تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ النَّحْل [ 91 - 100 ]

سورة النحل [ 91 - 100 ]

[سورة النحل]

قوله تعالى ( وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً ⁽¹⁾ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ )

2453 - قال الطبري " 17/282 " :

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (وَلا تَنْقُضُوا الأيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا) يَقُولُ: بَعْدَ تَشْدِيدِهَا وَتَغْلِيظِهَا.

قوله تعالى ( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ )

2454 - قال عبد الرزاق " 2/275 ":

مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {دَخَلًا بَيْنَكُمْ} [النحل: 92] ، قَالَ: «خِيَانَةٌ بَيْنَكُمْ».

2455 - وقال يحيى بن سلام " 1/85 ":

{دَخَلا بَيْنَكُمْ} [النحل: 92]، قَالَ قَتَادَةُ: خِيَانَةً وَغَدْرًا.

2456 - وقال الطبري " 17/284 " :

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا)، فَلَوْ سَمِعْتُمْ بِامْرَأَةٍ نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ إِبْرَامِهِ لَقُلْتُمْ: مَا أَحْمَقَ هَذِهِ! وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ لِمَنْ نَكَثَ عَهْدَهُ.

قوله تعالى ( أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ ) ⁽²⁾

2457 - قال الطبري " 17/286 ":

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ): أَنْ يَكُونَ قَوْمٌ أَعَزُّ وَأَكْثَرُ مِنْ قَوْمٍ.

قوله تعالى ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً⁽³⁾ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )

2458 - قال الطبري " 17/291 ":

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) فَإِنَّ اللهَ لاَ يَشَاءُ عَمَلاً إِلاَّ فِي إِخْلاَصٍ، وَيُوجِبُ عَمَلَ ذَلِكَ فِي إِيمَانٍ⁽⁴⁾. قَالَ اللهُ تَعَالَى (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً): وَهِيَ الجَنَّة.

قوله تعالى ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ⁽⁵⁾ 98 إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ⁽⁶⁾ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ 99 إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ⁽⁷⁾ 100 )

2459 - قال الطبري " 17/295 ":

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ) يَقُولُ: الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ وَيَعْبُدُونَهُ.

 [يتبع بإذن الله]

_________

1/ قال سعيد بن جبير: (وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلآ)، يعني في العهد شهيدا. [تفسير ابن أبي حاتم 12640].اهـ

2/ قال مجاهد في قوله (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ) قال: كانوا يحالفون الحلفاء، فيجدون أكثر منهم وأعزّ، فينقضون حِلْف هؤلاء، ويحالفون هؤلاء الذين هم أعزّ منهم، فنهوا عن ذلك. [تفسير الطبري 17/286].اهـ

3/ يقول يحيى بن سلام في تفسيره 1/88: قَالَ يَحْيَى: مَنْ قَالَ إِنَّهَا الْقَنَاعَةُ يَقُولُ: هِيَ حَيَاةٌ طَيِّبَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ أَجْرَهُمُ الْجَنَّةَ بِأَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فِي الدُّنْيَا.اهـ

4/ كلام قتادة هذا جليل يحتاج وقفة، فإن إيمان الجهمي والأشعري والقدري وغيرهم من أهل البدع، إيمانهم بالله غير إيمان أهل السنة والجماعة. ولهذا والله أعلم قال بعض السلف " ﻻ‌ ﻳﺮﻓـﻊ ﻟـﺼـﺎحب ﺑـدﻋـﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠـﻪ ﻋمل ". فرتب الله تبارك وتعالى دخول الجنة على العمل الصالح والإيمان الصالح. فلذلك تجد السلف مجمعين على تكفير منكري العلو والقائلين بخلق القرآن ونفاة العلم وغيرها من البدع المكفرة. يقول الفريابي في القدر 327 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ : إِنَّ أَهْلَ الأَهْوَاءِ أَهْلُ الضَّلالَةِ، وَلا أَرَى مَصِيرَهُمْ إِلا إِلَى النَّارِ...اهـ نسأل الله السلامة والعافية.

5/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/88 :  وَالرَّجِيمُ: الْمَلْعُونُ، رَجَمَهُ اللَّهُ بِاللَّعْنَةِ. قَالَ الْحَسَنُ: فَنَزَلَتْ فِي الصَّلاةِ ثُمَّ صَارَتْ سُنَّةً فِي غَيْرِ الصَّلاةِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ، وَلَيْسَ بمَفْرُوضٍ .اهـ وقال ابن زيد فِي قَوْلِهِ: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ قَالَ: هَذَا دليل مِنَ الله دل عليه عباده. [تفسير ابن أبي حاتم 12653].اهـ

6/ قال سفيان الثوري: ليس لَهُ سلطان عَلَى إِنَّ يحملهم عَلَى ذنب لا يغفر لَهُمْ. [تفسير ابن أبي حاتم 12654].اهـ

7/ قال مجاهد فِي قَوْلِهِ: (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ) قَالَ: حجته عَلَى الذين يتولونه (وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) قَالَ: يعدلونه برب العالمين [تفسير ابن أبي حاتم 12655]. وقال الحسن: مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَطِيعَ أَنْ يُكْرِهَهُمْ هُوَ عَلَيْهِ. قَالَ يَحْيَى: وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ} [الصافات: 162] بِمُضِلِّينَ {إِلا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 163] . [تفسير يحيى بن سلام 1/89].اهـ