الخميس، 19 يونيو 2014

الأَيَّامُ العَشْر وَ أَيَّامُ التَّشْرِيق ... أَيَّامُ ذِكْرٍ بِامْتِيَاز

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد،




فيقول الله سبحانه و تعالى ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق 27 ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ) ـ [الحج]

و قال تعالى ( و اذكروا الله في أيام معدودات ) ـ [البقرة ] 

  
يقول الطبري في " تفسيره ":
" حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة :
( في أيام معلومات ) قال : أيام العشر، و(المعدودات) : أيام التشريق. " اهـ



و الأيام العشر هذه هي التي تبدأ من [01 ذو الحجة]، فيها يوم عرفة [09 ذي الحجة]، الذي ثبت كما في صحيح مسلم عن أبي قتادة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة ، فقال : " أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والآتية "، و تنتهي بيوم النحر [10 ذي الحجة].

ثم تليها أيام التشريق و هي الحادي عشر و الثاني عشر و الثالث عشر [11، 12 ،13] من ذي الحجة .


و هذه الأيام من أعظم الأيام عند الله سبحانه و تعالى، فقد خرج البخاري في ( صحيحه ) باب فضل العمل في أيام التشريق وقال ابن عباس واذكروا الله في أيام معلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق :
926 حدثنا محمد بن عرعرة قال حدثنا شعبة عن سليمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلُ مِنْهَا فِي هَذِهِ. قَالُوا وَلاَ الجِهَادُ. قَالَ وَلاَ الجِهَاد إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ " اهـ

و من أفضل الأعمال خلال هذه الأيام، الذكر (التهليل و التحميد و التكبير)، و قد جاءت الإشارة إلى ذلك عند قوله تعالى (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) و في قوله (و اذكروا الله في أيام معدودات ).  و يبدأ من 01 ذو الحجة إلى نهاية 13 ذو الحجة.


فقد ذكر البخاري في ( صحيحه ) تعليقاً عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما:
" أنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما و كبر محمد بن علي خلف الناقة ".

و عند أبي داود في ( سننه ) بسند صحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"... أَلاَ وَإِنَّ هَذِهِ الأَيَّام (يعني أيام التشريق) أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ".


و قد صح ذلك عن الحسن البصري :
يقول ابن أبي شيبة في (المصنف) 18097 :
نَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : 
" أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ طُعْمٍ وَذِكْرٍ " . 



فتحصل أن الذكر يبدأ من 01 ذو الحجة إلى نهاية 13 ذو الحجة.


يقول ابن أبي شيبة في مصنفه 5701 :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي بَكَّارٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ :
" اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ".


و قال أيضا 5697 :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ؛ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ: 
" اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ".

  
فالمرأ، يُكثر في هذه الأيام من الأعمال الصالحة و خاصة من الذكر. فإنها من أجلّ الأيام و أعظمها عند الله تبارك و تعالى.


اللهم انفعنا بالكتاب والسنة.
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق