الاثنين، 29 أبريل 2019

باب في قوله تعالى ( وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،




يقول الله تبارك وتعالى {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى}


والتبرج بمعنى الظهور 

ومن ذلك قوله تعالى ( والسماء ذات البروج ) أي النجوم الكبيرة الظاهرة، 

وهذا المعنى، عامة من يتكلم في الباب يغفل عنه. 



يقول البغوي في تفسيره: 
" قوله عز وجل: {ولقد جعلنا في السماء بروجا}، والبروج: هي النجوم الكبار، مأخوذة من الظهور، 
يقال: تبرجت المرأة أي: ظهرت ". اهـ



وقال مجاهد بن جبر : 
 «كانت المرأة تتمشى بين الرجال فذلك تبرج الجاهلية».
 [تفسير عبد الرزاق ٢٣٤٠ ]




ويطلق أيضا على الرجال ! 

كما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما فيما صنع إبليس بأهل السهل والجبل، قال :

"  فتتبرج الرجال للنساء، ويتزين النساء للرجال .. ".
[ تفسير الطبري 20/260 ]




ولهذا قال الله قبل ذلك {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}


وإن كان هذا الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم أصالة فهو لنساء المؤمنين عامة



يقول ابن أبي الدنيا في إصلاح المال 203 :
حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: 
قالت امرأة عبد الله بن مسعود: اكسني جلبابا. 
قال: كفاك الجلباب الذي جلببك الله عز وجل: بيتك.


وهذا صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه، وكان يقول :
" أقرب ما تكون من ربها إذا كانت في قعر بيتها "



بل كان السلف يتواصون بينهم بلزوم البيت ويقولون :
" نعم صومعة الرجل بيته يكف فيها لسانه وبصره .. "



حتى أن عائشة رضي الله عنها قالت :
" لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسْجِدَ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيل ".  [ مسلم ]



فما هذا الذي أحدث النساء ؟



يقول ابن أبي شيبة في المصنف: 
حَدَّثَنَا عَفَّانَ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَبِي ثَامِرٍ وَكَانَ رَجُلًا عَابِدًا مِمَّنْ يَغْدُو إلَى الْمَسْجِدِ فَرَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ النَّاسَ قَدْ عُرِضُوا عَلَى اللَّهِ فَجِيءَ بِامْرَأَةٍ عَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ ، فَجَاءَتْ رِيحٌ فَكَشَفْت ثِيَابَهَا ، فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهَا وَقَالَ : اذْهَبُوا بِهَا إلَى النَّارِ ، فَإِنَّهَا كَانَتْ مِنْ الْمُتَبَرِّجَاتِ ..



فلكثرة ظهورها وصفت بالمتبرجة.


هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


هناك تعليق واحد:

  1. الأثر الأول عن الصحابي ابن مسعود غير مؤكد صحته
    https://www.islamink.com/2022/08/blog-post_49.html?m=1

    ردحذف