سورة آل عمران [ 181 - 190 ]
[سورة آل عمران]
قوله تعالى ( لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ
قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا
قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ (1) بِغَيْرِ حَقٍّ )
822 - قال
عبد الرزاق " 491 ":
أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ:
لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}
[البقرة: 245] قَالَتِ الْيَهُودُ: «إِنَّمَا يَسْتَقْرِضُ الْفَقِيرُ مِنَ الْغَنِيِّ»
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ
اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران: 181].
823 - و قال
الطبري " 8307 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ
فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ "، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي حُيَيّ بْنَ
أَخْطَبٍ، لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا
فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً) قَالَ: يَسْتَقْرِضُنَا رَبُّنَا!، إِنَّمَا
يَسْتَقْرِضُ الفَقِيرُ الغَنِيَّ.
قوله تعالى ( فَإِنْ كَذَّبُوكَ
فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ
الْمُنِيرِ )
824 - قال
ابن أبي حاتم " 4606 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ
سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: (فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) قَالَ: يُعَزِّي نَبِيَّهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله تعالى ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ
الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ
عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا
مَتَاعُ الْغُرُورِ )
825 - قال
ابن أبي حاتم " 4613 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ،
ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، ثنا عَمْرٌو يَعْنِي: ابْنَ حُمْرَانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ
قَتَادَةَ
(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ): هِيَ مَتَاعٌ مَتْرُوكٌ أَوْشَكَتْ
وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ أَنْ تَضْمَحِلَّ عَنْ أَهْلِهَا فَخُذُوا
مِنْ هَذَا الْمَتَاعِ طَاعَةَ اللَّهِ - إِنِ اسْتَطَعْتُمْ - وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ.
قوله تعالى ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ
مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ
فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ (2) )
826 - قال
ابن أبي حاتم " 4627 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ
مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ) قَالَ: هَذَا مِيثَاقٌ أَخَذَهُ اللَّهُ عَلَى
أَهْلِ الْعِلْمِ.
827 - و به
قال " 4629 ":
عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: (لَتُبَيِّنُنَّهُ
لِلنَّاسِ) قَالَ: فَمَنْ عَلِمَ عِلْماً فَلْيُعْلِمْهُ النَّاسَ.
828 - وقال
الطبري " 8324 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ
ظُهُورِهِمْ " الآيَة، هَذَا مِيثَاقٌ أَخَذَهُ اللهُ عَلَى أَهْلِ العِلْمِ،
فَمَنْ عَلِمَ شَيْئًا فَلْيُعَلِّمْهُ، وَإِيَّاكُمْ وَكِتْمَانَ العِلْم، فَإِنَّ
كِتْمَانَ العِلْمِ هَلَكَةٌ، وَلاَ يَتَكَلَّفَنَّ رَجُلٌ مَا لاَ عِلْمَ لَهُ بِهِ،
فَيَخْرجَ مِنْ دِينِ اللهِ فَيَكُونَ مِنَ المُتَكَلِّفِينَ، كَانَ يُقَالُ:
"مَثَلُ عِلْمٍ لاَ يُقَالُ بِهِ، كَمَثَلِ كَنْزٍ لاَ يُنْفَقُ مِنْهُ! وَمَثَلُ
حِكْمَةٍ لاَ تَخْرُجُ، كَمَثَلِ صَنَمٍ قَائِمٍ لاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَشْرَبُ".
وَكَانَ يُقَالُ: "طُوبَى لِعَالِمٍ نَاطِقٍ، وَطُوبَى لِمُسْتَمِعٍ وَاعٍ".
هَذَا رَجُلٌ عَلِمَ عِلْمًا فَعَلَّمَهُ وَبَذَلَهُ وَدَعَا إِلَيْهِ، وَرَجُلٌ سَمِعَ
خَيْرًا فَحَفِظَهُ وَوَعَاهُ وَانْتَفَعَ بِهِ.
قوله تعالى ( لَا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا ، وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا
) (3)
829 - قال
عبد الرزاق " 497 ":
أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ:
إِنَّ أَهْلَ خَيْبَرَ أَتَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ
، فَقَالُوا: إِنَّا عَلَى رَأْيِكُمْ وَهَيْئَتِكُمْ ، وَإِنَّا لَكُمْ وُدٌّ ، فَأَكْذَبَهُمُ
اللَّهُ وَقَالَ: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا ، وَيُحِبُّونَ
أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188].
830 - و قال
الطبري " 8350 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ أَعْدَاءَ اللهِ اليَهُود،
يَهُودُ خَيْبَرٍ، أَتَوْا نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَزَعَمُوا
أَنَّهُمْ رَاضُونَ بِالَّذِي جَاءَ بِهِ، وَأَنَّهُمْ مُتَابِعُوهُ، وَهُمْ مُتَمَسِّكُونَ
بِضَلاَلَتِهِمْ، وَأَرَادُوا أَنْ يَحْمَدَهُمْ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: " لاَ تَحْسِبَنَّ
الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا
"، الآيَة.
831 - و قال
" 8351 ":
حَدَّثَنَا الحَسَنْ بن يَحْيَى
قَالَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَة قَالَ:
إِنَّ أَهْلَ خَيْبَرٍ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابهُ
فَقَالُوا: " إِنَّا عَلَى رَأْيِكُمْ وَسُنَّتِكُمْ، وَإِنَّا لَكُمْ رِدْءٌ
" (4). فَأَكْذَبَهُمُ اللهُ فَقَالَ: " لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ
يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا " الآيَتَيْنِ.
[يتبع بإذن الله]
_______
1/ يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 4590 ": حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَقْتُلُونَ فِي الْيَوْمِ ثَلَاثَمِائَةِ نَبِيٍّ، ثُمَّ يَقُومُ سُوقُ بنَقْلِهِمْ مَعَ آخِرِ النَّهَارِ. (( أبو معمر الأزدي هو عبد الله بن سخبرة))
2/ قال ابن أبي حاتم في " تفسيره 4634 ": حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ وَأَبُو أُسَامَةَ، وَالسِّيَاقُ لابْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْبَجَلِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ: (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ) قَال: قَدْ كَانُوا يَقْرَءُونَهُ، وَلَكِنَّهُمْ نبذُوا الْعَمَلَ بِهِ. اهـ
3/ يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 4647 ": حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ قَالا: ثنا حَجَّاجُ ابن مُحَمَّدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ لِبَوَّابِهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ: لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ مِنَّا فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ أَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ مُعَذَّباً، لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعِينَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا لَكُمْ وَهَذِهِ؟ أَمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ ثُمَّ تَلا ابْنُ عَبَّاسٍ: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ، وَتَلا ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَأَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ فَكَتَمُوهُ وَأَخْبَرُوهُ بِغَيْرِهِ، فَخَرَجُوا، وَقَدْ أَرَوْهُ أَنْ قَدْ أَخْبَرُوهُ مَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ، وَاسْتُحْمِدُوا بِذَلِكَ إِلَيْهِ، وَفَرِحُوا بِمَا أَتَوْا مِنْ كِتْمَانِهِمْ إِيَّاهُ مَا سَأَلَهُمْ عَنْهُ ". اهـ (( أخرجه البخاري و مسلم ))
4/ الردء بمعنى
العون و النصرة. و قولهم " إِنَّا عَلَى رَأْيِكُمْ وَسُنَّتِكُمْ "، يريدون:
" على عقيدتكم و ما تؤمنون به و على طريقتكم و منهجكم ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق