تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ النَّحْل [ 31 - 40 ]

سورة النحل [ 31 - 40 ]

[سورة النحل]

قوله تعالى ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ )

2400 - قال يحيى بن سلام " 1/62 ":

{هَلْ يَنْظُرُونَ} [النحل: 33]: مَا يَنْظُرُونَ.

{إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ} [النحل: 33] وَهُوَ عِنْدَ الْمَوْتِ.

{أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} [النحل: 33] ذَاكَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ.

وَهَذَا تَفْسِيرُ قَتَادَةَ.

2401 - وقال الطبري " 17/200 ":

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ) قَالَ: بِالْمَوْتِ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ) وَهُوَ مَلَكُ الْمَوْتِ، وَلَهُ رُسُلٌ، قَالَ اللهُ تَعَالَى (أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ) ذَاكُمْ يَوْمُ القِيَامَةِ.

قوله تعالى ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ ⁽¹⁾ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )

2402 - قال يحيى بن سلام " 1/63 ":

سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كَانَ عَاقِبَتُهُمْ أَنْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ صَيَّرَهُمْ إِلَى النَّارِ.

قوله تعالى ( وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )

2403 - قال الطبري " 17/203 ":

حَدَّثَنَا بِشْر بن مُعَاذ، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ) تَكْذِيبًا بِأَمْرِ اللهِ أَوْ بِأَمْرِنَا، فَإِنَّ النَّاسَ صَارُوا فِي البَعْثِ فَرِيقَيْنِ: مُكَذِّبٌ وَمُصَدِّقٌ.

ذُكر لنا أن رجلا قال لابن عباس: إن ناسا بهذا العراق يزعمون أن عَلِيًّا مبعوث قبل يوم القيامة ⁽²⁾، ويتأوّلون هذه الآية، فقال ابن عباس: كذب أولئك، إنما هذه الآية للناس عامَّة، ولعمري لو كان عليّ مبعوثا قبل يوم القيامة ما أنكحنا نساءه، ولا قسمنا ميراثه.

قوله تعالى ( لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَاذِبِينَ )

2404 - قال الطبري " 17/204 ":

حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ) قَالَ: لِلنَّاسِ عَامَّةً. 

قوله تعالى ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )

2405 - قال الطبري :
عن قتادة: [(كن فيكون)]: لَيْسَ مِنْ كَلاَمِ العَرَبِ شَيْءٌ هُوَ أَخَفُّ مِنْ ذَلِكَ، وَلاَ أَهْوَن، فَأَمْرُ اللهِ كَذَلِكَ.⁽³⁾

[يتبع بإذن الله]

________

1/ قال مجاهد: الطَّاغُوتِ: الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ الإِنْسَانِ يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهِ، وَهُوَ صَاحِبُ أَمْرِهِمْ. [تفسير ابن أبي حاتم 2621]. اهـ وكان علي بن الحسين "زين العابدين" يعلم ولده فيقول : قُلْ آمَنْتُ بِاللهِ وَكَفَرْتُ بِالطَّاغُوتِ. [مصنف ابن أبي شيبة 3518 ].اهـ وقال مالك بن أنس: " الطَّاغُوتُ مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ، قَالَ: {وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}، أَنْ يُعْبَد [...]، قَالَ: كُلُّ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللهِ ". [تفسير ابن وهب 270]. اهـ

2/ هذا معتقد الرافضة الإمامية، وهو ما يعرف بالرجعة. عليهم من الله ما يستحقون.

3/ ذكره الطبري بسنده عن قتادة، عند قوله تعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) [يس 82].