الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ النَّحْل [ 41 - 50 ]

سورة النحل [ 41 - 50 ]








[سورة النحل]







قوله تعالى ( وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً )

2406 - قال يحيى بن يلام " 1/65 ":
{لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} [النحل: 41] الْمَدِينَةَ مَنْزِلا فِي تَفْسِيرِ قَتَادَةَ.
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: هَؤُلاءِ أَصْحَابُ نَبِيِّ اللَّهِ، ظَلَمَهُمْ أَهْلُ مَكَّةَ فَأَخْرَجُوهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ، حَتَّى لَحِقَ طَوَائِفُ مِنْهُمْ بِالْحَبَشَةِ، ثُمَّ بَوَّأَهُمُ اللَّهُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ ذَلِكَ.

2407 - وقال الطبري " 17/205 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ) قَالَ: هَؤُلاَءِ أَصْحَابُ مُحَمَّدِ ظَلَمَهُم أَهْلُ مَكَّة، فَأَخْرَجُوهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ حَتَّى لَحِقَ طَوَائِفُ مِنْهُم بِالحَبَشَةِ، ثُمَّ بَوَّأَهُمُ اللهُ الْمَدِينَة بَعْدَ ذَلِكَ فَجَعَلَهَا لَهُمْ دَارَ هِجْرَةٍ، وَجَعَلَ لَهُمْ أَنْصَارًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.




قوله تعالى ( وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ )

2408 - قال الطبري " 17/207 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَالَ: قَالَ اللهُ (وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ) أَي وَاللهِ لَمَا يُثِيبُهُمُ اللهُ عَلَيْهِ مِنْ جَنَّتِهِ أَكْبَرُ (لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) .





قوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )

2409 - قال يحيى بن سلام " 1/66 ":
وَقَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي أَهْلَ التَّوْرَاةِ.



قوله تعالى ( بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ(1) وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ )


2410 - قال ابن أبي حاتم " 12567 ":
عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ قَالَ: أرسله الله إِلَيْهِمْ ليتخذ بِذَلِكَ الْحُجَّة عَلَيْهِمْ 






قوله تعالى ( أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ )

2411 - قال يحيى بن سلام " 1/66 ":
وَالسَّيِّئَاتُ هَاهُنَا: الشِّرْكُ،
وَكَذَلِكَ ذَكَرَ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ.





قوله تعالى ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ )

2412 - قال عبد الرزاق " 1487 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ} [النحل: 46] قَالَ: «فِي أَسْفَارِهِمْ».





قوله تعالى ( أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ (2) فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (3) )

2413 - قال الطبري " 17/215 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ) فَيُعَاقِبُ أَوْ يَتَجَاوَزُ.






قوله تعالى ( أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ )

2414 - قال عبد الرزاق " 1489 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ} [النحل: 48] ، قَالَ: «ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ فَيْئَهُ ، وَظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ سُجُودُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ ، فَالْيَمِينُ أَوَّلُ النَّهَارِ ، وَالشَّمَائِلُ آخِرُ النَّهَارِ.





قوله تعالى ( وَهُمْ دَاخِرُونَ )

2415 - قال يحيى بن سلام " 1/67 ":
{وَهُمْ دَاخِرُونَ} [النحل: 48] قَالَ قَتَادَةُ: وَهُمْ صَاغِرُونَ.
فَسَجَدَ ظِلُّ الْكَافِرِ كَرْهًا، يَسْجُدُ ظِلُّهُ وَالْكَافِرُ كَارِهٌ. (4)





قوله تعالى ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ 49 يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ(5) وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ 50 )

2416 - قال ابن أبي حاتم " 7/2285 ":
عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن دَابَّةٍ قَالَ: لَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِنْ خَلْقِهِ إِلا عبده لَهُ طائعًا أو كارهًا.


[يتبع بإذن الله]
________
1/ قا مجاهد فِي قَوْلِهِ: بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ: الآيات. وَالزُّبُرِ قَالَ: الكتب. [تفسير ابن أبي حاتم 12565].
2/ قال الضحاك:  يَأْخُذُ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَيَدَعُ هَذِهِ يُخِيفُهُمْ بِذَلِكَ. [تفسير سفيان الثوري 490].
3/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/67 :  يَبْتَلِيَهُمُ بِالْجُهْدِ حَتَّى يَرِقُّوا وَيَقِلُّ عَدَدُهُمْ، فَإِنْ تَابُوا وَأَصْلَحُوا كَشَفَ عَنْهُمْ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [النحل: 47] ، أَيْ: إِنْ تَابُوا وَأَصْلَحُوا. اهـ
4/ قال الله تبارك وتعالى ( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ). قال قتادة: فأما المؤمن فيسجد طائعًا، وأما الكافر فيسجد كارهًا. [تفسير الطبري/الرعد].
5/ مسألة الفوقية وعلو الله على خلقه من أظهر المسائل التي أجمع عليها كل الخلق. يقول عبد الرزاق في مصنفه 4921 : عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ خَرَجَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ يَسْتَسْقُونَ، فَرَأَى نَمْلَةً قَائِمَةً رَافِعَةً إِحْدَى قَوَائِمَهَا تَسْتَسْقِي، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «ارْجِعُوا فَقَدْ سُقِيتُمْ، إِنَّ هَذِهِ النَّمْلَةَ اسْتَسْقَتْ فَاسْتُجِيبَ لَهَا». اهـ يقول محمد بن عثمان العبسي في كتابه " العرش ": " وأجمعَ الخلقُ جميعًا أنَّهم إذا دَعَوْا اللهَ جميعًا، رفعوا أيديهمْ إلى السَّماءِ، فلو كانَ اللهُ عزَّ وجلَّ في الأرضِ السُّفلى، ما كانوا يرفعونَ أيديهمْ إلى السَّماءِ وهو معهم في الأرضِ. ثمَّ تواترتِ الأخبارُ أنَّ الله تعالى خلقَ العرشَ فاسْتَوَى عليهِ بذاتِهِ. فَهُوَ فَوْقَ السَّماواتِ وفَوْقَ العَرْشِ بِذَاتِهِ مُتَخَلِّصًا منْ خلقهِ، بائنًا منهم، علمهُ في خلقهِ، لا يخرجونَ من علمهِ» اهـ فلا عبرة بمن شد، ولا يعلم أحد توقف عن تكفير منكر العلو إلا جاهل. يقول البخاري في خلق أفعال العباد 70: وَحَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُوسَى الأَشْيَبَ ، وَذَكَرَ الْجَهْمِيَّةَ فَنَالَ مِنْهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : أُدْخِلَ رَأْسٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الزَّنَادِقَةِ يُقَالُ لَهُ شَمْعَلَةُ عَلَى الْمَهْدِيِّ فَقَالَ : دُلَّنِي عَلَى أَصْحَابِكَ فَقَالَ : أَصْحَابِي أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ : دُلَّنِي عَلَيْهِمْ فَقَالَ : صِنْفَانِ مِمَّنْ يَنْتَحِلُ الْقِبْلَةَ ، الْجَهْمِيَّة وَالْقَدَرِيَّةُ ، الْجَهْمِيُّ إِذَا غَلاَ ، قَالَ : لَيْسَ ثَمَّ شَيْءٌ وَأَشَارَ الأَشْيَبُ إِلَى السَّمَاءِ وَالْقَدَرِيُّ إِذَا غَلاَ قَالَ : هُمَا اثْنَانِ خَالِقُ شَرٍّ ، وَخَالِقُ خَيْرٍ ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَصَلَبَهُ.اهـ واليوم منكر العلو يوصف بالإمامة والسنة وخدمة الإسلام!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق