الخميس، 15 ديسمبر 2016

بَابٌ فِي اللَّوْحِ المَحْفُوظِ

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،



يقول أحد تلامذة الدباغ:
"وسمعته رضي الله عنه يقول: ليس كل من يحضر الديوان من الأولياء يقدر على النظر في اللوح المحفوظ بل منهم من يقدر على النظر فيه ومنهم من يتوجه إليه ببصيرته ويعرف ما فيه ومنهم من لا يتوجه إليه لعلمه بأنه ليس من أهل النظر إليه، قال رضي الله عنه: كالهلال فإن رؤية الناس إليه مخالفة " اهـ  
[الإبريز للدباغ ص 169]



بل عليه سخط الله و مقته. 

ما أعظم هذه الفرية، حين جعلوا منزلة الولي أرفع من منزلة الرسول




قال الله سبحانه ردا على دعواهم (أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ)

قال الطبري في " تفسيره ":
" قوله: (أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ) يقول: أعندهم اللوح المحفوظ الذي فيه نبأ ما هو كائن، فهم يكتبون منه ما فيه، ويجادلونك به، ويزعمون أنهم على كفرهم بربهم أفضل منزلة عند الله من أهل الإيمان به ". اهـ



بل إسرافيل عليه السلام لا يؤذن له بالنظر فيه، فما أعظم الإفتراء و هذا من قلة حيائهم



قال الطبري في تفسيره:
حدثنا عمرو بن عليّ، قال: سمعت قرة بن سليمان، قال: ثنا حرب بن سريج، قال: ثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، في قوله: ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) قال: " إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله، ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) في جَبْهَة إسرافيل ".

قرة بن سليمان الأزدي جليس حماد بن زيد يحتمل في مثل هذا بإذن الله


و قال ابن أبي حاتم في تفسيره:
حدثنا أبي حدثنا أبو صالح [كاتب الليث] حدثنا معاوية بن صالح [القاضي] أن أبا الأعيس هو عبد الرحمن بن سلمان قال: " ما من شيء قضى الله القرآن فما قبله وما بعده إلا وهو في اللوح المحفوظ، واللوح المحفوظ بين عيني إسرافيل لا يؤذن له بالنظر فيه ".


و روي عن كعب قال: إذا 
" أَرَادَ اللَّهُ أَمْرًا أَنْ يُوحِيَهُ جَاءَ اللَّوْحُ حَتَّى يُصَفِّقَ جَبْهَةَ إِسْرَافِيلَ، فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَيَنْظُرُ فَإِذَا الأَمْرُ مَكْتُوبٌ، فَيُنَادِي جِبْرِيلَ، فَيُلَبِّيهِ فَيَقُولُ: أُمِرْتَ بِكَذَا، أُمِرْتَ بِكَذَا، فَلا يَهْبِطُ جِبْرِيلُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ إِلا فَزِعَ أَهْلُهَا مَخَافَةَ السَّاعَةِ، حَتَّى يَقُولَ جِبْرِيلُ: الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ. فَيَهْبِطُ عَلَى النَّبِيِّ فَيُوحِي إِلَيْهِ. " 
[تفسير يحيى بن سلام]


و قال ابن ابي شيبة في المصنف :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : أَتَى مَلَكُ الْمَوْتِ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُد ، وَكَانَ لَهُ صَدِيقًا ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ : مَا لَك تَأْتِي أَهْلَ الْبَيْتِ فَتَقْبِضُهُمْ جَمِيعًا وَتَدَعُ أَهْلَ الْبَيْتِ إلَى جَنْبِهِمْ لَا تَقْبِضُ مِنْهُمْ أَحَدًا ، قَالَ : مَا أَعْلَمُ بِمَا أَقْبِضُ مِنْهَا ، إنَّمَا أَكُونُ تَحْتَ الْعَرْشِ فَتُلْقَى إلَيَّ صِكَاكٌ فِيهَا أَسْمَاءٌ.اهـ



و هم يعلمون، فما أقبح قولهم.


هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق