الأربعاء، 21 مايو 2014

أَثَرٌ عَظِيمٌ فِي الرَّدِ عَلى الجَهْمِيَّة

الحمد لله والصلاة و السلام على رسول الله و بعد




فقد خرح الترمذي في " سننه/ 3109" بسند حسن - قال:
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين قال:
قلت: يَا رَسُولَ اللهِ أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخلُقَ خَلْقَهُ ؟
قَالَ:"كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى المَاءِ ". 
قال أحمد بن منيع، قال يزيد بن هارون العماء: أي ليس معه شيء. اهـ
  

و في هذا الحديث فائدتين :
 -قول يزيد بن هارون،العماء: أي ليس معه شيء، و راوي الحديث أعلم بمرويه.

يقول معمر بن راشد في جامعه 1052 :
قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ أَمْرٍ لَمْ أَفْهَمْهُ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : اللَّهُ أَكْبَرُ سَأَلَ عَنْهَا رَجُلانِ ، وَهَذَا الثَّالِثُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ رِجَالا سَتُرْفَعُ بِهِمُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يَقُولُوا : اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَهُ؟.
فَكَانَ مَعْمَرٌ يَصِلُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَيَقُولُ : " اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، وَهُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَهُوَ كَائِنٌ بَعْدَ كُلِّ شَيء. اهـ

و هذا من أَجَلِّ معاني الأولية.
و كان عليه الصلاة و السلام يقول :"هُوَ الأَوَّلُ الَّذِي لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ".


و هذا من أعظم ما يحاج به الجهمية عليهم من الله ما يستحقون، فكيف يقال بعد هذا أن كلام الله مخلوق ؟
 قال جل و علا ( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )- [الأعراف 54]. ففرق سبحانه و تعالى بين خلقه و أمره، فمن جعلهما شئيا واحدا فقد كفر. و أَمْرُهُ تعالى :
* منه ما هو شرعي كما في قوله تعالى ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ) - [التوبة 6].
* و منه ما هو كوني كما في قوله جلّ و علا ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) - [يس 82].

- الفائدة الثانية: أن العرش هو أول مخلوق. و الواو هنا (و خلق عرشه على الماء) تفيد الترتيب الزمني، و الله أعلم. 




هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق