الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد،
فيقول
الله سبحانه و تعالى ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين
من كل فج عميق 27 ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات )
ـ [الحج]
و
قال تعالى ( و اذكروا الله في أيام معدودات ) ـ [البقرة
]
يقول
الطبري في " تفسيره ":
"
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة :
( في أيام
معلومات ) قال : أيام العشر، و(المعدودات) : أيام التشريق. " اهـ
و
الأيام العشر هذه هي التي تبدأ من [01 ذو الحجة]، فيها يوم عرفة [09 ذي
الحجة]، الذي ثبت كما في صحيح مسلم عن أبي قتادة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن صيام يوم عرفة ، فقال : " أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية
والآتية "، و تنتهي بيوم النحر [10 ذي الحجة].
ثم
تليها أيام التشريق و هي الحادي عشر و الثاني عشر و الثالث عشر [11، 12 ،13] من ذي الحجة .
و
هذه الأيام من أعظم الأيام عند الله سبحانه و تعالى، فقد خرج البخاري
في ( صحيحه ) باب فضل العمل في أيام التشريق وقال ابن عباس واذكروا الله
في أيام معلومات أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق :
926 حدثنا محمد بن عرعرة قال حدثنا شعبة عن سليمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلُ مِنْهَا فِي هَذِهِ. قَالُوا وَلاَ الجِهَادُ. قَالَ وَلاَ الجِهَاد إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ " اهـ
926 حدثنا محمد بن عرعرة قال حدثنا شعبة عن سليمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلُ مِنْهَا فِي هَذِهِ. قَالُوا وَلاَ الجِهَادُ. قَالَ وَلاَ الجِهَاد إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ " اهـ
و
من أفضل الأعمال خلال هذه الأيام، الذكر (التهليل و التحميد و التكبير)، و قد جاءت
الإشارة إلى ذلك عند قوله تعالى (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) و
في قوله (و اذكروا الله في أيام معدودات ). و يبدأ من 01 ذو الحجة إلى
نهاية 13 ذو الحجة.
فقد
ذكر البخاري في ( صحيحه ) تعليقاً عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما:
"
أنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما
و كبر محمد بن علي خلف الناقة ".
و
عند أبي داود في ( سننه ) بسند صحيح، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"...
أَلاَ وَإِنَّ هَذِهِ الأَيَّام (يعني أيام التشريق) أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ".
و
قد صح ذلك عن الحسن البصري :
يقول
ابن أبي شيبة في (المصنف) 18097 :
نَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ طُعْمٍ وَذِكْرٍ " .
نَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ طُعْمٍ وَذِكْرٍ " .
فتحصل
أن الذكر يبدأ من 01 ذو الحجة إلى نهاية 13 ذو الحجة.
يقول
ابن أبي شيبة في مصنفه 5701 :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي
بَكَّارٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ
:
" اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، اللَّهُ أَكْبَرُ
وَأَجَلُّ، اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ".
و
قال أيضا 5697 :
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ؛ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ:
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ؛ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ:
" اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ".
فالمرأ،
يُكثر في هذه الأيام من الأعمال الصالحة و خاصة من الذكر. فإنها من أجلّ
الأيام و أعظمها عند الله تبارك و تعالى.
اللهم انفعنا بالكتاب والسنة.
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق