الجمعة، 30 مايو 2014

أَيْنَ اللهُ ؟

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،



فقد خرج مسم في صحيحه (841) من حديث معاوية بن الحكم السلمي قال :
" ... وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ ، تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ ، فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ ، آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ ، لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَفَلَا أُعْتِقُهَا ؟ قَالَ : ائْتِنِي بِهَا ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا ،
فَقَالَ لَهَا : أَيْنَ اللَّهُ ؟
قَالَتْ : فِي السَّمَاءِ ، 
قَالَ : مَنْ أَنَا ؟ قَالَتْ : أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : أَعْتِقْهَا ، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ " اهـ


و قال عبد الرزاق في مصنفه 4921 :
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ خَرَجَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ يَسْتَسْقُونَ، فَرَأَى نَمْلَةً قَائِمَةً رَافِعَةً إِحْدَى قَوَائِمَهَا تَسْتَسْقِي، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:
«ارْجِعُوا فَقَدْ سُقِيتُمْ، إِنَّ هَذِهِ النَّمْلَةَ اسْتَسْقَتْ فَاسْتُجِيبَ لَهَا». اهـ


و هذا صحيح عن الزهري رحمه الله.


و في فعل هذه النملة، الرد على أئمة الجهمية و المعتزلة و الأشاعرة و الحلولية و الإتحادية و غيرهم من أهل البدع. و هؤلاء المجرمون و إن اختلفت عباراتهم إلا أن حقيقة أمرهم أنهم يجحدون أن الله فوق سماواته مستو على عرشه بائن من خلقه.



يقول أبو جعفر محمد بن عثمان العبسي في كتابه " العرش ":
" وأجمعَ الخلقُ جميعًا أنَّهم إذا دَعَوْا اللهَ جميعًا، رفعوا أيديهمْ إلى السَّماءِ، فلو كانَ اللهُ عزَّ وجلَّ في الأرضِ السُّفلى، ما كانوا يرفعونَ أيديهمْ إلى السَّماءِ وهو معهم في الأرضِ.
ثمَّ تواترتِ الأخبارُ أنَّ الله تعالى خلقَ العرشَ فاسْتَوَى عليهِ بذاتِهِ. فَهُوَ فَوْقَ السَّماواتِ وفَوْقَ العَرْشِ بِذَاتِهِ مُتَخَلِّصًا منْ خلقهِ، بائنًا منهم، علمهُ في خلقهِ، لا يخرجونَ من علمهِ» اهـ



في الحقيقة، هذه النملة أولى بوصف الإمامة من كثير ممن يوصفون بالإمام في هذا الزمان، والله المستعان.




يقول عبد الرزاق في " مصنفه 8566 ":
عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ ذَبِيحَةِ الْأَخْرَسِ؟ فَقَالَ: «يُشِيرُ إِلَى السَّمَاءِ».


فماذا بعد الحق إلا الضلال ...




هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

هناك تعليقان (2):

  1. لا فض الله فاك
    سددك الله

    ردحذف
  2. وفقك الله للخير. وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلك من أهل الفردوس. آمين آمين.

    ردحذف