سورة الكهف [ 91 - 100 ]
[سورة الكهف]
قوله
تعالى ( كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا(1) 91
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا )
2762
- قال الطبري " 18/95 ":
حَدَّثَنَا
بِشْر، قَالَ: يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: اتَّبَعَ مَنَازِلَ
الأَرْضِ وَمَعَالِمَهَا.
قوله
تعالى ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا
لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ(2) قَوْلاً )
2763
- قال يحيى بن سلام " 1/203 ":
سَعِيدٌ
عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: جَبَلانِ، يَعْنِي بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ.
قوله
تعالى ( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ(3)
مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ )
2764
- قال ابن أبي حاتم " 12969 ":
عَنْ
قَتَادَة قَالَ: إِنَّ اللهَ جَزَّأَ الإِنْسَ عَشْرَةَ أَجْزَاءٍ، تِسْعَةٌ مِنْهُمْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ،
وَجُزْءٌ سَائِرُ النَّاسِ.(4)
قوله
تعالى ( فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ
سَدًّا 94 قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا )
2765
- قال عبد الرزاق " 1718 ":
أَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا} [الكهف:
94] ، قَالَ: «أَجْرًا».
2766
- وقال يحيى بن سلام " 1/204 ":
قَالَ
قَتَادَةُ: جُعْلاً.
قوله
تعالى ( آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ )
2767
- قال عبد الرزاق " 1719 ":
أرنا
مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {زُبَرَ الْحَدِيدِ} [الكهف: 96] ، قَالَ:
«قِطَعَ الْحَدِيدِ».
قوله
تعالى ( حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ )
2768
- قال الطبري " 18/115 ":
حَدَّثَنَا
بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (حَتَّى إِذَا سَاوَى
بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ) وَهُمَا الجَبَلاَنِ.
قوله
تعالى ( قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ
قِطْرًا )
2769
- قال عبد الرزاق " 1721 ":
أرنا
مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا} [الكهف:
96] ، قَالَ: «أُفْرِغْ عَلَيْهِ نُحَاسًا».
2770
- وقال يحيى بن سلام " 1/204 ":
[قال قتادة]: فَجَعَلَ أَسَاسَهُ
الْحَدِيدَ، وَجَعَلَ مِلاطَهُ النُّحَاسَ لِيَلْزَمَهُ.
قوله
تعالى ( فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا(5)
)
2771
- قال الطبري " 18/117 ":
حَدَّثَنَا
بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (فَمَا اسْطَاعُوا
أَنْ يَظْهَرُوهُ) مِنْ فَوْقِهِ، (وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا) أَيْ مِنْ أَسْفَلِهِ.
قوله
تعالى ( قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ
دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا 98 وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ
يَمُوجُ فِي بَعْضٍ(6) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ(7) فَجَمَعْنَاهُمْ
جَمْعًا 99 وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا(8)
)
2772
- قال الطبري " 18/119 ":
حَدَّثَنَا
بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ (فَإِذَا جَاءَ
وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ) قَالَ: لاَ أَدْرِي الجَبَلَيْنِ يَعْنِي بِهِ، أَوْ
مَا بَيْنَهُمَا. (9)
2773
- وقال يحيى بن سلام " 1/205 ":
سَعِيدٌ،
عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يَعْفِرُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ.
[يتبع بإذن الله]
_________
1/
قال مجاهد في قوله: (خُبْرًا) قال: علما. [تفسير الطبري 18/101].اهـ
2/
قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/203: {وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ
يَفْقَهُونَ قَوْلا} [الكهف: 93] كَلامُ غَيْرِهِمْ. وَهِيَ تُقْرَأُ عَلَى وَجْهٍ
آخَرَ: {لا يَكَادُونَ يُفْقَهُونَ قَوْلا} [الكهف: 93] لا يَفْقَهُ أَحَدٌ كَلامَهُمْ
.اهـ
3/
يأجوج ومأجوج هم من ولد يافث بن نوح. يقول ابن وهب في جامعه 25 : وَأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ
بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، أَنَّهُ
قَالَ: " وَلَدَ نُوحٌ ثَلَاثَةً: سَامَ، وَحَامَ، وَيَافِثَ، فَوَلَدَ سَامُ
الْعَرَبَ وَفَارِسَ، وَالرُّومَ، وَفِي كُلِّ هَؤُلَاءِ خَيْرٌ، وَوَلَدَ حَامَ: السُّودَانَ،
وَالْبَرْبَرَ، وَالْقِبْطَ، وَوَلَدَ يَافِثُ التُّرْكَ، وَالصَّقَالِبَةَ، وَيَأْجُوجَ
وَمَأْجُوجَ ".اهـ وللفائدة فإن فارس والروم من بني العيص بن إسحاق بن إبراهيم، وأما
اليهود فهم من بني إسرائيل (يعقوب) بن إسحاق بن إبراهيم، فهم أبناء عمومة. والعرب
(المستعربة، وعرب اليمن ..) فهم من ذرية إسماعيل بن إبراهيم. أما العرب العاربة فكانوا
قبل إبراهيم عليه السلام ومنهم نبي الله هود الذي أُرسل إلى عاد، ونبي الله صالح الذي
أرسل إلى ثمود. قال ابن كثير في " البداية والنهاية ص 100 ": " وَالصَّحِيحُ
الْمَشْهُورُ أَنَّ الْعَرَبَ الْعَارِبَةَ قَبْلَ إِسْمَاعِيلَ ، وَقَدْ قَدَّمْنَا
أَنَّ الْعَرَبَ الْعَارِبَةَ مِنْهُمْ عَادٌ وَثَمُودُ وَطَسْمٌ وَجَدِيسٌ وَأَمِيمٌ
وَجُرْهُمٌ وَالْعَمَالِيقُ ، وَأُمَمٌ آخَرُونَ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ
. وَكُلُّ هَؤُلَاءِ كَانُوا قَبْلَ الْخَلِيلِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
".اهـ وجرهم كان في زمن نوح عليه السلام، يقول الطبري في تفسيره ١٨١٨١: حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال،
حدثنا زيد بن الحباب قال، حدثني حسين بن واقد الخراساني قال، حدثني أبو نهيك قال: سمعت
ابن عباس يقول: كان في سفينة نوح ثمانون رجلا أحدهم جُرْهُم.اهـ وقد صح عنه أيضا أن
جرهم كان معهم في السفينة في خبر بلبلة الألسن. ومن الأنبياء العرب أيضا شعيب عليه
السلام، أرسله الله إلى مدين. وكان بعد إبراهيم عليه السلام. فيكون الأنبياء العرب
هود وصالح ويعدون إسماعيل أيضا وشعيب ونبينا محمد عليه وعلى أنبياء الله الصلاة والسلام.
4/
النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر بعث النار، من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين، قال
الصحابة: " يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ؟ قَالَ: أَبْشِرُوا
فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلًا وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا ". [البخاري
٣٠٩٩].اهـ وهذا يدلك على كثرة عددهم.
5/
قال أحمد في مسنده ١٠٢٢٢ : حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ
عَنْ قَتَادَةَ حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ لَيَحْفِرُونَ
السَّدَّ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي
عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ كَأَشَدِّ مَا
كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْعَثَهُمْ
إِلَى النَّاسِ حَفَرُوا حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي
عَلَيْهِمْ ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَيَسْتَثْنِي فَيَعُودُونَ
إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى
النَّاسِ ... الحديث.
6/
قال ابن كثير في تفسيره : رواه ابن أبي حاتم من حديث يعقوب القمي به . رواه من وجه
آخر عن يعقوب ، عن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( وتركنا بعضهم يومئذ يموج
في بعض ) قال : الجن والإنس ، يموج بعضهم في بعض .اهـ
7/
يقول عكرمة فِي قَوْلِهِ: (وَنُفِخَ فِي الصُّور) ،قَالَ:الصُّورُ مَعَ إِسْرَافِيلَ
فِيهِ أَرْوَاحُ كُلِّ شَيْءٍ تَكُونُ فِيهِ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الصَّاعِقَةَ، فَإِذَا
نَفَخَ نَفْخَةَ الْبَعْثِ قَالَ اللَّهُ: بِعِزَّتِي لَيَرْجِعَنُّ كُلُّ رُوحٍ إِلَى
جَسَدِهِ وَدَارِهِ... أَعْظَمُ مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَمَنَ الأَرْضِ قَالَ: فَخَلَقَ
الصُّورَ عَلَى فِيّ إِسْرَافِيلَ وَهُوَ شَاخْصٌ بَصَرَهُ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ
فِي الصُّورِ. [تفسير ابن أبي حاتم 16622].اهـ
8/
يقول ابن أبي الدنيا في صفة النار 181: حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي، قال حدثنا طلحة
بن سنان، قال حدثنا عبد الملك بن أبجر، عن الشعبي، عن أبي هريرة قال: " يؤتى بجهنم
يوم القيامة تقاد بسبعين ألف زمام، آخذ كل زمام سبعون ألف ملك. وهي تمايل عليهم حتى
توقف عن يمين العرش، ويلقي الله عليها الذل يومئذ. فيوحي إليها: ما هذا الذل ؟ فتقول:
يا رب ، أخاف أن يكون لك في نقمة. فيوحي الله
إليها: إنما خلقتك نقمة وليس لي فيك نقمة، فتزفر زفرة لا تبقى دمعة في عين إلا جرت.
قال: ثم تزفر أخرى فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا صعق، إلا نبيكم نبي الرحمة صلى
الله عليه وسلم، يقول: يا رب أمتي أمتي " .اهـ وهذا قوي عن أبي هريرة رضي
الله عنه.
9/
قول قتادة " أو ما بينهما " يعني السد، وقد ذكر ابن أبي حاتم في تفسيره
12986 عن عكرمة فِي قَوْلِهِ: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ) قَالَ:
جَعَلَهُ طَرِيقاً كَمَا كَانَ.اهـ وسياق القرآن يدل على أن المراد السد. والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق