سورة آل عمران [ 191 - آخر السورة ]
[سورة آل عمران]
قوله تعالى ( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ
اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ) (1)
832 - قال
ابن أبي حاتم " 4658 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ
اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ): وَهَذِهِ حَالاتُكَ كُلُّهَا يَا
ابْنَ آدَمَ، اذْكُرِ اللَّهَ وَأَنْتَ قَائِمٌ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَاذْكُرْهُ
وَأَنْتَ قَاعِدٌ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَاذْكُرْهُ وَأَنْتَ عَلَى جَنْبِكَ، يُسْرٌ
مِنَ اللَّهِ وَتَخْفِيفٌ.
833 - وقال
الطبري " 8355 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ
قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ "، وَهَذِهِ حَالاَتُكَ كُلّهَا يَا
ابْنَ آدَم، فَاذْكُرْهُ وَأَنْتَ عَلَى جَنْبِكَ، يُسْرًا مِنَ اللهِ وَتَخْفِيفًا.
قوله تعالى ( رَبَّنَا إِنَّنَا
سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا
)
834 - قال
الطبري " 8365 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا
مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ " إِلَى قَوْلِهِ: " وَتَوَفَّنَا مَعَ
الأَبْرَارِ "، سَمِعُوا دَعْوَةً مِنَ اللهِ فَأَجَابُوهَا فَأَحْسَنُوا الإِجَابَةَ
فِيهَا، وَصَبِرُوا عَلَيْهَا. يُنَبِّئُكُمُ اللهُ عَنْ مُؤْمِنِ الإِنْسِ كَيْفَ
قَالَ، وَعَنْ مُؤْمِنِ الجِنِّ كَيْفَ قَالَ. فَأَمَّا مُؤْمِنُ الجِنِّ فَقَالَ:
(إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ
نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) وَأَمَّا مُؤْمِنُ الإِنْسِ فَقَاَلَ:" إِنَّنَا
سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا
فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا "، الآيَة.
835 - و قال
ابن أبي حاتم " 4663 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: (رَبَّنَا إِنَّنَا
سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا):
سَمِعُوا دَعْوَةً مِنَ اللَّهِ فَأَجَابُوهَا وَأَحْسَنُوا فِيهَا وَصَبَرُوا عَلَيْهَا،
يُنْبِئُكُمُ اللَّهُ عَنْ مُؤْمِنِ الإِنْسِ كَيْفَ قَالَ؟ وَعَنْ مُؤْمِنِ الْجِنِّ
كَيْفَ قَالَ؟ فَأَمَّا مُؤْمِنُ الْجِنِّ فَقَالَ: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً
يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً) ، وَأَمَّا
مُؤْمِنُ الإِنْسِ فَقَالَ: (إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ
آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا
سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ).
قوله تعالى ( لَا يَغُرَّنَّكَ
تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ )
836 - قال
الطبري " 8372 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: " لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقُلُّبُ
الَّذِينَ كَفَرُوا فِي البِلاَدِ "، وَاللهِ مَا غَرُّوا نَبِيَّ اللهِ، وَلاَ
وَكَّلَ إِلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ اللهِ، حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ عَلَى ذَلِكَ.
837 - و قال
ابن أبي حاتم " 4674 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: (لَا يَغُرَّنَّكَ
تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ): وَاللَّهِ مَا غُرَّ نَبِيٌّ وَلا وَكَّلَ
إِلَيْهِمْ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ اللَّهِ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ.
قوله تعالى ( وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ لِمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ
خَاشِعِينَ لِلَّهِ )(2)
838 - قال
عبد الرزاق " 499 ":
أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ} [آل
عمران: 199] قَالَ: نَزَلَتْ فِي النَّجَاشِيِّ ، وَأَصْحَابِهِ مِمَّنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاسْمُ النَّجَاشِيِّ أَصْحَمَةُ. قَالَ ابْنُ
عُيَيْنَةَ: «هُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ عَطِيَّةُ».
839 - و قال
الطبري " 8378 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَإِنَّ مِنَ أَهْلِ الكِتَابِ
لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا أُنْزَلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِم "،
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ هَذِهِ الآيَة نَزَلَتْ فِي النَّجَاشِي، وَفِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ
آمَنُوا بِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَّقُوا بِهِ. قَالَ:
وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهً عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَغْفَرَ لِلنَّجَاشِي
وَصَلَّى عَلَيْهِ حِينَ بَلَغَهُ مَوْتَهُ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: "صَلُّوا عَلَى
أَخٍ لَكُمْ قَدْ مَاتَ بِغَيْرِ بِلاَدِكُمْ"! فَقَالَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ:
"يُصَلِّي عَلَى رَجُلٍ مَاتَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ دِينِهِ"؟ فَأَنْزَلَ اللهُ
هَذِهِ الآيَة:" وَإِنَّ مِنَ أَهْلِ الكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَا
أُنْزَلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ للهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ
اللهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ
سَرِيعُ الحِسَابِ ".
قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
)
840 - قال
عبد الرزاق " 500 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} [آل عمران: 200] يَقُولُ: «صَابِرُوا الْمُشْرِكِينَ
، وَرَابِطُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
841 - و قال
ابن أبي حاتم " 4695 ":
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ
يَعْنِي: الْعُقَيْلِيَّ، عَنْ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا) قَالَ: اصْبِرُوا عَلَى حَقِّ اللَّهِ.
842 - و قال
الطبري " 8387 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا "، أَيْ: اصْبِرُوا عَلَى طَاعَةِ اللهِ، وَصَابِرُوا
أَهْلَ الضَّلاَلَةِ، وَرَابِطُوا فِي سَبِيلِ اللهِ. "وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ".
843 - و قال
أبو نعيم في " الحلية ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ أَحْمَد
بن الحَسَن قَالَ :ثَنَا إِسْحَاق الحَرْبِي قَالَ :ثَنَا حُسَيْن بَنْ مُحَمَّد قَالَ
:ثَنَا شَيْبَان ، عَنْ قَتَادَة قَالَ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا)
عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ ، (وَصَابِرُوا) أَهْلَ الضَّلَالَةِ ؛ فَإِنَّكُمْ عَلَى
حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ ، (وَرَابِطُوا) فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، (وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) .
(( و هذه
قراءة تفسيرية ))
[آخر تفسير
سورة آل عمران]
_______
1/ قال مجاهد: " لَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ الذَّاكِرِينَ كَثِيراً حَتَّى يَذْكُرَ اللَّهَ قَائِماً وَقَاعِداً وَمُضْطَجِعًا ". [ تفسير ابن أبي حاتم 4657].
2/ يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 4684 ": حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلَهُ: (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لِمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ): مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَهُمْ مُسْلِمَةُ أَهْلِ الْكِتَابِ". اهـ و فيه الرد على المشاغبين. فهؤلاء مسلمة أهل الكتاب الذين آمنوا بالله و ما أنزل على نبيه صلى الله عليه و سلم. و ليس كل أهل الكتاب. قال جل و علا " أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق