سورة الإسراء [ 51 - 60 ]
[سورة الإسراء]
قوله تعالى ( وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا
لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا * قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِّمَّا
يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ(1) فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا )
2552 - قال الطبري " 17/465
":
حَدَّثَنَا ابْن عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد
بن ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة (أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ) قَالَ:
السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَالجِبَالُ.
2553 - وقال الطبري " 17/465
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة
(قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ)
قَالَ: مِنْ خَلْقِ اللهِ، فَإِنَّ اللهُ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ
خَلْقًا جَدِيدًا.
قوله تعالى ( قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ
إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا(2)
)
2554 - قال الطبري " 17/467
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة
(قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ) أَيْ خَلَقَكُمْ، (فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ
رُءُوسَهُمْ) يَقُولُ: فَإِنَّكَ إِذَا قُلْتَ لَهُمْ ذَلِكَ، فَسَيَهُزُّونَ إِلَيْكَ
رُءُوسَهُمْ بِرَفْعٍ وَخَفْضٍ.
2555 - وقال يحيى بن سلام "
1/141 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: أَيْ: فَسَيُحَرِّكُونَ رءُوسَهُمْ تَكْذِيبًا
وَاسْتِهْزَاءً.
قوله تعالى ( يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ(3) بِحَمْدِهِ
)
2556 - قال الطبري " 17/469
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة،
قَوْلهُ (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ) : أَيْ بِمَعْرِفَتِهِ وَطَاعَتِهِ.
قوله تعالى ( وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً
)
2557 - قال الطبري " 17/469
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة
(وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً) : أَيْ فِي الدُّنْيَا. تَحَاقَرَتِ
الدُّنْيَا فِي أَنْفُسِهِمْ وَقَلَّتْ، حِينَ عَايَنُوا يَوْمَ القِيَامَةِ.
قوله تعالى ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ
الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا
)
2558 - قال ابن أبي حاتم "
13311 ":
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: نَزْغُ الشَّيْطَانِ: تَحْرِيشُهُ
. (4)
2559 - وقال أيضا " 13312
":
عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: (إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ
عَدُوًّا مُبِينًا) قَالَ: عَادُوهُ فَإِنَّهُ يَحِقُّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ عَدَاوَتُهُ،
وعَدَاوَتُهُ أَنْ تُعَادِيَهُ بِطَاعَةِ اللَّهِ.
قوله تعالى ( وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ )
2560 - قال ابن أبي حاتم "
13313 ":
عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ
عَلَى بَعْضٍ قَالَ: اتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا وَكَلَّمَ مُوسَى تَكْلِيمًا،
وَجَعَلَ عِيسَى كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَكَانَ
وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ مِنْ كَلِمَةِ اللَّهِ وَرُوحه، وَآتَى سُلَيْمَانَ
مُلْكًا عَظِيمًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدَهِ، وَآتَى دَاوُدَ زبورًا، وَغَفَرَ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ.
قوله تعالى ( وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا )(5)
2561 - قال يحيى بن سلام "
1/142 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ دُعَاءٌ عَلَّمَهُ
اللَّهُ دَاوُدَ، تَحْمِيدٌ وَتَمْجِيدٌ لِلَّهِ لَيْسَ فِيهِ حَلالٌ وَلا حَرَامٌ
وَلا فَرَائِضُ وَلا حُدُودٌ.
قوله تعالى ( قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ
يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً 56 أُوْلَئِكَ الَّذِينَ
يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ
رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا
)
2562 - قال الطبري " 17/472
":
حَدَّثَنَا ابْن عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد
بن ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة (الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ)
قَوْمٌ عَبَدُوا الجِنَّ، فَأَسْلَمَ أُولَئِكَ الجِنّ(6)، فَقَالَ
اللهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ
الْوَسِيلَةَ) .
2563 - وقال عبد الرزاق "
1578 ":
أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الْوَسِيلَةَ}
[الإسراء: 57] ، قَالَ: «الْقُرْبَةُ وَالزُّلْفَةُ».
قوله تعالى ( وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ
يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ
مَسْطُورًا )
2564 - قال يحيى بن سلام "
1/144 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَضَاءٌ مِنَ اللَّهِ، إِمَّا أَنْ يُهْلِكَهَا
بِمَوْتٍ أَوْ بِعَذَابٍ إِذَا تَرَكُوا أَمْرَهُ وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ، يَعْنِي إِهْلاكَ
الأُمَمِ بِتَكْذِيبِهَا الرُّسُلَ. {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء:
58] مكتوبًا.
2565 - وقال الطبري " 17/475
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة،
قَوْلهُ (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
أَوْ مُعَذِّبُوهَا) قَضَاءً مِنَ اللهِ كَمَا تَسْمَعُونَ لَيْسَ مِنْهُ بُدٌّ، إِمَّا
أَنْ يُهْلِكَهَا بِمَوْتٍ وَإِمَّا أَنْ يُهْلِكَهَا بِعَذَابٍ مُسْتَأْصِلٍ إِذَا
تَرَكُوا أَمْرَهُ، وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ.
قوله تعالى ( وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن
كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ )
2566 - قال الطبري " 17/477
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة،
قَوْلهُ (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ)
قَالَ: قَالَ أَهْلُ مَكَّةَ لِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ
كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا. وَيَسُرُّكَ أَنْ نُؤْمِنَ، فَحَوِّلْ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا،
فَأَتَاهُ جِبْرَائِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ كَانَ الَّذِي سَأَلَكَ
قَوْمُكَ، وَلَكِنَّهُ إِنْ كَانَ ثُمَّ لَمْ يُؤْمِنُوا لَمْ يُنَاظَرُوا، وَإِنْ
شِئْتَ اسْتَأْنَيْتَ بِقَوْمِكَ، قَالَ: بَلْ أَسْتَأْنِي بِقَوْمِي. فَأَنْزَلَ اللهُ
(وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا) وَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ (مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ)
.(7)
قوله تعالى ( وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ
بِهَا )
2567 - قال الطبري " 17/478
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة
(وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً) : أَيْ بَيِّنَةً.
قوله تعالى ( وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا
)(8)
2568 - قال الطبري " 17/478
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة،
قَوْلهُ (وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) وَإِنَّ اللهَ يُخَوِّفُ النَّاسَ
بِمَا شَاءَ مِنْ آيَةٍ لَعَلَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ، أَوْ يَذَكَّرُونَ، أَوْ يَرْجِعُونَ.
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الكُوفَةَ رَجَفَتْ عَلَى عَهْدِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: يَأَيُّهَا
النَّاس إِنَّ رَبَّكُمْ يَسْتَعْتِبُكُمْ فَأَعْتِبُوهُ.
قوله تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ
)
2569 - قال عبد الرزاق " 1580
":
أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ
قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ} [الإسراء: 60] ، قَالَ: «مَنَعَكَ
مِنَ النَّاسِ».
2570 - وقال ابن أبي حاتم "
13321 ":
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: (إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ
بِالنَّاسِ)، قَالَ: أَحَاطَ بِهِمْ فَهُوَ مَانِعُكَ مِنْهُمْ وَعاصِمُكَ حَتَّى تُبَلِّغَ
رِسَالَتَهُ.
قوله تعالى ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ
فِتْنَةً لِّلنَّاسِ )
2571 - قال يحيى بن سلام "
1/146 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي
أَرَيْنَاكَ} [الإسراء: 60] مَا أَرَاهُ اللَّهُ مِنَ الآيَاتِ وَالْعِبَرِ فِي مَسِيرِهِ
إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. {إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] ، أَيْ: إِلا بَلاءً
لِلنَّاسِ.
2572 - وقال عبد الرزاق "
1581 ":
أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا
جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء:
60] ، قَالَ: «رُؤْيَا عَيْنٍ(9) رَآهَا لَيْلَةَ أَرَاهُ اللَّهُ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَيْثُ أُسْرِيَ بِهِ فَكَانَ ذَلِكَ فِتْنَةً لِلْكُفَّارِ».
2573 - وقال الطبري " 17/481
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة
(وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ) يَقُولُ:
اللهُ أَرَاهُ مِنَ الآيَاتِ وَالعِبَرِ فِي مَسِيرِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ. ذُكِرَ
لَنَا أَنَّ نَاسًا ارْتَدُّوا بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ حِينَ حَدَّثَهُمْ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَسِيرِهِ، أَنْكَرُوا ذَلِكَ وَكَذَّبُوا لَهُ،
وَعَجِبُوا مِنْهُ، وَقَالُوا: تُحَدِّثُنَا أَنَّكَ سِرْتَ مَسِيرَةَ شَهْرَيْنِ فِي
لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ؟.
قوله تعالى ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ
فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا )(10)
2574 - قال الطبري " 17/486
":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة،
قَوْلهُ (وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ
إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا) وَهِيَ شَجَرَةُ الزَّقُومِ(11)، خَوَّفَ
اللهُ بِهَا عِبَادَهُ، فَافْتَتَنُوا بِذَلِكَ، حَتَّى قَالَ قَائِلُهُمْ أَبُو جَهْلٍ
بْن هِشَامٍ: "زَعَمَ صَاحِبُكُمْ هَذَا أَنَّ فِي النَّارِ شَجَرَةً، وَالنَّارُ
تَأْكُلُ الشَّجَر، وَإِنَّا وَاللهِ مَا نَعْلَمُ الزَّقُومَ إِلاَّ التَّمْرَ وَالزبد،
فَتَزَقَّمُوا"، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حِيَنَ عَجِبُوا أَنْ
يَكُونَ فِي النَّارِ شَجَرَةً (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ
طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ) ، إِنِّي خَلَقْتُهَا مِنَ النَّارِ، وَعَذَّبْتُ
بِهَا مَنْ شِئْتُ مِنْ عِبَادِي.
_________
1/ قال قتادة: بَلَغَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَالَ: هُوَ الْمَوْتُ. [تفسير الطبري].اهـ وقتادة لم يسمع من ابن جبير، إنما كتب إليه.
2/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/141: {وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ} [الإسراء: 51] ، يَعْنُونَ: الْبَعْثَ. {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا} [الإسراء: 51] وَعَسَى مِنَ اللَّهِ وَاجِبَةً، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ .اهـ
3/ قال يحيى في تفسيره: " وَالاسْتِجَابَةُ مِنْهُمْ خُرُوجُهُمْ مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَى الدَّاعِي صَاحِبِ الصُّورِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ".اهـ وصاحب الصور هو إسرافيل عليه السلام. يقول عكرمة فِي قَوْلِهِ: (وَنُفِخَ فِي الصُّور) ،قَالَ:الصُّورُ مَعَ إِسْرَافِيلَ فِيهِ أَرْوَاحُ كُلِّ شَيْءٍ تَكُونُ فِيهِ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الصَّاعِقَةَ، فَإِذَا نَفَخَ نَفْخَةَ الْبَعْثِ قَالَ اللَّهُ: بِعِزَّتِي لَيَرْجِعَنُّ كُلُّ رُوحٍ إِلَى جَسَدِهِ وَدَارِهِ... أَعْظَمُ مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَمَنَ الأَرْضِ قَالَ: فَخَلَقَ الصُّورَ عَلَى فِيّ إِسْرَافِيلَ وَهُوَ شَاخْصٌ بَصَرَهُ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فِي الصُّورِ. [تفسير ابن أبي حاتم 16622]، وعن السدي أيضا أن إسرافيل هو صاحب الصور. وصح عن مجاهد أن الصور كهيئة البوق.
4/ يقول ابن أبي الدنيا في " منازل الأشراف 367 ": حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن أبي المنذر قال: قال رجل للفضيل بن غزوان: إن فلانا يَقَعُ فيك. فقال : لأغيضن من أمره، غفر الله له. قيل له : من أمره؟ قال: الشيطان.اهـ
5/ قال الرَّبِيعِ بن أنس : الزَّبُورُ ثَنَاءٌ عَلَى اللَّهِ وَدُعَاءٌ وَتَسْبِيحٌ. [تفسير ابن أبي حاتم " 13316].اهـ
6/ روي عن ابن مسعود أنهم ملائكة يقال لهم الجن. قال الطبري في تفسيره 17/473 : حدثني الحسين بن عليّ الصدائي، قال: ثنا يحيى بن السكن، قال: أخبرنا أبو العوّام، قال: أخبرنا قتادة، عن عبد الله بن معبد الزِّمَّاني، عن عبد الله بن مسعود، قال: كان قبائل من العرب يعبدون صنفا من الملائكة يقال لهم الجنّ، ويقولون: هم بنات الله، فأنزل الله عزّ وجلّ (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ) معشر العرب (يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ) .اهـ وقال مجاهد في قوله (يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) قال: عيسى ابن مريم وعُزير والملائكة. [تفسير الطبري 17/474]. اهـ
7/ يقول أحمد في مسنده 2058 : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ عِمْرَانَ أَبِي الْحَكَمِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا الصَّفَا ذَهَبًا وَنُؤْمِنُ بِكَ قَالَ وَتَفْعَلُونَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَدَعَا فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ وَيَقُولُ إِنْ شِئْتَ أَصْبَحَ لَهُمْ الصَّفَا ذَهَبًا فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْهُمْ عَذَّبْتُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ وَإِنْ شِئْتَ فَتَحْتُ لَهُمْ بَابَ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ قَالَ بَلْ بَابُ التَّوْبَةِ وَالرَّحْمَةِ.اهـ
8/ يقول عبد الله بن أحمد في السنة 1069 : حَدَّثَنِي أَبِي، نا أَبُو الْمُغِيرَةِ الْخَوْلَانِيُّ، نا الْأَوْزَاعِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُخَوِّفَ عِبَادَهُ أَبْدَى عَنْ بَعْضِهِ إِلَى الْأَرْضِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تُزَلْزَلُ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ تُدَمْدَمَ عَلَى قَوْمٍ تَجَلَّى لَهَا.اهـ
9/ قال عبد الرزاق في تفسيره 1582 : أرنا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] ، قَالَ: «هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ رَآهَا لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ».اهـ
10/ يقول سعيد بن منصور في تفسيره 1289:
حدَّثنا خالد، عن حصين، عن أبي مالك، في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ
فِي الْقُرْآنِ}، قال: إن أبا جهل كان يأتي بالتمر والزبد، فيقول: تزقموا، فهذا الزقوم
الذي يعدكم به محمد - صلى الله عليه وسلم - فنزلت: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ
الأَثِيمِ}.اهـ
11/ القول بأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم، قاله ابن
عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد، ومسروق والحسن وأبو مالك وإبراهيم والضحاك وابن
زيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق