السبت، 27 يناير 2018

الصَّلاَةُ أَمَانُ أَهْلِ الأَرْضِ مِنَ العَذَابِ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،



يقول الله جل وعلا ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ 33 )


أما نبي الله فقد مضى عليه الصلاة والسلام، وما بقي إلا الإستغفار


وكان بعض السلف يفسر الإستغفار هنا بالصلاة

وهي استغفار عملي



يقول الطبري في تفسيره
16014 : حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال، حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن منصور، عن مجاهد في قول الله: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"، قال: يصلون.

16015 : حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم"، يعني: أهل مكة. يقول: لم أكن لأعذبكم وفيكم محمد. ثم قال: "وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"، يعني: يؤمنون ويصلون.





وقال سبحانه وتعالى ( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ 74 )


قال الطبري في تفسيره
18342 : حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا الحماني، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال الْمَلَكُ لإبراهيم: إن كان فيها خمسة يصلون رُفع عنهم العذاب.

18343 : حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (يجادلنا في قوم لوط)، ذكر لنا أن مجادلته إياهم أنه قال لهم: أرأيتم إن كان فيها خمسون من المؤمنين أمعذبوها أنتم؟ قالوا: لا! حتى صار ذلك إلى عشرة قال، أرأيتم إن كان فيها عشرة أمعذبوهم أنتم؟ قالوا: لا! وهي ثلاث قرى فيها ما شاء الله من الكثرة والعدد.



قال معمر: بلغنا أنه كان في قرية لوط أربعة آلاف ألف إنسان، أو ما شاء الله من ذلك. [تفسير الطبري]



قال الله تعالى ( فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ 36)

يعني لوطا وابنتيه. نسأل الله السلامة والعافية


وكان السلف يعدون ترك الصلاة الفيصل بين الكفر والإيمان

يقول ابن بطة في " الإبانة 877 ":
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ: نا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَقُولُونَ: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ أَنْ يُشْرِكَ فَيَكْفُرَ أَنْ يَدَعَ الصَّلَاةَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ».


و قال اللالكائي في " السنة 1249 ":
أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : ثنا أَبِي ، قَالَ : ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : ثنا أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : ثنا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا كَانَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالإِيمَانِ عِنْدَكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : " الصَّلاةُ " .اهـ



وكان أيوب السختياني يقول :
" تَرْكُ الصَّلاةِ كُفْرٌ ، لا يُخْتَلَفُ فِيهِ " . [تعظيم قدر الصلاة للمروزي 862].




يقول قتادة بن دعامة السدوسي: 
" ذُكِرَ لَنَا أَنَّ دَانْيَالَ نَعَتَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُصَلُّونَ صَلَاةً لَوْ صَلَّاهَا قَوْمُ نُوحٍ مَا غَرِقُوا ، أَوْ عَادٌ مَا أُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الرِّيحُ الْعَقِيمُ ، أَوْ ثَمُودُ مَا أَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ ، فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فَإِنَّهَا خُلُقٌ لِلْمُؤْمِنِينَ حَسَنٌ ". [تفسير الطبري].اهـ


هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق