الاثنين، 8 يناير 2018

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ الكَهْفِ [ 81 - 90 ]

سورة الكهف [ 81 - 90 ]








[سورة الكهف]









قوله تعالى ( فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا )(1)

2746 - قال الطبري " 18/87 ":
حَدَّثَنَا القَاسِم، قَالَ: ثَنَا الحُسَيْن، قَالَ: ثَنَا أَبُو سُفْيَان، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة، أَنَّهُ ذَكَرَ الغُلاَمَ الَّذِي قَتَلَهُ الخَضِر، فَقَالَ: قَدْ فَرِحَ بِهِ أَبَوَاهُ حِينَ وُلِدَ وَحَزِنَا عَلَيْهِ حِينَ قُتِلَ، وَلَوْ بَقِيَ كَانَ فِيهِ هَلاَكُهُمَا، فَلْيَرْضَ امْرُؤٌ بِقَضَاءِ اللهِ، فَإِنَّ قَضَاءَ اللهِ لِلْمُؤْمِنِ فِيمَا يَكْرَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ قَضَائِهِ فِيمَا يُحِبُّ.(2)







قوله تعالى ( خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا )

2747 - قال عبد الرزاق " 1699 ":
وَقَالَ مَعْمَرٌ ، وَقَالَ قَتَادَةُ:  (وَأَقْرَبَ رُحْمًا) أَبَّرَّ بِوَالِدَيْهِ.

2748 - وقال الطبري " 18/87 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (وَأَقْرَبَ رُحْمًا)، أَيْ أَقْرَبَ خَيْرًا.







قوله تعالى ( وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ(3) وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ(4) لَّهُمَا )

2749 - قال يحيى بن سلام " 1/200 ":
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: مَالٌ، فَلا يَقُولَنَّ رَجُلٌ: مَا شَأْنُ الْكَنْزِ(5) أُحِلَّ لِمَنْ قَبْلَنَا وَحُرِّمَ عَلَيْنَا، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِلُّ مِنْ أَمْرِهِ مَا شَاءَ لأُمَّةٍ وَيُحَرِّمُ مَا يَشَاءُ عَلَى أُمَّةٍ.

2750 - وقال الطبري " 18/90 ":
حَدَّثَنَا الحَسَن بن يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزّاق، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة (وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا) قَالَ: مَالٌ لَهُمَا، قَالَ قَتَادَة: أُحِلَّ الكَنْزُ لِمَنْ كَانَ قَبْلَنَا، وَحُرِّمَ عَلَيْنَا، فَإِنَّ اللهَ يُحِلُّ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ، وَيُحَرِّمُ، وَهِيَ السُّنَنُ وَالفَرَائِضُ، وَيُحِلُّ لِأُمَّةٍ، وَيُحَرِّمُ عَلَى أُخْرَى، لَكِنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ مَضَى إِلاَّ الإِخْلاَصَ وَالتَّوْحِيدَ لَهُ.

2751 - وقال عبد الرزاق " 1700 ":
أرنا مَعْمَرٌ ، قَالَ: قَتَادَةَ، «أُحِلَّ الْكَنْزُ لِمَنْ كَانَ قَبْلَنَا وَحُرِّمَ عَلَيْنَا، وَحُرِّمَتِ الْغَنِيمَةُ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَنَا وَأُحِلَّتْ لَنَا».






قوله تعالى ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا(6) فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا )

2752 - قال الطبري " 18/91 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي) : كَانَ عَبْدًا مَأْمُورًا، فَمَضَى لِأَمْرِ اللهِ.







قوله تعالى ( وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ(7) قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا )

2753 - قال يحيى بن سلام " 1/1201 ":
سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتِ الْيَهُودُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف: 83] يَعْنِي خَبَرًا.







قوله تعالى ( إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ(8) وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا )

2754 - قال الطبري " 18/94 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: ثَنَا يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ (وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) أَيْ عِلْمًا.







قوله تعالى ( فَأَتْبَعَ سَبَبًا )(9)

2755 - قال عبد الرزاق " 1701 ":
أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} [الكهف: 85] ، قَالَ: «مَنَازِلُ الْأَرْضِ».

2756 - وقال الطبري " 18/95 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (فَاتَّبَعَ سَبَبًا) : اتَّبَعَ مَنَازِلَ الأَرْضِ وَمَعَالِمَهَا.







قوله تعالى ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ(10) )

2757 - قال الطبري " 18/96 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) وَالحَمئَةُ: الحَمأَةُ السَّوْدَاءُ.








قوله تعالى ( وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا(11) 86 قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ(12) فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا 87 وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا(13) )

2758 - قال عبد الرزاق " 1715 ":
أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ} [الكهف: 87] ، قَالَ: «هُوَ الْقَتْلُ».







قوله تعالى ( ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا )

2759 - قال الطبري " 18/99 ":
حَدَّثَنَا بِشْر، قَالَ: يَزِيد، قَالَ: ثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا) مَنَازِل الأَرْض.






قوله تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا)

2760 - قال عبد الرزاق " 1716 ":
أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا} [الكهف: 90] ، فَقَالَ: «إِنَّهُمُ الزِّنْجُ».

2761 - وقال يحيى بن سلام " 1/203 ":
سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهْمُ كَانُوا فِي مَكَانٍ لا يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِمُ الْبِنَاءُ وَأَنَّهُمْ يَكُونُونَ فِي أَسْرَابٍ لَهُمْ حَتَّى إِذَا زَالَتْ عَنْهُمُ الشَّمْسُ خَرَجُوا فِي مَعَائِشِهِمْ وَحُرُوثِهِمْ.(14)



[يتبع بإذن الله]
___________
1/ قال الطبري في تفسيره 18/86: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، قال: قال ابن جريج، أخبرني سليمان بن أميَّة أنه سمع يعقوب بن عاصم يقول: أُبدِلا مكان الغلام جارية. قال ابن جريج: وأخبرني عبد الله بن عثمان بن خُثيم، أنه سمع سعيد بن جبير يقول: أبدلا مكان الغلام جارية. اهـ
2/ يقول ربنا تبارك وتعالى (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) - [البقرة 216]. وكان عمر بن عبد العزيز يقول في دعائه: " اللَّهُمَّ رَضِّنِي بِقَضَائِكَ وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ، حَتَّى لاَ أُحِبَّ تَعْجِيلَ شَيْءٍ أَخَّرْتَهُ وَلاَ تَأْخِيرَ شَيْءٍ عَجَّلْتَهُ ". [الرضا عن الله لابن أبي الدنيا]. وقال الوليد بن عمرو: " بَلَغَنِي أَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ: ابْنَ آدَمَ، حَرِّكْ يَدَيْكَ أَفْتَحْ لَكَ بَابًا مِنَ الرِّزْقِ، وَأَطِعْنِي فِيمَا أَمَرْتُكَ؛ فَمَا أَعْلَمَنِي بِمَا يُصْلِحُكَ ". [زوائد الزهد لأحمد ٤٣٣].اهـ 
3/ قال السدي: .. كَانَ أهلها لئامًا. [تفسير ابن أبي حاتم 12912].اهـ
4/ قال مجاهد في قوله تعالى (وَكَانَ تَحْتَهُ كَنز لَهُمَا) : صحف من علم.اهـ [تفسير عبد الرزاق 1703].اهـ وقال سعيد بن جبير: كان كنز علم.اهـ [تفسير الطبري 18/88 ].اهـ وقال عكرمة: مال [تفسير يحيى بن سلام 1/200].اهـ وقيل: لوح من ذهب مكتوب فيه علم.
5/ الكنز إما أن يكون من دفين أهل الإسلام أو عليه علامة الإسلام فهو لُقطة تعرف، وإن كان من دفين أهل الكفر أو عليه علامة أهل الكفر فهو ركاز وفيه الخمس لقول النبي صلى الله عليه وسلم "وفي الركاز الخمس" متفق عليه. قال يحيى بن آدم في الخراج ٧٦ : سَأَلْتُ حَسَنَ بْنَ صَالِحٍ، عَنِ الرِّكَازِ، فَقَالَ: " هُوَ الْكَنْزُ الْعَادِيُّ، مَا كَانَ مِنْ ضَرْبِ الْأَعَاجِمِ، وَفِيهِ الْخُمُسُ ". وقال أيضا ٧٧ : قَالَ الْحَسَنُ: " مَا كَانَ مِنْ ضَرْبِ الْإِسْلَامِ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الضَّالَّةِ وَاللُّقَطَةِ، إِنْ وُجِدَ مَنْ يُعَرِّفُهَا، وَإِلَّا تُصُدِّقَ بِهَا ".اهـ وقال عبد الله بن أحمد في العلل ٥٩٢٧: سَمِعت أَبِي يَقُول: الْكَنْز العادي مَا كَانَ من ضرب الأكاسرة، وَمَا كَانَ من ضرب الْإِسْلَام فَهُوَ لُقطَة تعرف.اهـ وقال ابن قدامة في المغني بعد أن ذكر الحالتين : " وإن كان على بعضه علامة الإسلام وعلى بعضه علامة الكفر، فكذلك نص عليه أحمد في رواية ابن المنصور، لأن الظاهر أنه صار إلى مسلم، ولم يعلم زواله عن ملك المسلمين فأشبه ما على جميعه علامة المسلمين. اهـ  وكان السلف يقولون في الكنز إذا أخرجت زكاته انتفى عنه اسم الكنز.
6/ قال ابن عباس رضي الله عنه في قولِه تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}، قال: حفظا بصلاح أبيهما، لم يذكر منهما صلاحا.[تفسير سعيد بن منصور 1353]. وقال سعيد بن جبير فِي قَوْلِهِ: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) قَالَ: كَانَ يؤدي الأمانات والودائع إِلَى أهلها. [تفسير ابن أبي حاتم 7/2375].اهـ يقول أحمد في الزهد ٣٠٤ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ: " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: طُوبَى لِلْمُؤْمِنِ، ثُمَّ طُوبَى لَهُ، كَيْفَ يَحْفَظُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهُ مِنْ بَعْدِهِ ".اهـ وقيل أنه كان جدا لهما وفيه تسمية الجد بالأب.
7/ قال يحيى بن سلام المغربي في تفسيره 1/207: سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ أَنَّ عَلِيًّا سُئِلَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ مَلِكًا وَلا نَبِيًّا، وَلَكِنَّهُ كَانَ عَبْدًا صَالِحًا نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ، دَعَا قَوْمَهُ إِلَى الإِيمَانِ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، فَضَرُبوُه عَلَى قَرْنِهِ فَقَتَلُوهُ. فَأَحْيَاهُ اللَّهُ، ثُمَّ دَعَا قَوْمَهُ أَيْضًا فَضَرَبُوهُ عَلَى قَرْنِهِ فَقَتَلُوهُ. فَأَحْيَاهُ اللَّهُ فَسُمِّي ذَا الْقَرْنَيْنِ.اهـ وقال الطبري في تفسيره 18/93: حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن القاسم بن أبى بزة، عن أبي الطفيل، قال: سمعت عليا وسألوه عن ذي القرنين أنبيا كان؟ قال: كان عبدا صالحا، أحبّ الله، فأحبه الله، وناصح الله فنصحه، فبعثه الله إلى قومه، فضربوه ضربتين في رأسه، فسمي ذا القرنين، وفيكم اليوم مثله.اهـ
8/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/201 : بَلَغَنَا أَنَّهُ مَلَكَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا.اهـ
9/ قال مجاهد: في قوله: (سَبَبا) قال: منزلا وطريقا ما بين المشرق والمغرب.[تفسير الطبري 18/95].اهـ
10/ هذا قول ترجمان القرآن ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد وهو قول كعب الموجود في التوراة. يقول ابن أبي حاتم في تفسيره 12954: حَدَّثَنَا حجاج بن حمزة، حَدَّثَنَا مُحَمَّدء يَعْنِي ابن بشرء حَدَّثَنَا عمرو بن ميمون، أنبأنا ابن حاضر، إِنَّ ابْنِ عَبَّاسٍ ذكر لَهُ إِنَّ مَعَاوِية بن أبي سفيان قرأ الأية التي في سورة الكهف: تغرب في عين حامية، قَالَ ابن عباس: فقلت لمعاوية: مَا نقرؤها إلا حَمِئَةٍ، فسأل مَعَاوِية عَبْد الله بن عمرو: كيف تقرؤها؟ فقال عَبْد الله: كما قرأتها. قَالَ ابن عباس: فقلت لمعاوية: في بيتي نزل القرآن. فأرسل إِلَى كَعْبٍ فقال لَهُ: أين تجد الشمس تغرب في التوراة؟ فقال لَهُ كَعْبٍ: سل أَهْل العربية، فإنهم أعلم بها. وأما أنا فإني أجد الشمس تغرب في التوراة في ماء وطين وأشار بيده إِلَى المغرب، قَالَ ابن حاضر: لو أني عندكما أفدتك بكلام تزداد فيه بصيرة في حَمِئَةٍ. قال ابن عباس: وإذا ما هو؟ قلت: فيما يؤثر مِنْ قول تبع، فيما ذكر به ذا القرنين، في تخلقه بالعلم وإتباعه إياه: بلغ المشارق والمغارب يبتغي ... أسباب أمر مِنْ حكيم مرشد. فرأى مغيب الشمس عند غروبها ... في عين ذي خلب وثأط حرمد.اهـ  وجاء في تفسير سعيد بن منصور 1356 : "بلغ المشارق والمغارب يبتغي [قال: ونحن نقول: "نبتغي".] أسباب أمر من حكيم مرشد [قال: "فوجد"، ونحن نقول:] فرأى مغار الشمس عند غروبها في عين ذي خلب وثأط حرمد. فقلت: وما الخلب؟ قال: الطين بكلامهم. قلت: فما الثأط؟ قال: الحمأ. قلت: فما الحرمد؟ قال: الأسود ".اهـ وقال عبد الرزاق في تفسيره 1714 : أَخْبَرَنِي ابْنُ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ قَرَأَ: (فِي عَيْنٍ حَامِيَةٍ) ، وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ حَمِئَةٍ وَسُئِلَ عَنْهَا ابْنُ عُمَرَ فَقَالَ: (حَامِيَةٍ) فَسَأَلَ عَنْهَا كَعْبًا ، فَقَالَ: «إِنَّهَا تَغْرُبُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ» ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِنَّا نَحْنُ أَعْلَمُ».اهـ وقال سعيد بن منصور في تفسيره 1358: حدَّثنا سفيانُ، عن عمرو، عن عطاء، عن ابن عَبَّاس، قال: خالفت عمرو بن العاص عند معاوية في: {حَمِئَةٍ}، و {حَامِيَةٍ}، فقال عمرو: {حَامِيَةٍ}، فسألنا كعبا، فقال: إنها في كتاب الله المنزل: "تغرب في طينة سوداء".اهـ وقال الطبري في تفسيره 18/97: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن ورقاء، قال: سمعت سعيد بن جبير، قال: كان ابن عباس يقرأ هذا الحرف (فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) ويقول: حمأة سوداء تغرب فيها الشمس. اهـ  وقال كعب: " مَا سمعت أحدًا يقرؤها كما في كتاب الله غير ابن عباس، فإنا نجدها في التوراة «تغرب في حمئة سوداء» ". [تفسير ابن أبي حاتم 12949].اهـ يقول الطبري معلقا في تفسيره: " وذلك أنه جائز أن تكون الشمس تغرب في عين حارّة ذات حمأة وطين، فيكون القارئ في عين حامية بصفتها التي هي لها، وهي الحرارة، ويكون القارئ في عين حمئة واصفها بصفتها التي هي بها وهي أنها ذات حمأة وطين. وقد رُوي بكلا صيغتيها اللتين إنهما من صفتيها أخبار".اهـ يقول سعيد بن منصور في تفسيره 1359: حدَّثنا مهدي بن ميمون، عن شعيب بن الحبحاب، عن أبي العالية، قال: بلغني أن الشمس تغرب في عين، تقذفها العين إلى المشرق.اهـ وهذا صحيح عن أبي العلية وهو تابعي كبير مخضرم شيوخه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
11/ قال يحيى بن سلام في تفسيره 1/202: قَالَ الْحَسَنُ: يَعْنِي الْقَتْلَ. وَذَلِكَ حُكْمُ اللَّهِ فِيمَنْ أَظْهَرَ الشِّرْكَ إِلا مَنْ حُكِمَ عَلَيْهِ بِالْجِزْيَةِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِذَا لَمْ يُسْلِمْ وَأَقَرَّ بِالْجِزْيَةِ، وَمَنْ تُقْبَلُ مِنْهُ الْجِزْيَةُ الْيَوْمَ. {وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} [الكهف: 86] يَعْنِي الْعَفْوَ.اهـ
12/ قال الضحاك فِي قَوْلِهِ: (قَالَ أَمَّا مِنْ ظَلَمَ) قَالَ: مَنْ أَشْرَكَ. [تفسير ابن أبي حاتم 12955].اهـ
13/ قال مجاهد {فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى} [الكهف: 88] قَالَ: هِيَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ.اهـ وفي قوله {مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} [الكهف: 88]، قال: مَعْرُوفًا. [تفسير يحيى بن سلام 1/202.203].اهـ
14/ قال ابن جريج: "  لم يبنوا فيها بناء قط، ولم يُبْنَ عليهم فيها بناء قط، وكانوا إذا طلعت عليهم الشمس دخلوا أسرابا لهم حتى تزول الشمس، أو دخلوا البحر، وذلك أن أرضهم ليس فيها جبل، وجاءهم جيش مرّة، فقال لهم أهلها: لا تطلعن عليكم الشمس وأنتم بها، فقالوا: لا نبرح حتى تطلع الشمس، ما هذه العظام؟ قالوا: هذه جيف جيش طلعت عليهم الشمس ها هنا فماتوا، قال: فذهبوا هاربين في الأرض ".اهـ [تفسير الطبري 18/100].اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق