 6351 :
حَدَّثَنَا ابْنُ سَلاَمٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عُلَيَّةَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لاَ يَتَمَنَّيَنَّ
أَحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ مُتَمَنِّيًا
لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي
إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي ".
و هو عند مسلم أيضا 2060.
قال محمد فؤاد عبد الباقي في الشرح:
" [ ش (لا يتمنين أحدكم الموت) فيه التصريح بكراهة تمني الموت لضر نزل به من مرض أو فاقة أو محنة من عدو أو نحو ذلك من مشاق الدنيا] ". اهـ
" [ ش (لا يتمنين أحدكم الموت) فيه التصريح بكراهة تمني الموت لضر نزل به من مرض أو فاقة أو محنة من عدو أو نحو ذلك من مشاق الدنيا] ". اهـ
و إذا خشي الفتنة في الدين تمنى
قال الله عز و جل مخبرا عن
مريم عليها السلام
( قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ) - [مريم 23]
و قد حصل ما خشيت ثم برئها الله و أنطق عيسى عليه الصلاة و السلام في مهده
و عن السحرة
( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ) - [الأعراف 126]
بعدما توعدهم فرعون بالقتل لما أسلموا
أما يوسف عليها السلام فقد تمنى الموت عند اكتمال النعمة !
( ربِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ )
قال أبو نعيم في الحلية 2/339:
حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ :ثَنَا عبد الله بن محمد قَالَ :ثَنَا ابن أبي عمر قَالَ :ثَنَا سفيان ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قتادة قَالَ :لَمْ يَتَمَنَّ الْمَوْتَ أَحَدٌ قَطُّ لَا نَبِيٌّ وَلَا غَيْرُهُ إِلَّا يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ حِينَ تَكَامَلَتْ عَلَيْهِ النِّعَمُ ، وَجُمِعَ لَهُ الشَّمْلُ ، اشْتَاقَ إِلَى لِقَاءِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ) فَاشْتَاقَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
قال الله عز و جل مخبرا عن
مريم عليها السلام
( قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا ) - [مريم 23]
و قد حصل ما خشيت ثم برئها الله و أنطق عيسى عليه الصلاة و السلام في مهده
و عن السحرة
( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ) - [الأعراف 126]
بعدما توعدهم فرعون بالقتل لما أسلموا
أما يوسف عليها السلام فقد تمنى الموت عند اكتمال النعمة !
( ربِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ )
قال أبو نعيم في الحلية 2/339:
حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ :ثَنَا عبد الله بن محمد قَالَ :ثَنَا ابن أبي عمر قَالَ :ثَنَا سفيان ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قتادة قَالَ :لَمْ يَتَمَنَّ الْمَوْتَ أَحَدٌ قَطُّ لَا نَبِيٌّ وَلَا غَيْرُهُ إِلَّا يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ؛ حِينَ تَكَامَلَتْ عَلَيْهِ النِّعَمُ ، وَجُمِعَ لَهُ الشَّمْلُ ، اشْتَاقَ إِلَى لِقَاءِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ) فَاشْتَاقَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
و قال أبو نعيم في الحلية 9/13 :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ،
ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ
قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، وَسُئِلَ، عَنِ الرَّجُلِ، يَتَمَنَّى
الْمَوْتَ قَالَ: «مَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا إِذْ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ الرَّجُلُ
مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ عَلَى دِينِهِ. وَلَكِنْ لَا يَتَمَنَّى الْمَوْتَ مِنْ ضَرْبَةٍ
أَو فَاقَةٍ أَوْ شَيْءٍ مِثْلِ هَذَا». ثُمَّ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: «تَمَنَّى
الْمَوْتَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَنْ دُونَهُمَا».
وَسَمِعْتُهُ، وَنَحْنُ مُقْبِلُونَ مِنْ جَنَازَةِ عَبْدِ
الْوَهَّابِ فَقَالَ: «إِنِّي لَأَشَمُّ رِيحَ فِتْنَةٍ، إِنِّي لَأَدْعُو اللَّهَ
أَنْ يَسْبِقَنِي بِهَا»
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «كَانَ لِي أَخَوَانِ فَمَاتَا، وَدَفَعَ
عَنْهُمَا شَرَّ مَا نَرَى وَبَقِينَا بَعْدَهُمَا، وَمَا بَقِيَ لِي أَخٌ إِلَّا هَذَا
الرَّجُلُ، يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَمَا يُغْبَطُ الْيَوْمَ إِلَّا مُؤْمِنٌ فِي قَبْرِهِ».
وقال ابن أبي شيبة في المصنف 38255 :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبِيْدَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: مَا يُحْبَسُ أَشْقَاهَا أَنْ يَجِيءَ فَيَقْتُلُنِي، اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ سَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُونِي، فَأَرِحْنِي مِنْهُمْ وَأَرِحْهُمْ مِنِّي.
و قال ابن أبي شيبة في مصنفه 34737 :
حدثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ
يَزِيدَ [ابن سويد] عَنْ عِرَاكٍ عَنْ عُرْوَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ
: يَا لَيْتَنِي لَمْ أُخْلَقْ .
(( و كانت رضي الله عنها تقول: " وَدِدْت أَنِّي إذَا مِتّ كُنْت نَسْيًا مَنْسِيًّا ". ))
(( و كانت رضي الله عنها تقول: " وَدِدْت أَنِّي إذَا مِتّ كُنْت نَسْيًا مَنْسِيًّا ". ))
و قال ابن سعد في الطبقات 4/251 :
أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا
الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي فَضَالَةَ أَنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ ذَكَرَ الْمَوْتَ فَكَأَنَّهُ تَمَنَّاهُ فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: وَكَيْفَ
تَمَنَّى الْمَوْتَ [بَعْدَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ لا بَرٌّ وَلا فَاجِرٌ. أَمَّا بَرٌّ فَيَزْدَادُ
بِرًّا وَأَمَّا فَاجِرٌ فَيُسْتَعْتَبُ.] فَقَالَ: وَكَيْفَ لا أَتَمَنَّى الْمَوْتَ
وَأَنَا أَخَافُ أَنْ تُدْرِكَنِي سِتَّةٌ: التَّهَاوُنُ بِالذَّنْبِ وَبَيْعُ الْحِكَمِ
وَتَقَاطُعُ الأَرْحَامِ وَكَثْرَةُ الشَّرْطِ وَنَشْوُ الْخَمْرِ وَيَتَّخِذُونَ القرآن
مزامير.
و قال ابن أبي شيبة في مصنفه 35022 :
ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ،
قَالَ: «إنِّي لَأَعْلَمُ مَكَانَ رَجُلٍ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ»
، فَرَأَيْت أَنَّهُ يَعْنِي نَفْسَهُ.
و قال أبو نعيم في الحلية 2/284 :
حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد ، قَالَ : ثَنَا محمد بن أبي سهل ، قَالَ : ثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ أيوب ، عَنْ أبي قلابة ، أَنَّهُ قَالَ فِي صَلَوَاتِهِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الطَّيِّبَاتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ ، وَأَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ . وَإِذَا أَرَدْتَ لِعِبَادِكَ فِتْنَةً أَنْ تَوَفَّانِي غَيْرَ مَفْتُونٍ .
و قال أبو نعيم في الحلية 2/284 :
حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد ، قَالَ : ثَنَا محمد بن أبي سهل ، قَالَ : ثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ أيوب ، عَنْ أبي قلابة ، أَنَّهُ قَالَ فِي صَلَوَاتِهِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الطَّيِّبَاتِ وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ ، وَأَنْ تَتُوبَ عَلَيَّ . وَإِذَا أَرَدْتَ لِعِبَادِكَ فِتْنَةً أَنْ تَوَفَّانِي غَيْرَ مَفْتُونٍ .
و قال أبو نعيم في الحلية 4/148 :
حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَا: ثنا هَشِيمٌ،
ثنا أَبُو بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، أَنَّهُ كَانَ لَا يَتَمَنَّى الْمَوْتَ
حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، فَتَعَنَّتَهُ وَلَقِيَ مِنْهُ
شِدَّةً، وَلَمْ يَكَدْ أَنْ يَدَعَهُ، ثُمَّ تَرَكَهُ بَعْدَ ذَلِكَ، قَالَ: فَكَانَ
يَقُولُ: «الْيَوْمَ أَتَمَنَّى الْمَوْتَ، اللهُمَّ أَلْحِقْنِي بِالْأَبْرَارِ، وَلَا
تُخَلِّفْنِي مَعَ الْأَشْرَارِ، وَاسْقِنِي مِنْ خَيْرِ الْأَنْهَارِ»
و قال أبو نعيم في الحلية 7/18 :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، ثنا مَحْمُودُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَجَمِيُّ، ثنا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ، قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ إِذَا أَغْتَمَّ رَمَى بِنَفْسِهِ
عِنْدَ وَهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ ، فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا أُمَيَّةَ ، «أَتَرَى أَحَدًا
يَتَمَنَّى الْمَوْتَ؟» فَقَالَ وَهَيْبٌ: أَمَّا أَنَا فَلَا ، فَقَالَ سُفْيَانُ:
«أَمَّا أَنَا فَوَدِدْتُ أَنِّي مَيِّتٌ».
و قال ابن ابي الدنيا في المتمنين 110 :
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ:
شَهِدْتُ عَطَاءً السُّلَيْمِيَّ يَتَمَنَّى الْمَوْتَ، فَقَالَ لَهُ عَطَاءٌ الْأَزْرَقُ:
لَا تَتَمَنَّ الْمَوْتَ، فَإِنَّ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَتَمَنَّ أَحَدٌ الْمَوْتَ». فَقَالَ عَطَاءٌ:
إِنَّمَا يُرِيدُ الْحَيَاةَ مَنْ يَزْدَادُ خَيْرًا، فَأَمَّا مَنْ يَزْدَادُ شَرًّا،
فَمَا يَصْنَعُ بِالْحَيَاةِ؟.
(( و كان ميمون بن مهران يقول:
" لَا خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا لِرَجُلَيْنِ: لِتَائِبٍ، أَوْ رَجُلٍ يَعْمَلُ
فِي الدَّرَجَاتِ ".[التوبة لابن أبي الدنيا 80 ] ))
و قال ابن أبي الدنيا في المتمنين 123 :
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ
بْنُ عُصْمٍ أَبُو الْوَلِيدِ الْكَلْبِيُّ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ صَدَقَةَ أَبُو
الْمُهَلْهِلِ، قَالَ: أَخَذَ بِيدِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَأَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانِ،
فَاعْتَزَلَ نَاحِيَةً عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا
الْمُهَلْهِلِ، قَدْ كُنْتُ قَبْلَ الْيَوْمِ أَكْرَهُ الْمَوْتَ فَقَلْبِي الْيَوْمَ
يَتَمَنَّى الْمَوْتَ وَإِنْ لَمْ يَنْطِقْ بِهِ لِسَانِي. قُلْتُ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ:
لِتَغَيُّرِ النَّاسِ وَفَسَادِهِمْ. ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ الْيَوْمَ
بِالْكُوفَةِ أَحَدًا لَوْ فَزَعَتُ إِلَيْهِ فِي قَرْضِ عَشْرَةِ دَرَاهِمَ أَقْرَضَنِي
ثُمَّ كَتَمَهَا، حَتَّى يَذْهَبَ وَيَجِيءَ وَيَقُولَ: اسْتَقْرَضَنِي سُفْيَانُ فَأَقْرَضْتُهُ
".
و جاء في كتاب سفيان الثوري لعباد بن عباد [تقدمة الجرح و التعديل] :
" وَقَالَ عُمَر: أَكْثِرُوا ذِكْرَ الْمَوْتِ،
فَإِنَّكُمْ إِنْ ذَكَرْتُمُوهُ فِي كَثِيرٍ قَلَّلَهُ، وَإِنْ ذَكَرْتُمُوهُ فِي قَلِيلٍ كَثَّرَهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ حَانَ لِلرَّجُلِ يَشْتَهِي الْمَوْتَ ". اهـ
فما عسى المرأ يشتهي في هذا الزمان، إذا اشتهى مثل هؤلاء الموت
في زمانهم!
اللهم لا تمقتنا
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق