الجمعة، 22 سبتمبر 2017

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ الإِسْرَاء [ 61 - 70 ]

سورة الإسراء [ 61 - 70 ]








[سورة الإسراء]








قوله تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا )

2575 - قال ابن أبي حاتم " 13327 ":
عَنْ قَتَادَة في الآية قَالَ: حَسَدَ إِبْلِيس آدَم عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى مَا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِنَ الْكَرَامَةِ، وَقَالَ: أَنَا نَارِيٌّ وَهَذَا طِينِيٌّ(1) فَكَانَ بَدْءُ الذُّنُوبِ الكِبْر.
  




قوله تعالى ( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً(2) 62 قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ(3) فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا )

2576 - قال الطبري " 17/490 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا) عَذَابُ جَهَنَّم جَزَاؤُهُمْ، وَنِقْمَةٌ مِنَ اللهِ مِنْ أَعْدَائِهِ فَلاَ يَعْدِلُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا شَيْءٌ.






قوله تعالى ( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ )

2577 - قال الطبري " 17/491 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْد الأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) قَال: بِدُعَائِكَ.(4)

2578 - وقال معمر بن راشد في جامعه 1121:
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " لَمَّا أُهْبِطَ إِبْلِيسُ قَالَ : أَيْ رَبِّ ! قَدْ لَعَنْتَهُ فَمَا عَمَلُهُ؟ قَالَ : السِّحْرُ، قَالَ: فَمَا قِرَاءَتُهُ ؟ قَالَ: الشِّعْرُ، قَالَ: فَمَا كِتَابُهُ؟ قَالَ: الْوَشْمُ(5)، قَالَ: فَمَا طَعَامُهُ ؟ قَالَ: كُلُّ مَيْتَةٍ وَمَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ : فَمَا شَرَابُهُ؟ قَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ مَسْكَنُهُ؟ قَالَ: الْحَمَّامُ، قَالَ: فَأَيْنَ مَجْلِسُهُ؟ قَالَ: الأَسْوَاقُ، قَالَ: فَمَا صَوْتُهُ؟ قَالَ: الْمِزْمَارُ، قَالَ: فَمَا مَصَايِدُهُ؟ قَالَ: النِّسَاءُ ".






قوله تعالى ( وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ(6) وَرَجِلِكَ(7) )

2579 - قال عبد الرزاق " 1588 ":
أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجْلِكَ} [الإسراء: 64] ، قَالَ: «إِنَّ لَهُ خَيْلًا وَرِجَالًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَهُمُ الَّذِينَ يُطِيعُونَهُ».

2580 - وقال الطبري " 17/492 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) قَالَ، الرِّجَالُ: الْمُشَاةُ.






قوله تعالى ( وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا(8) )

2581 - قال عبد الرزاق " 1589 ":
أَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [الإسراء: 64] ، قَالَ: «قَدْ فَعَلَ أَمَّا فِي الْأَمْوَالِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوا بَحِيرَةً وَسَائِبَةً ، وَوَصِيلَةً ، وَحَامِيًا ، وَأَمَّا فِي الْأَوْلَادِ فَإِنَّهُمْ هَوَّدُوهُمْ وَنَصَّرُوهُمْ وَمَجَّسُوهُمْ».







قوله تعالى ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً )

2582 - قال الطبري " 17/496 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) وَعِبَادُهُ الْمُؤْمِنُونَ، وَقَالَ اللهُ فِي آيَةٍ أُخْرَى (إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) .







قوله تعالى ( رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ(9) إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا )

2583 - قال الطبري " 17/497 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْد الأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ) قَالَ: يُسَيِّرُهَا فِي البَحْرِ.








قوله تعالى ( وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنسَانُ كَفُورًا )

2584 - قال عبد الرزاق " 1149 ":
عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ : «إِذَا مَسَّهُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ أَخْلَصُوا لِلَّهِ النِّيَّةَ».(10)







قوله تعالى (أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً)

2585 - قال الطبري " 17/498 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا) يَقُولُ: حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ (ثُمَّ لاَ تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً) أَيْ مَنَعَةً وَلاَ نَاصِرًا.

2586 - وقال يحيى بن سلام " 1/149 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ {ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلا} [الإسراء: 68] قَالَ: أَيْ مَنِيعًا وَلا نَصِيرًا.







قوله تعالى ( أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ )

2587 - قال الطبري " 17/499 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى) : أَيْ فِي البَحْرِ مَرَّةً أُخْرَى (فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ) وَهِيَ الَّتِي تَقْصِفُ مَا مَرَّتْ بِهِ فَتُحَطِّمُهُ وَتَدُقُّهُ.







قوله تعالى ( ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا )

2588 - قال ابن أبي حاتم " 13343 ":
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: (ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا) قَالَ: لاَ يَتْبَعُنَا أَحَدٌ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ.

2589 - وقال الطبري " 17/500 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (ثُمَّ لاَ تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا) أَيْ لاَ نَخَافُ أَنْ نُتْبَعَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ.




[يتبع بإذن الله]
_________
1/ وهذا من القياس الفاسد وقد سبق التنبيه على هذا.
2/ قال مجاهد في قول الله تبارك وتعالى (لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا) قال: لأحتوينهم.اهـ وقال ابن زيد: لأضلنهم. [تفسير الطبري 17/489]. يقول يحيى بن سلام في تفسيره 1/147: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ جَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ قَبْلَ أَنْ يُنْفَخَ فِيهِ الرُّوحُ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ لا يَتَمَالَكُ.اهـ
3/ خرج البخاري 3348 ومسلم 222 في صحيحيهما، من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: يَا آدَمُ، فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ ، فَيَقُولُ: أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ. قَالَ : وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ ؟ قَالَ: أَبْشِرُوا، فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلا، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا. ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ.اهـ
4/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/147: أَيْ: بِوَسْوَسَتِكَ.اهـ
5/ يقول معمر بن راشد: سألت الزهري عن الوشم ؟ فقال: " من زي أهل الجاهلية ". [مصنف عبد الرزاق 5102].اهـ
6/ قال سعيد بن منصور في تفسيره 1292: حدَّثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيمَ، في قوله عز وجل {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ}، قال: كل راكب في معصية الله عز وجل، فهو من خيل إبليس.اهـ 
7/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/148: قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُهَا: وَرِجَالِكَ.اهـ 
8/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/148: قَوْلُهُ: {وَعِدْهُمْ} [الإسراء: 64]: بِالأَمَانِيِّ بِأَنَّهُ لا بَعْثَ، وَلا جَنَّةَ، وَلا نَارَ.اهـ
9/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/149 : {لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ} [الإسراء: 66] طَلَبُ التِّجَارَةِ فِي الْبَحْرِ. {إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [الإسراء: 66] فَبِرَأْفَتِهِ وَرَحْمَتِهِ سَخَّرَ لَكُمْ ذَلِكَ. وَالرَّحْمَةُ عَلَى الْكَافِرِ فِي هَذَا رَحْمَةُ الدُّنْيَا. اهـ
10/ قال الله تبارك وتعالى ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ) [يونس]. يقول عبد الرزاق في تفسيره 1150 : عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {دَعَوَا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [يونس: 22] ، قَالَ: «هيا شرا هيا». قَالَ سُفْيَانُ: «تَفْسِيرُهُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ». اهـ وفي الناس اليوم من يشرك في الرخاء والشدة والعياذ بالله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق