الأربعاء، 11 فبراير 2015

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ المَائِدَة [ 11 - 20 ]

سورة المائدة [ 11 - 20 ]







[سورة المائدة]








قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ )

1105 - قال الطبري " 11565 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ" ... الآيَةُ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهَا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِبَطْنِ نَخْلٍ فِي الغَزْوَةِ السَّابِعَةِ،(1) فَأَرَادَ بَنُو ثَعْلَبَة وَبَنُو مُحَارِب أَنْ يَفْتِكُوا بِهِ، فَأَطْلَعَهُ اللهُ عَلَى ذَلِكَ. ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَجُلاً انْتَدَبَ لِقَتْلِهِ، فَأَتَى نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَيْفُهُ مَوْضُوعٌ، فَقَالَ: آخُذُهُ، يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: خُذْهُ! قَالَ: أَسْتَلُّهُ؟ قَالَ: نَعَمْ! فَسَلَّهُ، فَقَالَ، مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قَالَ: "اللهُ يَمْنَعُنِي مِنْكَ!. فَهَدَّدَهُ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَغْلَظُوا لَهُ القَوْل، فَشَامَ السَّيْفَ وَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ بِالرَّحِيلِ، فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ صَلاَةُ الخَوْفِ عِنْدَ ذَلِكَ.






قوله تعالى ( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا(2) )

1106 - قال الطبري " 11569 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا"، مِنْ كُلِّ سِبْطٍ رَجُلٌ شَاهِدٌ عَلَى قَوْمِهِ.






قوله تعالى ( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ )

1107 - قال الطبري " 11584 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ" يَقُولُ: فَبِنَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ.





قوله تعالى ( وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ )

1108 - قال عبد الرزاق " 690 " :
أرنا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ} [المائدة: 13] ، يَقُولُ: «عَلَى خِيَانَةٍ ، وَكَذِبٍ وَفُجُورٍ».





قوله تعالى ( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ )

1109 - قال الطبري " 11593 ":
حَدَّثَنَا الحَسَن بَنْ يَحْيَى قَالَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: "فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَح"، قَالَ: نَسَخَتْهَا: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) .





قوله تعالى ( وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ )

1110 - قال عبد الرزاق " 696 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} [المائدة: 14] ، قَالَ: " تَسَمَّوْا بِقَرْيَةٍ يُقَالُ: لَهَا نَاصِرَةُ ، وَكَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَنْزِلُهَا ".

1111 - و قال الطبري " 11596 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ"، نَسُوا كِتَابَ اللهِ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، وَعَهْدَ اللهِ الَّذِي عَهِدَهُ إِلَيْهِمْ، وَأَمْرَ اللهِ الَّذِي أَمَرَهُمْ بِهِ.





قوله تعالى ( فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )

1112 - قال الطبري " 11601 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ" الآيَة، إِنَّ القَوْمَ لَمَّا تَرَكُوا كِتَابَ اللهِ، وَعَصَوْا رُسُلَهُ، وَضَيَّعُوا فَرَائِضَهُ، وَعَطَّلُوا حُدُودَهُ، أَلْقَى بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ (3)، بِأَعْمَالِهِمْ أَعْمَالِ السُّوءِ، وَلَوْ أَخَذَ القَوْمُ كِتَابَ اللهِ وَأَمْرَهُ، مَا افْتَرَقُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا.

1113 - و قال " 11606 ":
حَدَّثَنِي القَاسِم قَالَ، حَدَّثَنَا الحُسَيْن قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَان، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة قاَلَ: هُمُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، أَغْرَى اللهُ بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ.
(( الحسين هو ابن داود المصيصي، قال أحمد: أرجوا أن لا يكون حدث إلا بالصدق. و أبو سفيان هو محمد بن حميد اليشكري ثقة ))






قوله تعالى ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ )

1114 - قال الطبري " 11608 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا"، وَهُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

1115 - و به قال " 11617 ":
عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ:" قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ"، وَهُوَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَاءَ بِالفُرْقَانِ الَّذِي فَرَّقَ اللهُ بِهِ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، فِيهِ بَيَانُ اللهِ وَنُورُهُ وَهُدَاهُ، وَعِصْمَةٌ لِمَنْ أَخَذَ بِهِ.





قوله تعالى (عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ)

1116 - قال الطبري " 11618 ":
حَدَّثَنَا الحَسَن بَنْ يَحْيَى قَالَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: "عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ" قَالَ: كَانَ بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسُمَائَةَ وَسِتُّونَ سَنَةٍ.

1117 - و قال " 11619 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: كَانَتِ الفَتْرَةُ بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهَا كَانَتْ سِتُّمَائَةِ سَنَةٍ، أَوْ مَا شَاءَ مِنْ ذَلِكَ، وَاللهُ أَعْلَم.





قوله تعالى ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا )

1118 - قال عبد الرزاق " 693 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} [المائدة: 20] ، قَالَ: «مَلَّكَهُمُ الْخَدَمَ».
قَالَ: مَعْمَرٌ ، وَقَالَ قَتَادَةُ: «وَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ مَلَكَ الْخَدَمَ».

1119 - و قال الطبري " 11624 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُم أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا"، قَالَ: كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ سُخِّرَ لَهُمُ الخَدَمُ مِنْ بَنِي آدَم وَمَلَكُوا. (4)







[يتبع بإذن الله]
_______
1/ هي"غزوة ذي أمر" بنجد، انظر ابن سعد 2/1/24.
2/ يقول الطبري في " تفسيره 11573 ": حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله:"اثنى عشر نقيبا" من كل سبط من بني إسرائيل رجل، أرسلهم موسى إلى الجبارين، فوجدوهم يدخل في كُمِّ أحدهم اثنان منهم يُلقونهم إلقاءً، ولا يحمل عنقود عنبهم إلا خمسة أنفس منهم في خشبة ويدخل في شطر الرمانة إذا نزع حبُّها خمسة أنفس أو أربع. فرجع النقباء كلٌّ منهم يَنْهى سِبْطه عن قتالهم إلا يوشع بن نون وكلاب بن يافنة، يأمران الأسباط بقتال الجبابرة وبجهادهم، فعصوا هذين وأطاعُوا الآخرين ".
3/ يقول سعيد بن منصور في " التفسير 722 ": نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: نا الْعَوَّامُ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ يَقُولُ: «أَغْرَى بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ فِي الْجِدَالِ فِي الدِّينِ». و قال " 723 ": نا هُشَيْمٌ قَالَ: نا الْعَوَّامُ، عَنْ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ: «الْخُصُومَاتُ فِي الدِّينِ تُبْطِلُ الْأَعْمَالَ».اهـ أما اليوم فصاروا يعدون للخصومات في الدين برامج ولقاءات على مسمع و مرأى الجميع. نسأل الله العافية.
4/ يقول سعيد بن منصور في " التفسير 726 ": نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ؟ قَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: «لَكَ امْرَأَةٌ تَأْوِي إِلَيْهَا؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ؟» قَالَ: نَعَمْ قَالَ: «فَأَنْتَ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ» قَالَ: إِنَّ لِي خَادِمًا قَالَ: «فَأَنْتَ مِنَ الْمُلُوكِ». اهـ فما أكثر الملوك و الأغنياء و يحسبون أنهم فقراء. و هو عند مسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق