سورة النساء [ 101 - 110 ]
[سورة النساء]
قوله تعالى ( فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ
فَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا
)
1008 - قال
عبد الرزاق " 634 ":
مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ} [النساء: 103] يَقُولُ: «فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ
فِي أَمْصَارِكُمْ ، فَأَتِمُّوا الصَّلَاةَ» (1)
قوله تعالى ( وَلاَ تَهِنُواْ
فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا
تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ )
1009 - قال
الطبري " 10400 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ القَوْمِ
إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ"، يَقُولُ:
لاَ تَضْعفُوا فِي طَلَبِ القَوْمِ، فَإِنَّكُمْ إِنْ تَكُونُوا تَجِيعُونَ، فَإِنَّهُمْ
يَجِيعُونَ كَمَا تَجِيعُونَ، وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مِنَ الأَجْرِ وَالثَّوَابِ مَا
لاَ يَرْجُونَ.
قوله تعالى ( إِنَّا أَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ
وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا )
1010 - قال
الطبري " 10412 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ
بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ"، يَقُولُ: بِمَا أَنْزَلَ
اللهُ عَلَيْكَ وَبَيَّنَ لَكَ. "وَلاَ تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا"،
فَقَرَأَ إِلَى قَوْلِهِ: "إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا".
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ هَؤُلاَءِ الآيَاتِ أُنْزِلَتْ فِي شَأْنِ طُعْمَةَ بْنِ أُبَيْرِقٍ،
وَفِيمَا هَمَّ بِهِ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عُذْرِهِ،
وَبَيَّنَ اللهُ شَأْنَ طُعْمَةَ بْنِ أُبَيْرِقٍ، وَوَعَظَ نَبِيَّهُ وَحَذَّرَهُ
أَنْ يَكُونَ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا. وَكَانَ طُعْمَةَ بْنِ أُبَيْرِقٍ رَجُلاً مِنَ
الأَنْصَارِ، ثُمَّ أَحَدُ بَنِي ظفْرٍ، سَرَقَ دِرْعًا لِعَمِّهِ كَانَتْ وَدِيعَةً
عِنْدَهُ، ثُمَّ قَذَفَهَا عَلَى يَهُودِيٍّ كَانَ يَغْشَاهُمْ، يُقَالُ لَهُ: "زَيْد بْنِ السَّمِينِ".
فَجَاءَ اليَهُودِيٌّ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهْنِفُ،
فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَوْمُهُ بَنُو ظفْرٍ، جَاؤُوا إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُعْذِرُوا صَاحِبَهُمْ، وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
قَدْ هَمَّ بِعُذْرِهِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ فِي شَأْنِهِ مَا أَنْزَلَ، فَقَالَ:
"وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ" إِلَى قَوْلِهِ:
"هَا أَنْتُمْ هَؤُلاَءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ
يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ"، يَعْنِي بِذَلِكَ قَوْمُهُ. "وَمَنْ
يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا
وَإِثمًا مُبِينًا"، وَكَانَ طُعْمَة قَذَفَ بِهَا بَرِيئًا. فَلَمَّا بَيَّنَ
اللهُ شَأْنَ طُعْمَة، نَافَقَ وَلَحِقَ بِالمشْرِكِينَ بِمَكَّةَ، فَأَنْزَلَ اللهُ
فِي شَأْنِهِ: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ
وَسَاءَتْ مَصِيرًا) .
قوله تعالى ( وَلاَ تُجَادِلْ
عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا
أَثِيمًا )
1011 - قال
عبد الرزاق " 635 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي
قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ} [النساء:
107] قَالَ: «اخْتَانَ رَجُلٌ مِنْ عَمٍّ لَهُ دِرْعًا ، فَقَذَفَ بِهَا يَهُودِيًّا
كَانَ يَغْشَاهُمْ ، فَجَادَلَ عَنِ الرَّجُلِ قَوْمُهُ ، فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَذَرَهُ ، ثُمَّ لَحِقَ بِأَرْضِ الشِّرْكِ» فَنَزَلَتْ
فِيهِ: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} [النساء:
115].
[يتبع بإذن الله]
_______
1/ الآية التي قبلها كانت في صلاة الخوف وقت الحرب. يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 5900 ": حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِهِ: (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ) قَالَ: هِيَ صَلاةُ الْخَوْفِ، صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً، وَالطَّائِفَةُ الأُخْرَى مُقْبِلَةٌ عَلَى الْعَدُوِّ ثُمَّ انْصَرَفَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي صَلَّتْ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامُوا مَقَامَ أُولَئِكَ مُقْبِلِينَ عَلَى الْعَدُوِّ، وَأَقْبَلَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى الَّتِي كَانَتْ مُقْبِلَةً عَلَى الْعَدُوِّ فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ سَلَّمَ بِهِمْ، ثُمَّ قَامَتْ كُلُّ طَائِفَةٍ فَصَلُّوا رَكْعَةً رَكْعَةً. اهـ و هذا صحيح عن ابن عمر رضي الله عنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق