سورة المائدة [ 21 - 30 ]
[سورة المائدة]
قوله تعالى ( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ
المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ )
1120 - قال عبد الرزاق " 695 ":
نا مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ} [المائدة: 21] ، قَالَ:
«هِيَ الشَّامُ».
1121 - و قال الطبري " 11655 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: "يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المقَدَّسَةَ الَّتِي
كَتَبَ اللهُ لَكُمْ": أُمِرُوا بِهَا، كَمَا أُمِرُوا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ
وَالحَجِّ وَالعُمْرَةِ.
قوله تعالى ( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا
قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا )
1122 - قال عبد الرزاق " 701 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا
جَبَّارِينَ} [المائدة: 22] ، قَالَ: «هُمْ أَطْوَلُ مِنَّا أَجْسَامًا وَأَشَدُّ
قُوَّةً».
1123 - و قال الطبري " 11658 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: "إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ"، ذُكِرَ
لَنَا أَنَّهُمْ كَانَتْ لَهُمْ أَجْسَامٌ وَخِلَقٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِمْ.
قوله تعالى ( قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ
يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا )
1124 - قال الطبري " 11674 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة (ح)، وَحَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
قَالَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَة: "قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا"،
فِي بَعْضِ الحُرُوفِ: (يَخَافُونَ اللهَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا) .
1125 - و قال " 11672 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا"
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الرَّجُلَيْنِ: يُوشَعْ بَنْ نُون وَكَالب. (1)
قوله تعالى ( ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ (2)
فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن
كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
1126 - قال الطبري " 11680 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمْ بَعَثُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ
كُلِّ سِبْطٍ رَجُلاً عُيُونًا لَهُمْ، وَلِيَأْتُوهُمْ بِأَخْبَارِ القَوْمِ. فَأَمَّا
عَشَرَةٌ فَجَبَّنُوا قَوْمَهُمْ وَكَرَّهُوا إِلَيْهِمُ الدُّخُولَ عَلَيْهِمْ. وَأَمَّا
الرَّجُلاَنِ فَأَمَرَا قَوْمَهُمَا أَنْ يَدْخُلُوهَا، وَأَنْ يَتَّبِعُوا أَمْرَ
اللهِ، وَرَغَّبَا فِي ذَلِكَ، وَأَخْبَرَا قَوْمَهُمَا أَنَّهُمْ غَالِبُونَ إِذَا
فَعَلُوا ذَلِكَ.
قوله تعالى ( قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن
نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا
إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ )
1127 - قال الطبري " 11683 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ، حِينَ صَدَّ المشْرِكُونَ الهَدْيَ وَحِيلَ
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَنَاسِكَهُمْ: "إِنِّي ذَاهِبٌ بِالهَدْيِ فَنَاحِرُهُ
عِنْدَ البَيْتِ! فَقَالَ لَهُ المقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ: أَمَا وَاللهِ لاَ نَكُونُ
كَالمَلَأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ قَالُوا لِنَبِيِّهِمْ: "اذْهَبْ أَنْتَ
وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ" وَلَكِنْ: اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ
فَقَاتِلاَ إِنَّا مَعَكُمْ مُقَاتِلُونَ! فَلَّمَا سَمِعَهَا أَصْحَابُ نَبِيِّ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَتَابَعُوا عَلَى ذَلِكَ.
قوله تعالى ( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ
عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ )
1128 - قال الطبري " 11696 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَالَ اللهُ جَلَّ وَعَزَّ: "إِنَّهَا
مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً"، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ [القُرَى]،(3)
فَكَانُوا لاَ يَهْبِطُونَ قَرْيَةً وَلاَ يَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ، إِنَّمَا يَتَّبِعُونَ
الأَطْوَاءَ (4) أَرْبَعِينَ سَنَة. وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ مُوسَى صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ فِي الأَرْبَعِينَ سَنَة، وَأَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ
بَيْتَ المقْدِسِ مِنْهُمْ إِلاَّ أَبْنَاؤُهُمْ وَالرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ قَالاَ
مَا قَالاَ.
1129 - و قال عبد الرزاق
" 753 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: {فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً}
[المائدة: 26] ، يَعْنِي الشَّامَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ {يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ}
[المائدة: 26] : لَا يَأْوُونَ إِلَى قَرْيَةٍ ، فَبَعْدَ ذَلِكَ أَظَلَّهُمُ اللَّهُ
بِالْغَمَامِ تَبَرُّكًا ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ، وَفِي تِيهِهِمْ
ذَلِكَ ضَرَبَ مُوسَى بِعَصَاهُ الْحَجَرَ ، فَكَانَتْ تَتَفَجَّرُ مِنْهُ اثْنَتَا
عَشْرَةَ عَيْنًا لِكُلِّ سِبْطٍ عَيْنٌ ، قَالَ: وَكَانُوا يَحْمِلُونَهُ فَإِذَا
ضَرَبَهُ بِعَصَاهُ تَفَجَّرَتْ ".
قوله تعالى ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ
آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ
يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ
اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )
1130 - قال عبد الرزاق " 697 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ}
[المائدة: 27] ، قَالَ: " هُمَا هَابِيلُ ، وَقَابِيلُ ، كَانَ أَحَدُهُمَا
صَاحِبَ زَرْعٍ ، وَالْآخَرُ صَاحِبَ مَاشِيَةٍ ، فَجَاءَ أَحَدُهُمَا بِخَيْرِ
مَالِهِ ، وَجَاءَ الْآخَرُ بِشَرِّ مَالِهِ ، فَجَاءَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْ
قُرْبَانَ أَحَدِهِمَا ، وَهُوَ هَابِيلُ ، وَتَرَكَتْ قُرْبَانَ الْآخَرِ
فَحَسَدَهُ فَقَالَ {لَأَقْتُلَنَّكَ} [المائدة: 27] ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: {إِنِّي
أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ} [المائدة: 29] ، يَقُولُ بِإِثْمِ
قَتْلِي ، وَإِثْمِكَ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا} [المائدة:
31] ، فَإِنَّهُ قَتَلَ غُرَابٌ غُرَابًا ، فَجَعَلَ يَحْثُو عَلَيْهِ ، فَقَالَ
ابْنُ آدَمَ الَّذِي قَتَلَ أَخَاهُ حِينَ رَآهُ: {يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ
أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ} [المائدة: 31] الْآيَةَ.
1131 - و قال الطبري " 11716 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالحَقِّ"،
ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُمَا هَابِيلُ وَقَابِيلُ. فَأَمَّا هَابِيلُ، فَكَانَ صَاحِبَ
مَاشِيَةٍ، فَعَمَدَ إِلَى خَيْرِ مَاشِيَتِهِ فَتَقَرَّبَ بِهَا، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ
نَارٌ فَأَكَلَتْهُ، وَكَانَ القُرْبَانُ إِذَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ، نَزَلَتْ عَلَيْهِ
نَارٌ فَأَكَلَتْهُ. وَإِذَا رُدَّ عَلَيْهِمْ أَكَلَتْهُ الطَّيْرُ وَالسِّبَاعُ.
وَأَمَا قَابِيلُ، فَكَانَ صَاحِبَ زَرْعٍ، فَعَمَدَ إِلَى أَرْدَإِ زَرْعِهِ فَتَقَرَّبَ
بِهِ، فَلَمْ تَنْزِلْ عَلَيْهِ النَّارُ، فَحَسَدَ أَخَاهُ عِنْدَ ذَلِكَ فَقَالَ:
لَأَقْتُلَنَّكَ! قَالَ: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المتَّقِينَ.
قوله تعالى ( إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ
بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ )
1132 - قال الطبري " 11731 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ"،
يَقُولُ: بِقَتْلِكَ إِيَّايَ، وَإِثْمِكَ قَبْلَ ذَلِكَ.
قوله تعالى ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ
أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
1133 - قال الطبري " 11745 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ"، قَالَ: زَيَّنَتْ لَهُ نَفْسُهُ
قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ.
[يتبع بإذن الله]
_______
1/ قال الطبري في " تفسيره 11666 ": حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قصة ذكرها، قال: فرجع النقباء، كلُّهم ينهى سِبْطه عن قتالهم، إلا يوشع بن نون، وكلاب بن يافنة، يأمران الأسباط بقتال الجبارين ومجاهدتهم، فعصوهما، وأطاعوا الآخرين، فهما الرجلان اللذان أنعم الله عليهما.
2/ قال مجاهد: قرية الجبَّارين. [تفسير الطبري 11681 بسند صحيح].
3/ قال المحقق: الزيادة بين القوسين من تاريخ الطبري.
4/ الأطواء جمع الطوى. و هي ثِنْيٌ، كالعُقدة في ذنب الجرادة. [المعجم الوسيط]، و لعل هذا هو شكل التيه الذي دخلوا فيه. و الله أعلم. يقول الطبري في " تفسيره 11701 ": حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: تاهت بنو إسرائيل أربعين سنة، يصبحون حيث أمسوا، ويمسون حيث أصبحوا في تيههم.اهـ و قال عبد الرزاق في " تفسيره 754 " عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، «أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ تَشُبُّ مَعَهُمْ ثِيَابُهُمْ إِذَا كَانُوا صِغَارًا فِي تِيهِهِمْ لَا تَبْلَى»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق