السبت، 22 نوفمبر 2014

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ آلِ عِمْرَان [ 171 - 180 ]

سورة آل عمران [ 171 - 180 ]






[سورة آل عمران]







قوله تعالى ( الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ (1) مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ )

812 - قال الطبري " 8236 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ " الآيَة، وَذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ، بَعْدَ القَتْلِ وَالجِرَاحِ، وَبَعْدَمَا انْصَرَفَ المُشْرِكُونَ ء أَبُو سُفْيَان وَأَصْحَابُهُ ء فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ: " أَلاَ عِصَابَةٌ تَنْتَدِبُ لِأَمْرِ اللهِ، تَطْلُبُ عَدُوَّهَا؟ فَإِنَّهُ أَنْكَى لِلْعَدُوِّ، وَأَبْعَدُ لِلسَّمْعِ! فَانْطَلَقَ عِصَابَةٌ مِنْهُمَ عَلَى مَا يَعْلَمُ اللهُ تَعَالَى مِنَ الجَهدِ.

813 - و قال ابن أبي حاتم " 4513 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ) فَذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ بَعْدَ الْقَتْلِ وَالْجِرَاحَةِ، وَبَعْدَ مَا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ وَأَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا عِصَابَةٌ تَنْتَدِبُ لأَمْرِ اللَّهِ فَتَطْلُبُ عَدُوَّهَا؟.




قوله تعالى ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )

814 - قال الطبري " 8247 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بَعْدَمَا انْصَرَفَ أَبُو سُفْيَان وَأَصْحَابُهُ مِنْ أُحُدٍ خَلْفَهُمْ، حَتَّى كَانُوا بِذِي الحُلَيْفَة، فَجَعَلَ الأَعْرَابُ وَالنَّاسُ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ فَيَقُولُونَ لَهُمْ: هَذَا أَبُو سُفْيَان مَائِلٌ عَلَيْكُمْ بِالنَّاسِ! فَقَالُوا: " حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ". فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى فِيهِمْ: " آلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ".




قوله تعالى ( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )

815 - قال ابن أبي حاتم " 4537 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ) قَالَ: يُخَوِّفُ ء وَاللَّهِء الْمُؤْمِنَ بِالْكَافِرِ، وَيُرْهِبُ بِالْمُؤْمِنِ الْكَافِرَ. (2)




قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ) (3)

816 - قال ابن أبي حاتم " 4549 ":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: اشْتَرَوْا أَيْ: اسْتَحَبُّوا الضَّلاَلَةَ عَلَى الهُدَى.




قوله تعالى ( مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ )

817 - قال الطبري " 8271 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ "، يَعْنِي الكُفَّارَ. يَقُولُ: لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَدَعَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الضَّلاَلَةِ: "حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِبِ "، يُمَيِّزَ بَيْنَهُمْ فِي الجِهَادِ وَالهِجْرَةِ.

818 - و قال عبد الرزاق " 485 ":
أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179] قَالَ: «حَتَّى يمِيزَ الْكَافِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِ».

819 - و قال الطبري " 8272 ":
حَدَّثَنَا الحَسَنْ بَنْ يَحْيَى قَالَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلهِ: " حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ "، قَالَ: حَتَّى يَمِيزَ الفَاجِرَ مِنَ المُؤْمِنِ.




قوله تعالى ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )

820 - قال عبد الرزاق " 486 ":
أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 180] قَالَ: «يُطَوَّقُونَ فِي أَعْنَاقِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».(4)




قوله تعالى ( وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )

821 - قال ابن أبي حاتم " 4587 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ: عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: (خَبِيرٌ) قَالَ: خَبِيرٌ بِخَلْقِهِ.



 [يتبع بإذن الله]
_______
1/ يقول سعيد بن منصور في " التفسير  545 ": نا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: «إِنْ كَانَ أَبَوَاكِ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ».
2/ و المراد: يخوفكم أولياءه. يقول الطبري في " تفسيره 8260 ء حدثني يونس قال، أخبرنا علي بن معبد [ابن شداد]، عن عتاب بن بشير مولى قريش، عن سالم الأفطس[هو سالم بن عجلان الأفطس] في قوله: "إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه"، قال: يخوفكم بأوليائه. اهـ
3/ قال مجاهد "إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا": هُمُ الْمُنَافِقُونَ. [تفسير ابن أبي حاتم 4550]. و قال أيضا في الآية التي قبلها: " وَلاَ يُحْزِنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفْرِ"، يعني: أنهم المنافقون. [تفسير الطبري 8262].
4/ قال الطبري في " تفسيره 8288 ":حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: يجيء ماله يوم القيامة ثعبانًا، فينقر رأسه فيقول: أنا مالك الذي بخلت به! فينطوي على عنقه.اهـ  و قال عبد الرزاق في " تفسيره 489 ": نا الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ} [آل عمران: 180] قَالَ: «طَوْقٌ مِنْ النَّارِ». اهـ و هو قول إبراهيم النخعي رحمه الله. و لا تعارض بين القولين فالله أعلم بصفة هذا الثعبان. (( رواية سفيان عن أبي إسحاق السبيعي قوية، و أبو وائل هو شقيق بن سلمة )).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق