الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،
فإن أهل الكتاب كتموا نبينا عليه الصلاة والسلام، ولا يزالون يكتمونه والله يقول ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
وقد وقفت عل نص في سفر إشعياء فتعجبت منهم !
جاء في سفر إشعياء 42
1 «هُوَ ذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ،
مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ
الْحَقَّ لِلأُمَمِ.
2 لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ
فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ.
3 قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ،
وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ.
4 لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى
يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ، وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ».
5 هكَذَا يَقُولُ اللهُ الرَّبُّ، خَالِقُ
السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا، بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا، مُعْطِي الشَّعْبِ
عَلَيْهَا نَسَمَةً، وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحًا
6 أَنَا الرَّبَّ قَدْ دَعَوْتُكَ
بِالْبِرِّ، فَأُمْسِكُ بِيَدِكَ وَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ
وَنُورًا لِلأُمَمِ،
7 لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ
مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي
الظُّلْمَةِ.
8 «أَنَا الرَّبُّ هذَا اسْمِي، وَمَجْدِي
لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، وَلاَ تَسْبِيحِي لِلْمَنْحُوتَاتِ.
هذا العبد دعوته عامة وليست خاصة، فيستحيل أن يكون عيسى عليه السلام، فقد بعث إلى بني
إسرائيل خاصة
جاء في إنجيل متى :
"
لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ".اهـ
وهذا في القرآن في آل عمران
( قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ
وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ
إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَىٰ
بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ)
والصفات المذكورة هي صفة النبي صلى الله عليه وسلم
فعن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما :
" أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي
الْقُرْآنِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا
وَنَذِيرًا } قَالَ فِي التَّوْرَاةِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا
أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي
وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا
سَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ وَلَكِنْ
يَعْفُو وَيَصْفَحُ وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ
الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَفْتَحَ بِهَا أَعْيُنًا
عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا ". [البخاري ٤٤٦١].اهـ
وعند أحمد ٦٣٣٣، قال عطاء بن يسار :
" لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِي فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ
لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِصِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ { يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا } وَحِرْزًا
لِلْأُمِّيِّينَ وَأَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ لَسْتَ
بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ بِالْأَسْوَاقِ قَالَ يُونُسُ وَلَا
صَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ وَلَكِنْ
يَعْفُو وَيَغْفِرُ وَلَنْ يَقْبِضَهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ
الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَيَفْتَحَ بِهَا
أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا.
قَالَ عَطَاءٌ : لَقِيتُ كَعْبًا فَسَأَلْتُهُ فَمَا
اخْتَلَفَا فِي حَرْفٍ إِلَّا أَنَّ كَعْبًا يَقُولُ بِلُغَتِهِ أَعْيُنًا
عُمُومَى وَآذَانًا صُمُومَى وَقُلُوبًا غُلُوفَى ..".
وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أيضا نفس الوصف وكان
من أحبار اليهود
وقال كعب :
" نَجِدُهُ مَكْتُوبًا: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا فَظٌّ وَلَا غَلِيظٌ وَلَا صَخَّابٌ بِالْأَسْوَاقِ وَلَا
يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ وَأُمَّتُهُ
الْحَمَّادُونَ يُكَبِّرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى كُلِّ نَجْدٍ
وَيَحْمَدُونَهُ فِي كُلِّ مَنْزِلَةٍ وَيَتَأَزَّرُونَ عَلَى أَنْصَافِهِمْ
وَيَتَوَضَّئُونَ عَلَى أَطْرَافِهِمْ مُنَادِيهِمْ يُنَادِي فِي جَوِّ السَّمَاءِ
صَفُّهُمْ فِي الْقِتَالِ وَصَفُّهُمْ فِي الصَّلَاةِ سَوَاءٌ لَهُمْ بِاللَّيْلِ
دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ وَمَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ وَمُهَاجِرُهُ بِطَابَةَ
وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ ".[مسند الدارمي ٥].اهـ
وقد ينتهي بهم العناد إلى إنكار هذا، فيقال لهم نواصل
القراءة في سفر إشعياء :
9 هُوَ ذَا الأَوَّلِيَّاتُ قَدْ أَتَتْ،
وَالْحَدِيثَاتُ أَنَا مُخْبِرٌ بِهَا. قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ أُعْلِمُكُمْ بِهَا».
10 غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً،
تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ
وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا،
11 لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا
صَوْتَهَا، الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ
سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا.
12 لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْدًا وَيُخْبِرُوا
بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ.اهـ
وهذا مفحم لهم،
فإن قيدار من ولد إسماعيل عليه السلام وهم يعلمون هذا جيدا
جاء في سفر التكوين :
" وهذه أسماء بني إسماعيل بأسمائهم حسب
مواليدهم : نبايوت بكر إسماعيل وقيدار وأدبائيل ومبسام ".اهـ
وجاء في قاموس الكتاب المقدس / دائرة المعارف المسيحية :
" اسم سامي معناه "قدير" أو
"أسود" أو "داكن البشرة" وهو اسم الابن الثاني من أبناء
اسماعيل بن إبراهيم (تك 25: 13؛ 1 أخ
29:1). وهو أب لأشهر قبائل العرب وتسمى بلادهم أيضًا قيدار (اش 21: 16 وار 49:
28). وكانوا في الغالب رعاة متبدين يعيشون في خيام سود وهم البدو (خيام قيدار tents of Kedar أو tents of Qedar نش 1: 5) إلا أن بعضهم كانوا متمدنين يسكون المدن
وهم الحضر (اش 42: 11). وكانوا أصحاب مواشي كثيرة وهم بارعون في الحرب ولاسيما في
الرمي بالقوس وكان يحاربهم الآشوريون.. ".اهـ
والديار التي سكنها قيدار هي مكة، ومن ذريته عدنان، والنبي صلى الله عليه وسلم من ولد عدنان بإجماع النساب
جاء
في " عمود النسب " :
النسب الذي عليه اتفقا ...كل الورى إذ بالنبي أشرقا
أحمد عبدالله عبد المطلب...وهاشم عبد مناف المنتخب
ابن قصي بن كلاب مرة...كعب لؤي غالب الغرة
فهر بن مالك ونضر ذو السكة...كنانة خزيمة فمدركة
إلياسها مضرها نزار...معد عدنان انتهى الخيار.اهـ
وقوله " لتترنم سكان سالع "، هذا جبل سالع بالمدينة،
وذكر مسكن قيدار ثم جبل سالع والله أعلم كناية عن هجرته
عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة
فهذا النص صريح في أن العبد المذكور هو نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم القائل :
" وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ
يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ
بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ". [مسلم ٢١٨]. اهـ
هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق