السبت، 3 يناير 2015

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ النِّسَاء [ 111 - 120 ]

سورة النساء [ 111 - 120 ]









[سورة النساء]







قوله تعالى ( إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا ) (1)

1014 - قال الطبري " 10435 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "إِن يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا"، أَيْ: إِلاَّ مَيِّتًا لاَ رُوحَ فِيهِ.




قوله تعالى ( وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا 117 لَعَنَهُ اللهُ )

1015 - قال الطبري " 10443 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَرِيدًا"، تَمَرَّدَ عَلَى مَعَاصِي اللهِ.

1016 - و قال ابن أبي حاتم " 5977 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أنبأ يزيد زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: (مَرِيدًا) قَالَ: تَمَرَّدَ عَلَى مَعَاصِي اللَّهِ لَعَنَهُ اللَّهُ.





قوله تعالى ( وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ )

1017 - قال عبد الرزاق " 636 ":
أنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ} [النساء: 119] قَالَ: «التَّبْتِيكُ فِي الْبَحِيرَةِ وَالسَّائِبَةِ (2) ، كَانُوا يُبَتِّكُونَ آذَانَهَا لِطَوَاغِيتِهِمْ».




قوله تعالى ( وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ (3) )

1018 - قال عبد الرزاق " 637 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ} [النساء: 119] قَالَ: «دِينُ اللَّهِ».

1019 - و قال الطبري " 10475 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ"، أَيْ: دِينَ اللهِ.

1020 - و قال ابن أبي حاتم " 5987 ":
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، أَنْبَأَ شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ: (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) قَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ جَهَلَةٍ يُغَيِّرُونَ صِبْغَةَ اللَّهِ وَلَوْنَ اللَّهِ. (4)







[يتبع بإذن الله]
_________
1/ يقول ابن ابي حاتم في " تفسيره 5972 ": حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو سَلَمَةَ، ثنا مُبَارَكٌ، عَنِ الْحَسَنِ: (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلا إِنَاثًا) قَالَ الْحَسَنُ: الإِنَاثُ: كُلُّ شَيْءٍ مَيِّتٌ لَيْسَ لَهُ رُوحٌ إِمَّا خَشَبَةٌ يَابِسَةٌ وَإِمَّا حَجَرٌ يَابِسٌ. اهـ و هذا ينطبق أيضا على القبورية في دعائهم أصحاب القبور من دون الله. قال سبحانه ( أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) – [النحل 21].
2/ قال جل و علا ( مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ ) ء [المائدة 103]. يقول الطبري في " تفسيره 12838 ": حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ : " مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ " تَشْدِيدٌ شَدَّدَهُ الشَّيْطَانُ عَلَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي أَمْوَالِهِمْ ، وَتَغْلِيظٌ عَلَيْهِمْ ، فَكَانَتِ " الْبَحِيرَةُ " مِنَ الْإِبِلِ ، إِذَا نُتِجَ الرَّجُلُ خَمْسًا مِنْ إِبِلِهِ ، نَظَرَ الْبَطْنَ الْخَامِسَ ، فَإِنْ كَانَتْ سَقْبًا ذُبِحَ فَأَكَلَهُ الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ ، وَإِنْ كَانَ مَيْتَةً اشْتَرَكَ فِيهِ ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ ، وَإِنْ كَانَتْ حَائِلًا وَهِيَ الْأُنْثَى تُرِكَتْ ، فَبُتِكَتْ أُذُنُهَا ، فَلَمْ يُجَزَّ لَهَا وَبَرٌ ، وَلَمْ يُشْرَبْ لَهَا لَبَنٌ ، وَلَمْ يُرْكَبْ لَهَا ظَهْرٌ ، وَلَمْ يُذْكَرْ لِلَّهِ عَلَيْهَا اسْمٌ . وَكَانَتِ " السَّائِبَةُ " يُسَيِّبُونَ مَا بَدَا لَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، فَلَا تُمْنَعُ مِنْ حَوْضٍ أَنْ تَشْرَعَ فِيهِ ، وَلَا مِنْ حِمًى أَنْ تَرْتَعَ فِيهِ. وَكَانَتِ " الْوَصِيلَةُ " مِنَ الشَّاءِ ، مِنَ الْبَطْنِ السَّابِعِ ، إِذَا كَانَ جَدْيًا ذُبِحَ فَأَكَلَهُ الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ . وَإِنْ كَانَ مَيْتَةً اشْتُرِكَ فِيهِ ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ . وَإِنْ جَاءَتْ بِذَكَرٍ وَأُنْثَى قِيلَ : " وَصَلَتْ أَخَاهَا فَمَنَعَتْهُ الذَّبْحَ ". وَ " الْحَامِ " كَانَ الْفَحْلُ إِذَا رَكَبَ مِنْ بَنِي بَنِيهِ عَشْرَةً ، أَوْ وَلَدَ وَلَدُهُ ، قِيلَ : "حَامٍ حَمَى ظَهْرَهُ " فَلَمْ يُزَمَّ وَلَمْ يُخْطَمْ وَلَمْ يُرْكَبْ . " اهـ
3/ خلق الله هو دين الله، كما في قوله تعالى ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) ء [سورة الروم 30]. يقول أبو جعفر الطبري في " تفسيره ": " وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك، قولُ من قال: معناه:"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"، قال: دين الله. وذلك لدلالة الآية الأخرى على أن ذلك معناه، وهي قوله: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) [سورة الروم 30] . وإذا كان ذلك معناه، دخل في ذلك فعل كل ما نهى الله عنه: من خِصَاءِ ما لا يجوز خصاؤه، ووشم ما نهى عن وشمه وَوشْرِه، وغير ذلك من المعاصي= ودخل فيه ترك كلِّ ما أمر الله به. لأن الشيطان لا شك أنه يدعو إلى جميع معاصي الله وينهى عن جميع طاعته. فذلك معنى أمره نصيبَه المفروضَ من عباد الله، بتغيير ما خلق الله من دينه ".اهـ
4/ الصبغة و اللون هنا أيضا بمعنى الدين. قال عز و جل ( صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ) - [البقرة 138]. يقول الطبري في " تفسيره 2113 ": حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ : "صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً "، إِنَّ الْيَهُودَ تَصْبُغُ أَبْنَاءَهَا يَهُودَ ، وَالنَّصَارَى تَصْبُغُ أَبْنَاءَهَا نَصَارَى ، وَأَنَّ صِبْغَةَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ، فَلَا صِبْغَةَ أَحْسَنُ مِنَ الْإِسْلَامِ ، وَلَا أَطْهَرُ ، وَهُوَ دِينُ اللَّهِ بَعَثَ بِهِ نُوحًا وَالْأَنْبِيَاءَ بَعْدَهُ . اهـ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق