الحمد لله والصلاة و
السلام على رسول الله و بعد
فقد خرح الترمذي في
" سننه/ 3109" بسند حسن - قال:
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا
يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي
رزين قال:
قلت: يَا رَسُولَ اللهِ
أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخلُقَ خَلْقَهُ ؟
قَالَ:"كَانَ فِي
عَمَاءٍ مَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى
المَاءِ ".
قال أحمد بن منيع، قال
يزيد بن هارون العماء: أي ليس معه شيء. اهـ
و في هذا الحديث فائدتين :
-قول يزيد بن
هارون،العماء: أي ليس معه شيء، و راوي الحديث أعلم بمرويه.
يقول معمر بن راشد في جامعه 1052 :
قَالَ
: أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : كُنْتُ
عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ أَمْرٍ لَمْ
أَفْهَمْهُ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : اللَّهُ أَكْبَرُ سَأَلَ عَنْهَا
رَجُلانِ ، وَهَذَا الثَّالِثُ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ رِجَالا سَتُرْفَعُ بِهِمُ
الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يَقُولُوا : اللَّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ فَمَنْ خَلَقَهُ؟.
فَكَانَ
مَعْمَرٌ يَصِلُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَيَقُولُ : " اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ
شَيْءٍ ، وَهُوَ
قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَهُوَ كَائِنٌ
بَعْدَ كُلِّ شَيء. اهـ
و
هذا من أَجَلِّ معاني الأولية.
و
كان عليه الصلاة و السلام يقول :"هُوَ الأَوَّلُ الَّذِي لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ".
و هذا من أعظم ما يحاج به
الجهمية عليهم من الله ما يستحقون، فكيف يقال بعد هذا أن كلام الله مخلوق ؟
قال جل و علا (
أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )-
[الأعراف 54]. ففرق سبحانه و تعالى بين خلقه و أمره، فمن جعلهما شئيا واحدا
فقد كفر. و أَمْرُهُ تعالى :
* منه ما هو
شرعي كما في قوله تعالى ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ
فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ) - [التوبة 6].
* و منه ما هو كوني كما
في قوله جلّ و علا ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ
كُنْ فَيَكُونُ ) - [يس 82].
- الفائدة الثانية: أن العرش هو أول مخلوق.
و الواو هنا (و خلق عرشه على الماء) تفيد الترتيب الزمني، و الله أعلم.
هذا و صل اللهم على نبينا
محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق