الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
يقول عبد الرزاق
في مصنفه :
٩١٧٦
: قَالَ مَعْمَرٌ: «وَبَلَغَنِي عَنْ بَعْضِهِمْ
أَنَّ الْكَعْبَةَ تُهْدَمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، تُرْفَعُ فِي الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ،
فَاسْتَمْتِعُوا مِنْهَا».
٩١٧٨
: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ،
أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: «اسْتَكْثِرُوا مِنْ هَذَا الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ
قَبْلَ أَنْ يُحَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ، فَإِنِّي بِهِ أَصْمَعَ أَصْعَلَ يَعْلُوهَا
يَهْدِمُهَا بِمِسْحَاتِهِ».
٩١٧٩
: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ الْأَحْوَلَ يُحَدِّثُ، عَنْ مُجَاهِدٍ،
وَغَيْرِهِ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ
إِلَيْهِ أُصَيْلَعَ أُفَيْدَعَ، قَدْ عَلَاهَا بِمِسْحَاتِهِ»،
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ
وَسَمِعْتُ غَيْرَهُ مِنْ أَشْيَاخِهِ، وَأَهْلِ الْبَلَدِ: «أَنَّ الْحَبَشَةَ مُخَرِّبُوهَا».
٩١٨٠
: عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلَعَ، أُفَيْدَعَ،
قَائِمًا عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ».
٩١٨٥
: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ:
«فِي الْكَعْبَةِ تَهْدِمُونَهَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ تُرْفَعُ
فِي الرَّابِعَةِ فَاسْتَمْتِعُوا مِنْهَا».اهـ
وقد هدمت الكعبة
3 مرات
- الأولى: قبل
مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قامت قريش بهدم الكعبة وإعادة بنائها.
- الثانية: عبد
الله بن الزبير رضي الله عنه، بعدما وقع بينه وبين الحُصين بن نمير وكان قد رمى الكعبة بالمنجنيق، وكان قد سمع في ذلك خالته عائشة أم المؤمنين تذكر همّ النبي صلى الله عليه وسلم في إعادة بنائها، واستخار الله في ذلك ثلاث مرات رضي الله عنه.
قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ في مصنفه ٩١٨٢ : عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
«لَمَّا أَرَادَ ابْنُ الزُّبَيْرِ هَدْمَهَا هَرَبْنَا مِنْ مَكَّةَ فَلَبِثْنَا ثَلَاثًا،
وَنَحْنُ نَخَافُ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْنَا الْعَذَابُ».
- الثالثة: الحجاج
الثقفي.
قال ابن جرير
الطبري :
وفي هذه السنة
هدم ابن الزبير الكعبة، وذلك لأنه مال جدارها من رمي المنجنيق فهدم الجدار حتى وصل
إلى أساس إبراهيم، وكان الناس يطوفون ويصلون من وراء ذلك، وجعل الحجر الاسود في تابوت
في سرق من حرير، وادخر ما كان في الكعبة من حلي وثياب وطيب، عند الخزان حتى أعاد ابن
الزبير بناءها على ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يبنيها عليه من الشكل،
وذلك كما ثبت في الصحيحين وغيرهما من المسانيد والسنن، من طرق عن عائشة أم المؤمنين
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لولا حدثان قومك بكفر لنقضت الكعبة ولادخلت
فيها الحجر، فإن قومك قصرت بهم النفقة، ولجعلت لها بابا شرقيا وبابا غربيا، يدخل الناس
من أحدهما ويخرجون من الآخر، ولالصقت
بابها بالارض فإن قومك رفعوا بابها ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا ". فبناها ابن الزبير
على ذلك كما أخبرته به خالته عائشة أم المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجزاه
الله خيرا.
ثم لما غلبه الحجاج
بن يوسف في سنة ثلاث وسبعين كما سيأتي، هدم الحائط الشمالي وأخرج الحجر كما كان أولا،
وأدخل الحجارة التي هدمها في جوف الكعبة فرصها فيه، فارتفع الباب وسد الغربي، وتلك
آثاره إلى الآن، وذلك بأمر عبد الملك بن مروان في ذلك، ولم يكن بلغه الحديث، فلما بلغه
الحديث قال: وددنا أنا تركناه وما تولى من ذلك.
وقد همّ ابن المنصور
المهدي أن يعيدها على ما بناها ابن الزبير، واستشار الامام مالك بن أنس في ذلك، فقال:
إني أكره أن يتخذها الملوك لعبة، - يعني يتلاعبون في بنائها بحسب آرائهم - فهذا يرى
رأي ابن الزبير، وهذا يرى رأي عبد الملك بن مروان، وهذا يرى رأيا آخر والله سبحانه
وتعالى أعلم . اهـ
والرابعة يهدمها
الأصلع الحبشي.
ويرفع حينها الحجر
الأسود وقد نزل من الجنة أوّل ما نزل أبيض .
فاللهم نسألك
الحج قبل أن يُحال بيننا وبينه.
هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق