الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
فهذا تفسير
لسورتي البقرة وآل عمران، مستل من تفسير الحافظ أبي الخطاب قتادة بن دعامة السدوسي،
نفعني الله
وإياكم به.
يقول مسلم في
صحيحه ١٣٣٨ :
حَدَّثَنَا
إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ
النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ الْكِلَابِيَّ يَقُولُا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ
وَآلُ عِمْرَانَ، وَضَرَبَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَمْثَالٍ مَا نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ قَالَ :
كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ
أَوْ ظُلَّتَانِ سَوْدَاوَانِ بَيْنَهُمَا
شَرْقٌ
أَوْ كَأَنَّهُمَا حِزْقَانِ مِنْ طَيْرٍ
صَوَافَّ
تُحَاجَّانِ
عَنْ صَاحِبِهِمَا.
وقال مسلم
أيضا ١٣٣٧ :
حَدَّثَنِي
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ وَهُوَ
الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ عَنْ
زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلَّامٍ يَقُولُ حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا
لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ
فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أَوْ
كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ
تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا. اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا
بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ.
قَالَ
مُعَاوِيَةُ بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ .اهـ
والزهراوين
بمعنى المضيئين المشرقين
يقول ابن وهب
في "تفسيره 6 ":
وَأَخْبَرَنِي
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُمَامَةَ
الْبَاهِلِيَّ قَالَ:
إِنَّ أَخًا
لَكُمْ أُرِيَ فِي الْمَنَامِ أَنَّ النَّاسَ يَسْلُكُونَ فِي صَدْعِ جَبَلٍ
وَفَرْعٍ طَوِيلٍ، وَعَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ شَجَرَتَانِ خَضْرَوَانِ إِحْدَاهُمَا
أَطْوَلُ مِنَ الأُخْرَى تَهْتِفَانِ:
"
أَفِيكُمْ أحدٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ،
أَفِيكُمْ
أحدٌ يَقْرَأُ سُورَةَ آلِ عِمْرَانَ "؛
فَإِذَا
قَالَ أَحَدٌ: نَعَمْ،
تَدَانَتَا
إِلَيْهِ بِأَعْذَاقِهِمَا حَتَّى يَتَعَلَّقَ فَتَخْطِرَا بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ.اهـ
أبو يحيى هو سليم بن عامر الكلاعي.
وهذا فضل
عظيم، وبالله التوفيق.
تَفْسِيرُ الزَّهْرَاوَيْن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق