الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله وبعد،
يقول الله جل
وعلا ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ
مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ 33 )
أما نبي الله
فقد مضى عليه الصلاة والسلام، وما بقي إلا الإستغفار
وكان بعض السلف
يفسر الإستغفار هنا بالصلاة
وهي استغفار عملي
يقول الطبري في
تفسيره
16014
: حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال، حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن منصور،
عن مجاهد في قول الله: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم
يستغفرون"، قال: يصلون.
16015
: حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت
الضحاك بن مزاحم يقول في قوله: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم"، يعني:
أهل مكة. يقول: لم أكن لأعذبكم وفيكم محمد. ثم قال: "وما كان الله معذبهم وهم
يستغفرون"، يعني: يؤمنون ويصلون.
وقال سبحانه وتعالى
( فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا
فِي قَوْمِ لُوطٍ 74 )
قال الطبري في
تفسيره
18342 : حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا الحماني، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس قال: قال الْمَلَكُ لإبراهيم: إن كان فيها خمسة يصلون رُفع عنهم العذاب.
18343 : حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (يجادلنا في قوم لوط)،
ذكر لنا أن مجادلته إياهم أنه قال لهم: أرأيتم إن كان فيها خمسون من المؤمنين أمعذبوها
أنتم؟ قالوا: لا! حتى صار ذلك إلى عشرة قال، أرأيتم إن كان فيها عشرة أمعذبوهم أنتم؟
قالوا: لا! وهي ثلاث قرى فيها ما شاء الله من الكثرة والعدد.
قال معمر: بلغنا
أنه كان في قرية لوط أربعة آلاف ألف إنسان، أو ما شاء الله من ذلك. [تفسير الطبري]
قال الله تعالى
( فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ 36)
يعني لوطا وابنتيه. نسأل الله السلامة
والعافية
وكان السلف يعدون ترك الصلاة الفيصل بين الكفر والإيمان
يقول ابن بطة في " الإبانة 877 ":
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ: نا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَقُولُونَ: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ أَنْ يُشْرِكَ فَيَكْفُرَ أَنْ يَدَعَ الصَّلَاةَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ».
و قال اللالكائي في " السنة 1249 ":
أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : ثنا أَبِي ، قَالَ : ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : ثنا أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : ثنا أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا كَانَ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْكُفْرِ وَالإِيمَانِ عِنْدَكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : " الصَّلاةُ " .اهـ
وكان أيوب السختياني يقول :
" تَرْكُ الصَّلاةِ كُفْرٌ ، لا يُخْتَلَفُ فِيهِ " . [تعظيم قدر الصلاة للمروزي 862].
يقول قتادة بن دعامة السدوسي:
" ذُكِرَ لَنَا أَنَّ دَانْيَالَ نَعَتَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يُصَلُّونَ صَلَاةً لَوْ صَلَّاهَا قَوْمُ نُوحٍ مَا غَرِقُوا ، أَوْ عَادٌ مَا أُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الرِّيحُ الْعَقِيمُ ، أَوْ ثَمُودُ مَا أَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ ، فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فَإِنَّهَا خُلُقٌ لِلْمُؤْمِنِينَ حَسَنٌ ". [تفسير الطبري].اهـ
هذا وصل اللهم
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق