سورة الإسراء [ 71 - 80 ]
[سورة الإسراء]
قوله تعالى ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ )
2590 - قال عبد الرزاق " 1593
":
أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ: {يَوْمَ نَدْعُو
كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] ، قَالَ: «بِنَبِيِّهِمْ».
2591 - وقال يحيى بن سلام "
1/150 ":
وَقَالَ
قَتَادَةُ: بِإِمَامِهِمْ، بِنَبِيِّهِمْ.
قوله تعالى ( فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ
كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً )
2592 - قال عبد الرزاق " 1595
":
أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا
يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء: 49] ، قَالَ: «الَّذِي فِي شِقِّ النَّوَاةِ».
قوله تعالى ( وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ
أَعْمَى(1) وَأَضَلُّ سَبِيلاً )
2593 - قال يحيى بن سلام "
1/151 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يَقُولُ: مَنْ كَانَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا
أَعْمَى عَنْ مَا عَايَنَ فِيهَا مِنْ نِعَمِ اللَّهِ وَخَلْقِهِ وَعَجَائِبِهِ، -
قَالَ يَحْيَى: أَيْ فَيَعْلَمُ أَنَّ لَهُ مِعَادًا - قَالَ قَتَادَةُ: فَهُوَ فِيمَا
يَغِيبُ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الآخِرَةِ أَعْمَى.
2594 - وقال عبد الرزاق "
1596 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ: {وَمَنْ كَانَ
فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى} [الإسراء: 72] ، قَالَ: «فِي الدُّنْيَا
أَعْمَى عَمَّا أَرَاهُ اللَّهُ مِنْ آيَاتِهِ مِنْ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالنُّجُومِ وَالْجِبَالِ، فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ الْغَائِبَةِ الَّتِي لَمْ يَرَهَا
أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا».
قوله تعالى ( وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً
73 وَلَوْلاَ
أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً )
2595 - قال عبد الرزاق " 1597
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ: {وَإِنْ كَادُوا
لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ}
[الإسراء: 73] ، قَالَ: " أَطَافُوا بِهِ لَيْلَةً، فَقَالُوا: أَنْتَ سَيِّدُنَا
وَابْنُ سَيِّدِنَا فَأَرَادُوهُ عَلَى بَعْضِ مَا يُرِيدُونَ، فَهَمَّ النَّبِيُّ
عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أَنْ يُقَارِبَهُمْ فِي بَعْضِ مَا يُرِيدُونَ، ثُمَّ
عَصَمَهُ اللَّهُ "، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ
إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء: 74] لِلَّذِي أَرَادُوا فَهَمَّ أَنْ يُقَارِبَهُمْ
فِيهِ ".
2596 - وقال يحيى بن سلام "
1/152 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ قَوْمًا خَلَوْا
بِرَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى الصُّبْحِ يُكَلِّمُونَهُ، وَيُفْحِمُونَهُ،
وَيُسَوِّدُونَهُ، وَيُقَارِبُونَهُ، وَكَانَ فِي قَوْلِهِمْ أَنْ قَالُوا: يَا مُحَمَّدُ،
إِنَّكَ تَأْتِي بِشَيْءٍ لا يَأْتِي بِهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَأَنْتَ سَيِّدُنَا
وَابْنُ سَيِّدِنَا، فَمَا زَالُوا يُكَلِّمُونَهُ حَتَّى كَادَ يُقَارِبُهُمْ.
ثُمَّ
إِنَّ اللَّهَ مَنَعَهُ وَعَصَمَهُ مِنْ ذَلِكَ.
قوله تعالى ( إِذَاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ
ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا )(2)
2597 - قال يحيى بن سلام "
1/152 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ {ضِعْفَ الْحَيَاةِ} [الإسراء: 75]: أَيْ: عَذَابَ الدُّنْيَا. {وَضِعْفَ
الْمَمَاتِ} [الإسراء: 75] أَيْ: عَذَابَ الآخِرَةِ.
قوله تعالى ( وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ
مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً )
2598 - قال عبد الرزاق " 1601
":
أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ
كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ} [الإسراء: 76] ، قَالَ: «قَدْ فَعَلُوا
بَعْدَ ذَلِكَ فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ فَلَمْ يَلْبَثُوا بَعْدَهُ إِلَّا
قَلِيلًا حَتَّى أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ كَذَلِكَ كَانَتْ سُنَّةُ اللَّهِ
فِي الرُّسُلِ إِذَا فَعَلَ بِهِمْ قَوْمُهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ».
2599 - وقال يحيى بن سلام "
1/152 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: هَمَّ أَهْلُ مَكَّةَ بِإِخْرَاجِهِ
مِنْ مَكَّةَ، وَلَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ مَا نُوظِرُوا، وَلَكِنَّ اللَّهَ كَفَّهُمْ
عَنْ إِخْرَاجِهِ حَتَّى أَمَرَهُ بِالْخُرُوجِ.
وَ[لَقَلَّ]
مَعَ ذَلِكَ مَا لَبِثُوا بَعْدَ خُرُوجِهِ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ
الْقَتْلَ يَوْمَ بَدْرٍ.
قوله تعالى ( سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا
وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً )
2600 - قال يحيى بن سلام "
1/153 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِنَّ سُنَّةَ الرُّسُلِ وَالأُمَمِ
كَانَتْ قَبْلَكَ كَذَلِكَ، إِذَا كَذَّبُوا رُسُلَهُمْ وَأَخْرَجُوهُمْ لَمْ يُنَاظَرُوا
أَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَذَابَهُ.
قوله تعالى ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ )
2601 - قال عبد الرزاق " 1602
":
أَرنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَقِمِ
الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} [الإسراء: 78] ، قَالَ: " دُلُوكُهَا حِينَ تُرْفَعُ
عَنْ بَطْنِ السَّمَاءِ.
2602 - وقال يحيى بن سلام "
1/153 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ عَنْ بَطْنِ
السَّمَاءِ لِصَلاةِ الظُّهْرِ.(3)
قوله تعالى ( إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ )(4)
2603 - قال عبد الرزاق " 1602
":
أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {غَسَقِ
اللَّيْلِ} [الإسراء: 78] : صَلَاةُ الْمَغْرِبِ.
2604 - وقال يحيى بن سلام "
1/153 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ : {إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسراء: 78] قَالَ:
بُدُوِّ اللَّيْلِ لِصَلاةِ الْمَغْرِبِ.
قوله تعالى ( وَقُرْآنَ الْفَجْرِ )
2605 - قال عبد الرزاق " 1602
":
أَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقُرْآنَ
الْفَجْرِ} [الإسراء: 78] صَلَاةُ الْفَجْرِ.
2606 - وقال يحيى بن سلام "
1/153 ":
قَالَ قَتَادَةُ: وَهِيَ صَلاةُ الصُّبْحِ.
قوله تعالى ( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا )(5)
2607 - قال عبد الرزاق " 1602
":
أَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى:
{كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] فَيَقُولُ: «مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ ، وَمَلَائِكَةُ
النَّهَارِ يَشْهَدُونَ تِلْكَ الصَّلَاةَ».
2608 - وقال الطبري في تفسيره
" 17/521 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة
(وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) وَقُرْآنَ الفَجْرِ:
صَلاَةُ الصُّبْحِ، كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ عِنْدَهَا يَجْتَمِعُ الحَرَسَانِ مِنْ
مَلاَئِكَةِ اللهِ، حَرَسُ اللَّيْلِ وَحَرَسُ النَّهَارِ.(6)
قوله تعالى ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ
)
2609 - قال عبد الرزاق " 1608
":
عَنْ مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {نَافِلَةً لَكَ}
[الإسراء: 79] ، قَالَ: «تَطَوُّعًا وَفَضِيلَةً لَكَ».(7)
قوله تعالى ( عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا
)(8)
2610 - قال الطبري " 17/528
":
حَدَّثَنَا مُحَمّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا
مُحَمَّد بَنْ ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة (مَقَامًا مَحْمُودًا) قَالَ: هِيَ الشَّفَاعَةُ،
يُشَفِّعُهُ اللهُ فِي أُمَّتِهِ.
قوله تعالى ( قُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي
مُخْرَجَ صِدْقٍ )
2611 - قال يحيى بن سلام "
1/158 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: {مُدْخَلَ صِدْقٍ} [الإسراء: 80] الْجَنَّةَ
{وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ} [الإسراء: 80] أَخْرَجَهُ اللَّهُ
مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْهِجْرَةِ بِالْمَدِينَةِ.
2612 - وقال عبد الرزاق " 1621 " :
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ: {مُدْخَلَ صِدْقٍ} [الإسراء: 80] ، قَالَ: «الْمَدِينَةُ»
وَ {مُخْرَجَ صَدْقٍ} [الإسراء: 80] ، قَالَ: «مَكَّةُ».
2612 - وقال عبد الرزاق " 1621 " :
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ: {مُدْخَلَ صِدْقٍ} [الإسراء: 80] ، قَالَ: «الْمَدِينَةُ»
وَ {مُخْرَجَ صَدْقٍ} [الإسراء: 80] ، قَالَ: «مَكَّةُ».
قوله تعالى ( وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا
)
2613 - قال يحيى بن سلام "
1/158 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: عَلِمَ نَبِيُّ اللَّهِ
أَلا طَاقَةَ لَهُ بِهَذَا الأَمْرِ إِلا بِسُلْطَانٍ، فَسَأَلَ سُلْطَانًا نَصِيرًا
لِكِتَابِ اللَّهِ وَلِحُدُودِهِ وَلِفَرَائِضِهِ وَلإِقَامَةِ الدِّينِ.
[يتبع بإذن الله]
_________
1/ قال مجاهد فِي قَوْلِهِ: {أَعْمَى} [الإسراء: 72] ، قَالَ: «أَعْمَى عَنْ حُجَّتِهِ فِي الْآخِرَةِ». [تفسير عبد الرزاق 1598].اهـ
2/ يقول مالك بن دينار: " سَأَلْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ ، عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} [الإسراء: 75] ، قَالَ: «ضِعْفَ عَذَابِ الدُّنْيَا وَضِعْفَ عَذَابِ الْآخِرَةِ» ". [تفسير عبد الرزاق 1600]. اهـ
3/ وهو قول ابن عمر، قال مالك في الموطأ ١/١١ : عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: «دُلُوكُ الشَّمْسِ مَيْلُهَا».اهـ وقال عبد الرزاق في مصنفه ٢٠٥٢ : عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «دُلُوكُ الشَّمْسِ زَيَاغُهَا بَعْدَ نِصْفِ النَّهَارِ، وَذَلِكَ وَقْتُ الظُّهْرِ».اهـ وبه قال مجاهد والحسن البصري. وعن ابن عباس وابن مسعود أن دلوك الشمس غروبها.
4/ قال عكرمة (غَسَقِ اللَّيْلِ): بدوّ الليل. وقال مجاهد: غسق الليل: غروب الشمس. [تفسير الطبري].اهـ ومن ذلك قوله تعالى ( ومن شر غاسق إذا وقب) وهو أول الليل إذا أقبل.
5/ قال عبد الرزاق في تفسيره 1647: أرنا مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: دُلُوكُ الشَّمْسِ: «غُرُوبُهَا» ، {إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسراء: 78] الْمَغْرِبُ {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} [الإسراء: 78] ، «صَلَاةُ الْفَجْرِ» ، وَقَوْلُهُ: {كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] ، " تَجْتَمِعُ فِيهِ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ ، فَيَقُولُونَ: نَقَصَ فُلَانٌ مِنْ صَلَاتِهِ الرُّبُعَ ، وَنَقَصَ فُلَانٌ الشَّطْرَ ، وَيَقُولُونَ: زَادَ فُلَانٌ كَذَا وَكَذَا ". اهـ
5/ قال عبد الرزاق في تفسيره 1647: أرنا مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: دُلُوكُ الشَّمْسِ: «غُرُوبُهَا» ، {إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} [الإسراء: 78] الْمَغْرِبُ {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} [الإسراء: 78] ، «صَلَاةُ الْفَجْرِ» ، وَقَوْلُهُ: {كَانَ مَشْهُودًا} [الإسراء: 78] ، " تَجْتَمِعُ فِيهِ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ ، فَيَقُولُونَ: نَقَصَ فُلَانٌ مِنْ صَلَاتِهِ الرُّبُعَ ، وَنَقَصَ فُلَانٌ الشَّطْرَ ، وَيَقُولُونَ: زَادَ فُلَانٌ كَذَا وَكَذَا ". اهـ
6/ قال البخاري في صحيحه 530 : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ.اهـ
7/ قال يحيى بن سلام في تفسيره " 1/155 ": حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: النَّافِلَةُ لا تَكُونُ إِلا لِلنَّبِيِّ.اهـ حَمَّادٌ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: إِذَا تَوَضَّأَ الرَّجُلُ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ فَإِنْ قَعَدَ قَعَدَ مَغْفُورًا لَهُ، وَإِذَا قَامَ يُصَلِّي كَانَتْ لَهُ فَضِيلَةً. فَقِيلَ لَهُ: نَافِلَةً؟ فَقَالَ: إِنَّمَا النَّافِلَةُ لِلنَّبِيِّ.اهـ يقول ابن القيم في زاد المعاد ص 311: " قد اختلف السلف والخلف في أنه : هل كان فرضا عليه أم لا ؟ والطائفتان احتجوا بقوله تعالى : (ومن الليل فتهجد به نافلة لك) [ الإسراء : 79 ] قالوا : فهذا صريح في عدم الوجوب ، قال الآخرون : أمره بالتهجد في هذه السورة ، كما أمره في قوله تعالى : (ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا) [ المزمل : 1 ، 2] . ولم يجئ ما ينسخه عنه ، وأما قوله تعالى : (نافلة لك). فلو كان المراد به التطوع ، لم يخصه بكونه نافلة له ، وإنما المراد بالنافلة الزيادة ، ومطلق الزيادة لا يدل على التطوع ، قال تعالى : (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة) [ الأنبياء : 72 ] ، أي : زيادة على الولد ، وكذلك النافلة في تهجد النبي صلى الله عليه وسلم زيادة في درجاته ، وفي أجره ، ولهذا خصه بها ، فإن قيام الليل في حق غيره مباح ، ومكفر للسيئات ، وأما النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فهو يعمل في زيادة الدرجات وعلو المراتب ، وغيره يعمل في التكفير . قال مجاهد : إنما كان نافلة للنبي صلى الله عليه وسلم لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فكانت طاعته نافلة ، أي : زيادة في الثواب ، ولغيره كفارة لذنوبه ، قال ابن المنذر في تفسيره : حدثنا يعلى بن أبي عبيد ، حدثنا الحجاج ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن كثير ، عن مجاهد قال : ما سوى المكتوبة ، فهو نافلة من أجل أنه لا يعمل في كفارة الذنوب ، وليست للناس نوافل ، إنما هي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، والناس جميعا يعملون ما سوى المكتوبة لذنوبهم في كفارتها . حدثنا محمد بن نصر ، حدثنا عبد الله ، حدثنا عمرو ، عن سعيد وقبيصة ، عن سفيان ، عن أبي عثمان ، عن الحسن في قوله تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك) . قال: (لا تكون نافلة الليل إلا للنبي صلى الله عليه وسلم). وذُكر عن الضحاك ، قال : نافلة للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة . وذَكر سليم بن حيان ، حدثنا أبو غالب ، حدثنا أبو أمامة ، قال : إذا وضعت الطهور مواضعه ، قمت مغفورا لك ، فإن قمت تصلي ، كانت لك فضيلة وأجرا ، فقال رجل : يا أبا أمامة ، أرأيت إن قام يصلي تكون له نافلة ؟ قال : لا ، إنما النافلة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف يكون له نافلة ، وهو يسعى في الذنوب والخطايا ؟! تكون له فضيلة وأجرا. قلت [ابن القيم] : والمقصود أن النافلة في الآية ، لم يرد بها ما يجوز فعله وتركه ، كالمستحب ، والمندوب ، وإنما المراد بها الزيادة في الدرجات ".اهـ
8/ قال مجاهد في قول الله تعالى (مَقَامًا مَحْمُودًا) قال: شفاعة محمد يوم القيامة. [تفسير الطبري 17/528].اهـ وصح عن مجاهد أيضا أن تفسير المقام المحمود بأن الله يجلس نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم على العرش، وهنا أمور: الأول: أن القول بأن هذا التفسير باطل لو قيل في زمن السلف لما خرج قائله حيا. يقول أبو بكر الخلال في " السنة 261 ": وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ صَدَقَةَ ، يَقُولُ : قَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ يَوْمًا ، وَذَكَرَ حَدِيثَ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : " هَذَا حَدَّثَ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي الْمَجْلِسِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ فَكَمْ تَرَى كَانَ فِي الْمَجْلِسِ ، عِشْرِينَ أَلْفًا ، فَتَرَى لَوْ أَنَّ إِنْسَانًا قَامَ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ : لا تُحَدِّثْ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، أَوْ أَظْهَرَ إِنْكَارَهُ ، تَرَاهُ كَانَ يَخْرُجُ مِنْ ثَمَّ إِلاَّ وَقَدْ قُتِلَ ". قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ صَدَقَةَ، وَصَدَقَ، مَا حُكْمُهُ عِنْدِي إِلاَّ القَتْلِ".اهـ الأمر الثاني أن الأئمة رووا حديث ابن فضيل عن ليث عن مجاهد بلا نكير، فيسعنى ما وسعهم. يقول الخلال في " السنة 274 ": وَحَدَّثَنِي هَذَا الْحَدِيثَ مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : " عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا [سورة الإسراء آية 79] ، قَالَ : يُجْلِسُهُ عَلَى الْعَرْشِ " ، وَقَدْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَشْيَخَتِنَا ، مَا رَأَيْتُ أَحَدًا رَدَّ هَذَا.اهـ وقال " 284 ": وَقَدْ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ [يريد الإمام أحمد] " عَنِ الأَحَادِيثِ الَّتِي تَرُدُّهَا الْجَهْمِيَّةُ فِي الصِّفَاتِ ، وَالرُّؤْيَةِ ، وَالإِسْرَاءِ ، وَقِصَّةِ الْعَرْشِ ، فَصَحَّحَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ: قَدْ تَلَقَّتْهَا الْعُلَمَاءُ بِالْقَبُولِ ، نُسَلِّمُ الأَخْبَارَ كَمَا جَاءَتْ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ رَجُلا اعْتَرَضَ فِي بَعْضِ هَذِهِ الأَخْبَارِ كَمَا جَاءَتْ ، فَقَالَ : يُجْفَا ، وَقَالَ : مَا اعْتِرَاضُهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، يُسَلِّمُ الأَخْبَارَ كَمَا جَاءَتْ ؟ " .اهـ وإلا فأي سلفية يَدَّعِي المرأ !؟ . الأمر الثالث أن رواية ليث عن مجاهد في المقطوع قوية. يقول يعقوب بن سفيان في " المعرفة والتاريخ ": حَدَّثَنِي سَلَمَةُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، قال : سمعت أَيُّوبَ يَقُولُ لِلَّيْثِ : " انْظُرْ مَا سَمِعْتُ مِنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ فَاشْدُدْ يَدَيْكَ، يُرِيدُ بِهِ طَاوُسًا وَمُجَاهِدًا ". اهـ ومن تتبع مرويات ليث عن مجاهد وعن طاوس (في المقطوعات) وجد عامتها مستقيمة. وقال البرقاني في سؤالاته للدارقطني 421: سألته عن ليث بن أبي سليم، فقال: صاحب سنة يخرج حديثه. ثم قال: أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد حسب. اهـ يعني إذا أفرد شيخه كان ضابطا لكلامه، وكلام الدارقطني قوي في الرد على المخالفين. يقول الخلال في " السنة 294 ": وَقَالَ لي إِبْرَاهِيمُ [يعني الأصبهاني]: هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحٌ ثَبْتٌ ، حَدَّثَ بِهِ الْعُلَمَاءُ مُنْذُ سِتِّينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ ، لا يَرُدُّهُ إِلا أَهْلُ الْبِدَعِ ، وَطَعَنَ عَلَى مَنْ رَدَّهُ .اهـ الأمر الرابع أنه لا تعارض بين الإذن بالشفاعة و بين الإجلاس. بل الأكمل أن يكون النبي صلى الله عليه و سلم جالسا حتى يشفع. ألا ترون الملوك كيف تصنع إذا أرادت أن تصدر الأحكام والخطب وغيرها ؟! قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ : وَالْأَكْثَر عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْمَقَامِ الْمَحْمُود الشَّفَاعَة ، وَقِيلَ إِجْلَاسه عَلَى الْعَرْش ، وَقِيلَ عَلَى الْكُرْسِيّ ، وَحَكَى كُلًّا مِنْ الْقَوْلَيْنِ عَنْ جَمَاعَة ، وَعَلَى تَقْدِير الصِّحَّة لَا يُنَافِي الْأَوَّل لِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُون الْإِجْلَاس عَلَامَة الْإِذْن فِي الشَّفَاعَة ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِالْمَقَامِ الْمَحْمُود الشَّفَاعَة كَمَا هُوَ مَشْهُور وَأَنْ يَكُون الْإِجْلَاس هِيَ الْمَنْزِلَة الْمُعَبَّرُ عَنْهَا بِالْوَسِيلَةِ أَوْ الْفَضِيلَة" اهـ [الفتح 2/ 416].اهـ وقال الطبري في تفسيره، بعد أن ذكر أحاديث الشفاعة: " وهذا وإن كان هو الصحيح من القول في تأويل قوله (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) لما ذكرنا من الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ، فإن ما قاله مجاهد من أن الله يقعد محمدا صلى الله عليه وسلم على عرشه ، قول غير مدفوع صحته ، لا من جهة خبر ولا نظر ، وذلك لأنه لا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، ولا عن التابعين بإحالة ذلك ". اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق