سورة النحل [ 101 - 110 ]
[سورة النحل]
قوله تعالى ( وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
)
2460 - قال الطبري " 17/297
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة،
قَوْلهُ (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ) هُوَ كَقَوْلِهِ (مَا نَنْسَخْ مِنْ
آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا) .
قوله تعالى ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ
بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ
مُّبِينٌ )
2461 - قال يحيى بن سلام "
1/90 ":
يَعْنُونَ عَبْدًا لابْنِ الْحَضْرَمِيِّ فِي قَوْلِ الْحَسَنِ
وَقَتَادَةَ.
وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّمَا يُعَلِّمُ مُحَمَّدًا
عَبْدٌ لابْنِ الْحَضْرَمِيِّ، يُقَالُ لَهُ: جَبْرٌ، وَكَانَ يَقْرَأُ الْكِتَابَ.(1)
قوله تعالى ( مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ
أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ(2) وَلَكِن مَّن شَرَحَ
بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
)
2462 - قال الطبري " 17/304
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة
(مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ
بِالإيمَانِ) قَالَ: ذُكِر لَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَمَّار بن يَاسِر، أَخَذَهُ
بَنُو الْمُغِيرَة فَغَطّوه فِي بِئْرِ مَيْمُون وَقَالُوا: اكْفُرْ بِمُحَمَّدٍ، فَتَابَعَهُمْ
عَلَى ذَلِكَ وَقَلْبُهُ كَارِهٌ، فَأَنْزَلَ للهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ (إِلاَّ مَنْ
أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا)
: أَيْ مَنْ أَتَى الكُفْرَ عَلَى اخْتِيَارٍ وَاسْتِحْبَابٍ، (فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ
مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) .
قوله تعالى ( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ
مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ
رَّحِيمٌ )
2463 - قال الطبري " 17/307
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة،
قَوْلهُ (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ
جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)، ذُكِرَ لَنَا
أَنَّهُ لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ لاَ يُقْبَلُ مِنْهُمْ إِسْلاَمٌ
حَتَّى يُهَاجِرُوا، كَتَبَ بِهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِلَى أَصْحَابِهِمْ مِنْ أَهْلِ
مَكَّةَ؛ فَلَّمَا جَاءَهُمْ ذَلِكَ تَبَايَعُوا بَيْنَهُمْ عَلَى أَنْ يَخْرُجُوا،
فَإِنْ لَحِقَ بِهِمُ الْمُشْرِكُونَ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَاتَلُوهُمْ حَتَّى يَنْجُوا
أَوْ يَلْحَقُوا بِاللهِ، فَخَرَجُوا فَأَدْرَكَهُم الْمُشْرِكُونَ، فَقَاتَلُوهُمْ،
فَمِنْهُمْ مَنْ قُتِلَ، وَمِنْهُمْ مَنْ نَجَا، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى (ثُمَّ
إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا) ... الآيَة.
[يتبع بإذن الله]
________
1/ قال يحيى بن سلام في تفسيه 1/90 : وَقَالَ مُجَاهِدٌ: عَبْدُ ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ، رُومِيٌّ، صَاحِبُ كِتَابٍ. يَقُولُ اللَّهُ: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ} [النحل: 103] يَتَكَلَّمُ بِالرُّومِيَّةِ {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]. اهـ
2/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/91 : قَوْلُهُ: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} [النحل: 106] رَاضٍ بِالتَّوْحِيدِ. اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق