الاثنين، 7 أغسطس 2017

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ النَّحْل [ 1 - 10 ]

سورة النحل [ 1 - 10 ]








[سورة النحل]










قوله تعالى ( يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ )

2365 - قال عبد الرزاق " 1468 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ} [النحل: 2] ، قَالَ: «بِالْوَحْيِ ، وَالرَّحْمَةِ».

2366 - وقال الطبري " 17/166 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (يُنزلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ) يَقُولُ: ينزل بِالرَّحْمَةِ وَالوَحْيِ مِنْ أَمْرِهِ، (عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) فَيَصْطَفِي مِنْهُمْ رُسُلاً.





قوله تعالى ( أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ )

2367 - قال الطبري " 17/166 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِ) إِنَّمَا بَعَثَ اللهُ الْمُرْسَلِينَ أَنْ يُوَحَدَّ اللهُ وَحْدَهُ، وَيُطَاعَ أَمْرُهُ، وَيُجْتََنَبَ سَخَطُهُ. (1)






قوله تعالى ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ 4 والأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ )

2368 - قال يحيى بن سلام المغربي في " تفسيره 1/51 ":
قَالَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {فِيهَا دِفْءٌ} [النحل: 5] ، قَالَ: لَكُمْ فِيهَا لِبَاسٌ وَمَنْفَعَةٌ وَبُلْغَةٌ.





قوله تعالى ( وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ )

2369 - قال يحيى بن سلام " 1/51 ":
وَتَفْسِيرُ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ} [النحل: 6] ، يَعْنِي: الإِبِلَ، وَذَاكَ أَعْجَبُ مَا تَكُونُ، إِذَا رَاحَتْ عِظَامًا ضُرُوعُهَا طِوَالا أَسْنِمَتُهَا.
قَوْلُ: {وَحِينَ تَسْرَحُونَ} [النحل: 6] سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: إِذَا سَرَحْتَ لِرَعْيِهَا.





قوله تعالى ( وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )

2370 - قال عبد الرزاق " 1471 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [النحل: 7] ، قَالَ: «بِجَهْدِ الْأَنْفُسِ».





قوله تعالى ( وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً )

2371 - قال عبد الرزاق " 1473 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً} [النحل: 8] ، قَالَ: «جَعَلَهَا لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً لَكُمْ».





قوله تعالى ( وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ )

2372 - قال يحيى بن سلام " 1/53 ":
وقَالَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: {قَصْدُ السَّبِيلِ} [النحل: 9] الْبَيَانُ: حَلالُهُ، وَحَرَامُهُ، وَطَاعَتُهُ، وَمَعْصِيَتُهُ.






قوله تعالى ( وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ )

2373 - قال الطبري " 17/176 ":
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (وَمِنْهَا جَائِرٌ) : أي من السبل، سبل الشيطان، وفي قراءة عبد الله بن مسعود: "وَمِنْكُمْ جَائِرٌ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَهَدَاكُمْ أجمَعِينَ".

2374 - وقال يحيى بن سلام " 1/53 ":
قَالَ
قَتَادَةُ: وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: (وَمِنْكُمْ جَائِرٌ). جَائِرٌ مِنَ السَّبِيلِ أَيْ: عَنْ سَبِيلِ الْهُدَى، نَاكِبٌ عَنْهَا.




قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ )


2375 - قال الطبري " 17/178 ":

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ) يَقُولُ: تَرْعُونَ.



[يتبع بإذن الله]
_________
1/ هذا هو توحيد الألوهية، والإله في كلام العرب هو المعبود محبة وتعظيما. فإذا عبد الإنسان ربه على جهة المحبة والتعظيم فقد تأله له. وهو سبحانه إله الحق المستحق أن يفرد بالعبادة، وآلهة الباطل كثيرة لا تستحق شيئا من ذلك. وإنما عبدت على جهة الظلم. قال الله جل وعلا (إن الشرك لظلم عظيم)، ولذلك لا يغفر الله لمشرك، قال سبحانه (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). فهو سبحانه المنفرد بالألوهية، وهو سبحانه المنفرد بالربوبية، ذو الأسماء الحسنى والصفات العلى، الأول الآخر الظاهر الباطن، الخير في يديه وليس الشر إليه، تعالى سبحانه وتقدس إله الحق. والإيمان بالله هذا مقتضاه، فمن أقر بالربوبية وأشرك في الألوهية فليس بنافعه شيئا. يقول ابن بطة في الإبانة 1259 : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي ، حَدَّثَكُمْ مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُمَرو َ ، وَمَالِكًا ، وَسَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، يَقُولُونَ: " لَيْسَ لِلْإِيمَانِ مُتْنَهًى ، هُوَ فِي زِيَادَةٍ أَبَدًا ، وَيَقُولُونَ عَلَى مَنْ يَقُولُ: إِنَّهُ مُسْتَكْمِلُ الْإِيمَانِ وَأَنَّ إِيمَانَهُ كَإِيمَانِ جِبْرِيلَ ". قَالَ: قَالَ الْوَلِيدُ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: هُوَ أَنْ يَكُونَ إِذَا أَقْدَمَ عَلَى هَذِهِ الْمَقَالَةِ إِيمَانُهُ كَإِيمَانِ إِبْلِيسَ ، لِأَنَّهُ أَقَرَّ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَكَفَرَ بِالْعَمَلِ، فَهُوَ أَقْرَبُ إِلَى ذَلِكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ إِيمَانُهُ كَإِيمَانِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. اهـ وهذا يبين لك ضلال من يقول أن إبليس لم يكفر بحجة أنه قال (وعزتك)، (رب فأنظرني)، وهذا جهل كبير. وقال الطبري في تفسيره 19955 : حدثنا هناد ، قال: حدثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة ، في قوله: ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) ، قال: تسألهم: مَن خلقهم؟ ومن خلق السماوات والأرض ، فيقولون: الله . فذلك إيمانهم بالله ، وهم يعبدون غيره. اهـ فانظر أقروا بالربوبية وأشركوا في الألوهية فسموا مشركين، وهذا عين ما يفعله القبورية. وقال قتادة: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) ، في إيمانهم هذا. إنك لست تلقى أحدًا منهم إلا أنبأك أن الله ربه، وهو الذي خلقه ورزقه ، وهو مشرك في عبادته. [تفسير الطبري 19967].اهـ  وضل قوم آخرون في باب الأسماء والصفات وهم أهل كلام وفلسفة لا غير، أصولهم هشة وحججهم واهية، يقولون على الله في صفاته بلا علم أولئك هم المشركون، يقول أبو الشيخ في العظمة 81 : أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " تَكَلَّمَتِ الْيَهُودُ فِي صِفَةِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَقَالُوا مَا لَا يَعْلَمُونَ وَلَمْ يَدْرُوا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] ، ثُمَّ بَيَّنَ عَظَمَتَهُ لِلنَّاسِ، فَقَالَ: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سبُحْانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ، فَجَعَلَ صِفَتَهُمُ الَّتِي وَصَفُوا بِهَا اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شِرْكًا ".اهـ وهذا صحيح عن ابن جبير وهو من أعلم أصحاب ابن عباس، فانظر كم دخل في هذا النص من فرقة !. ونجا الله بفضله ومنته أهل الحديث والأثر شعارهم قال حدثنا قال أخبرنا، يبلغون بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن تبعهم بإحسان لا يضرهم ما خالفهم ولا من خذلهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، نسأل الله أن يحيننا على الإسلام والسنة ولا يميتنا إلا على الإسلام والسنة.اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق