السبت، 25 أبريل 2015

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ المَائِدَة [ 101 - 110 ]

سورة المائدة [ 101 - 110 ]









[سورة المائدة]







قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (1)

1195 - قال الطبري " 12797 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ"، قَالَ: فَحَدَّثَنَا أَنَّ أَنَس بن مَالِك حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوهُ حَتَّى أَحْفَوْهُ بِالمَسْأَلَةِ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَعِدَ المِنْبَرَ فَقَالَ:"لاَ تَسْأَلُونِي اليَوْمَ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ بَيَّنْتُهُ لَكُمْ! فَأَشْفَقَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَمْرٌ قَدْ حَضَرَ، فَجَعَلْتُ لاَ أَلْتَفِتُ يَمِينًا وَلاَ شِمَالاً إِلاَّ وَجَدْتُ كُلاَّ لاَفًّا رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي. فَأَنْشَأَ رَجُلٌ كَانَ يُلاَحَى فَيُدْعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَنْ أَبِي؟ قَالَ: "أَبُوكَ حُذَافَة"! قَالَ: ثُمَّ قَامَ عُمَر - أَوْ قَالَ: فَأَنْشَأَ عُمَر - فَقَالَ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولاً عَائِذًا بِاللهِ - أَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ - مِنْ سُوءِ الفِتَنِ! قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَمْ أَرَ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِ كَاليَوْمِ قَطُّ، صُوِّرَتْ لِيَ الجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ الحَائِطِ.

1196 - و قال " 12800 ":
حَدَّثَنَا القَاسِم قَالَ، حَدَّثَنَا الحُسَيْن قَالَ، حَدَّثَنِي سُفْيَان، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة قَالَ: سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَكْثَرُوا عَلَيْهِ، فَقَامَ مُغْضَبًا خَطِيبًا فَقَالَ: سَلُونِي، فَوَاللهِ لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي إِلاَّ حَدَّثْتُكُمْ! فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: مَنْ أَبِي؟ قَالَ: أَبُوكَ حُذَافَة. وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ وَقَالَ: سَلُونِي! فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ كَثُرَ بُكَاؤُهُمْ، فَجَثَا عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا - قَالَ مَعْمَر، قَالَ الزُّهْرِي، قَالَ أَنَسٌ مِثْلَ ذَلِكَ: فَجَثَا عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ -  فَقَالَ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُولاً. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ صُوِّرَتْ لِي الجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِي عرْضِ هَذَا الحَائِط، فَلَمْ أَرَ كَاليَوْمِ فِي الخَيْرِ وَالشَرِّ.
قَالَ الزُّهْرِي، فَقَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بن حُذَافَة: مَا رَأَيْتُ وَلدًا أَعَقَّ مِنْكَ قَطّ! أَتَأْمَنُ أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ قَارَفَتْ مَا قَارَفَ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ فَتَفْضَحَهَا عَلَى رُؤُوسِ النَّاسِ!! فَقَالَ: وَاللهِ لَوْ أَلْحَقَنِي بِعَبْدٍ أَسْوَد لَلَحِقْتُهُ.






قوله تعالى ( مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ )

1197 - قال الطبري " 12838 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ"، تَشْدِيدٌ شَدَّدَهُ الشَّيْطَانُ عَلَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ فِي أَمْوَالِهِم وَتَغْلِيظٌ عَلَيْهِمْ، فَكَانَتِ "البَحِيرَةُ" مِنَ الِإبِلِ، إِذَا نَتَجَ الرَّجُلُ خَمْسًا مِنْ إِبِلِهِ، نَظَرَ البَطْنَ الخَامِس، فَإِنْ كَانَتْ سَقْبًا ذَبَحَ فَأَكَلَهُ الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ، وَإِنْ كَانَ مَيْتَةَ اشْتَرَكَ فِيهِ ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ، وَإِنْ كَانَتْ حَائِلاً - وَهِيَ الأُنْثَى - تُرِكَتْ، فَبُتِكَتْ أُذُنُهَا، فَلَمْ يُجَزَّ لَهَا وَبْرٌ، وَلَمْ يُشْرَبْ لَهَا لَبَنٌ، وَلَمْ يُرْكَبْ لَهَا ظَهْرٌ، وَلَمْ يُذْكَرْ للهِ عَلَيْهَا اسْمٌ. وَكَانَتِ "السَّائِبَةُ"، يُسَيِّبُونَ مَا بَدَا لَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، فَلاَ تُمْنَعُ مِنْ حَوْضٍ أَنْ تَشْرَعَ فِيهِ، وَلاَ مِنْ حِمًى أَنْ تَرْتَعَ فِيهِ. وَكَانَتِ "الوَصِيلَةُ" مِنَ الشَاءِ، مِنَ البَطْنِ السَّابِعِ، إِذَا كَانَ جَدْيًا ذُبِحَ فَأَكَلَهُ الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ. وَإِنْ كَانَ مَيْتَةً اشْتَرَكَ فِيهِ ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ. وَإِنْ جَاءَتْ بِذَكَرٍ وَأُنْثَى قِيلَ: "وَصَلَتْ أَخَاهَا فَمَنَعَتْهُ الذَّبْحَ". وَ "الحَام"، كَانَ الفَحْلُ إِذَا رُكِبَ مِنْ بَنِي بَنِيهِ عَشَرَة، أَوْ وَلَدَ وَلَدَهُ، قِيلَ: "حَامَ حِمَى ظَهْره"، فَلَمْ يُزَمَّ وَلَمْ يُخْطَمْ وَلَمْ يُرْكَبْ.

1198 - و قال عبد الرزاق " 752 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ: " الْبَحِيرَةُ مِنَ الْإِبِلِ كَانَتِ النَّاقَةُ إِذَا نُتِجَتْ خَمْسَةَ بُطُونٍ ، فَإِنْ كَانَ الْخَامِسُ ذَكَرًا كَانَ لِلرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ ، وَإِنْ كَانَتْ أُنْثَى بَتَّكُوا أُذُنَهَا ، ثُمَّ أَرْسَلُوهَا فَلَمْ يَجُّزُوا لَهَا وَبَرًا ، وَلَمْ يَشْرَبُوا لَهَا لَبَنًا ، وَلَمْ يَرْكَبُوا لَهَا ظَهْرًا ، وَإِنْ كَانَتْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ ، وَأَمَّا السَّائِبَةُ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُسَيِّبُونَ بَعْضَ إِبِلِهِمْ فَلَا تُمْنَعُ حَوْضًا أَنْ تَشْرَعَ فِيهِ ، وَلَا مَرْعًى أَنْ تَرْعَى فِيهِ ، وَالْوَصِيلَةُ الشَّاةُ كَانَتْ إِذَا وَلَدَتْ سَبْعَةَ بُطُونٍ ، فَإِنْ كَانَ السَّابِعُ ذَكَرًا ذُبِحَ وَأَكَلَهُ الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ ، وَإِنْ كَانَتْ أُنْثَى تُرِكَتْ وَإِنْ كَانَتْ ذَكَرًا وَأُنْثَى ، قَالُوا: وَصَلَتْ أَخَاهَا فَتُرِكَ لَا يُذْبَحُ ".

1199 - و قال ابن أبي حاتم " 6906 ":
حَدَّثَنَا الحَسَن ابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ فِي قَوْلِهِ: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَالْحَامُ الْفَحْلُ مِنَ الإِبِلِ إِذَا كَانَ يَضْرِبُ الضِّرَابَ الْمَعْدُودَ فَإِذَا بَلَغَ ذَلِكَ قَالُوا: قَدْ حَمَى ظَهْرَهُ فَيُتْرَكُ فَسَمَّوْهُ الحَام.
قَالَ مَعْمَرٌ: قَالَ قَتَادَةُ: إِذَا ضَرَبَ عَشَرَةً.





قوله تعالى ( وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ )

1200 - قال ابن أبي حاتم " 6912 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: (يَفْتَرُونَ) أَيْ يُشْرِكُونَ.

1201 - و قال " 6913 " :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدُ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ يَقُولُ: تَحْرِيمُ الشَّيْطَانِ الَّذِي حَرَّمَ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا كَانَ مِنَ الشَّيْطَانِ وَلا يَعْقِلُونَهُ.






قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ )

1202 - قال الطبري " 12857 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ، حَدَّثَنَا(2) أَبُو مَازِنٍ، رَجُلٌ مِنْ صَالِحِي الأَزْد مِنْ بَنِي الحُدَّان، قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي حَيَاةِ عُثْمَانَ إِلَى المدِينَةِ، فَقَعَدْتُ إِلَى حَلَقَةٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَرَأَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ هَذِهِ الآيَة "لاَ يَضرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ"، قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَسَنِّ القَوْمِ (3): دَعْ هَذِهِ الآيَة، فَإِنَّمَا تَأْوِيلُهَا فِي آخِرِ الزَّمَانِ.





قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ  )

1203- قال ابن أبي حاتم " 6930 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ) فَهَذَا رَجُلٌ مَاتَ بِغُرْبَةٍ مِنَ الأَرْضِ، وَتَرَكَ تَرِكَةً، وَأَوْصَى بِوَصِيَّةٍ، وَشَهِدَ عَلَى وَصِيَّتِهِ رَجُلانِ.





قوله تعالى ( اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ (4) أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ )

1204 - قال عبد الرزاق " 756 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ، يَقُولُ: {اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} [المائدة: 106] ، قَالَ: مُسْلِمَيْنِ {أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} [المائدة: 106] ، قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ". (5)


1205 - و قال الطبري " 12951 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُم" إِلَى"فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الموْتِ"، فَهَذَا رَجُلٌ مَاتَ بِغُرْبَةٍ مِنَ الأَرْضِ، وَتَرَكَ تَرِكَتَهُ، وَأَوْصَى بِوَصِيَّتِهِ، وَشَهِدَ عَلَى وَصِيَّتِهِ رَجُلاَنِ. فَإِن ارْتِيبَ فِي شَهَادَتِهِمَا، اسْتُحْلِفَا بَعْدَ العَصْرِ. وَكَانَ يُقَالُ: عِنْدَهَا تَصِيرُ الأَيْمَانُ.






قوله تعالى ( فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا )

1206 - قال الطبري " 12975 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "فَإِنْ عُثِرَ"، أَيْ: اطُّلِعَ مِنْهُمَا عَلَى خِيَانَةٍ، عَلَى أَنَّهُمَا كَذَبَا أَوْ كَتَمَا، فَشَهِدَ رَجُلاَنِ هُمَا أَعْدَلُ مِنْهُمَا بِخِلاَفِ مَا قَالاَ أُجِيزَتْ شَهَادَةُ الآخَرِينَ، وَأُبْطِلَتْ شَهَادَةُ الأَوَّلِينَ.





قوله تعالى ( فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ )

1207 - قال الطبري " 12968 ":
حَدَّثَنَا القَاسِم، حَدَّثَنَا الحُسَيْن قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَان، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة وَابْن سِيرِين وَغَيْرهُ - قَالَ، وَثَنَا الحَجَّاجُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عِكْرِمَة - دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُم" الآيَة، قَالَ: كَانَ عَدِيّ وَتَمِيمٍ الدَّارِي، وَهُمَا مِنْ لَخْم، نَصْرَانِيَّانِ، يتَّجِرَانِ إِلَى مَكَّة فِي الجَاهِلِيَّةِ. فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَوَّلاَ مَتْجَرَهُمَا إِلَى المَدِينَةِ، فَقَدِمَ ابْنُ أَبِي مَارِيَّة، مَوْلَى عَمْرُو بْنُ العَاصِ المدِينَةَ، وَهُوَ يُرِيدُ الشَّأم تَاجِرًا، فَخَرَجُوا جَمِيعًا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، مَرِضَ ابْن أَبِي مَارِيَّة، فَكَتَبَ وَصِيَّتَهُ بِيَدِهِ تُمَّ دَسَّهَا فِي مَتَاعِهِ، ثُمَّ أَوْصَى إِلَيْهِمَا. فَلَمَّا مَاتَ فَتَحَا مَتَاعَهُ، فَأَخَذَا مَا أَرَادَا، ثُمَّ قَدِمَا عَلَى أَهْلِهِ فَدَفَعَا مَا أَرَادَا، فَفَتَحَ أَهْلُهُ مَتَاعَهُ، فَوَجَدُوا كِتَابَهُ وَعَهْدَهُ وَمَا خَرَجَ بِهِ، وَفَقَدُوا شَيْئًا، فَسَأَلُوهُمَا عَنْهُ، فَقَالُوا: هَذَا الَّذِي قَبَضْنَا لَهُ وَدَفَعَ إِلَيْنَا. قَالَ لَهُمَا أَهْلُه: فَبَاعَ شَيْئًا أَوْ ابْتَاعَهُ؟ قَالاَ: لَا! قَالُوا: فَهَلْ اسْتَهْلَكَ مِنْ مَتَاعِهِ شَيْئًا؟ قَالاَ: لاَ! قَالُوا: فَهَل تَجَرَ تِجَارَةً؟ قَالاَ: لاَ! قَالُوا: فَإِنَّا قَدْ فَقَدْنَا بَعْضَهُ! فَاتُّهِمَا، فَرَفَعُوهُمَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَة:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الموْتُ" إِلَى قَوْلِهِ: "إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثِمِينَ". قَالَ: فَأمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْتَحْلِفُوهُمَا فِي دُبُرِ صَلاَةِ العَصْرِ(6): بِاللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ، مَا قَبَضْنَا لَهُ غَيْرَ هَذَا، وَلاَ كَتَمْنَا". قَالَ: فَمَكَثَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْكُثَا، ثُمَّ ظُهِرَ مَعَهُمَا عَلَى إِنَاءٍ مِنْ فِضَّةٍ مَنْقُوشٍ مُمَوَّهٍ بِذَهَبٍ، فَقَالَ، أَهْلُهُ: هَذَا مِنْ مَتَاعِهِ؟ قَالاَ: نَعَمْ، وَلَكِنَّا اشْتَرَيْنَا مِنْهُ، وَنَسِينَا أَنْ نَذْكُرَهُ حِينَ حَلَفْنَا، فَكَرِهْنَا أَنْ نُكَذِّبَ أَنْفُسَنَا! فَتَرَافَعُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَتِ الآيَةُ الأُخْرَى: "فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتُحِقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ"، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ المَيِّتِ أَنْ يَحْلِفَا عَلَى مَا كَتَمَا وَغَيَّبَا وَيَسْتَحِقَّانِهِ. ثُمَّ إِنَّ تَمِيمًا الدَّارِي أَسْلَمَ وَبَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يَقُولُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ: أَنَا أَخَذْتُ الإِنَاءَ! .






قوله تعالى (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ)

1208 - يقول ابن أبي حاتم " 6962 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يحيي اثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلَهُ: ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا يَقُولُ: ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ يَصْدُقُوا فِي شَهَادَتِهِمْ.

1209 - و قال الطبري "12980 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلُهُ: "ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ " الآيَة، يَقُولُ: ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ يَصْدُقُوا فِي شَهَادَتِهِمْ، وَأَنْ يَخَافُوا العَقِب.

1210 - و قال ابن أبي حاتم " 6966 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ (أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ) يَقُولُ: أَيْ يَخَافُونَ الْعِقَابَ.





قوله تعالى ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ )

1211 - قال عبد الرزاق " 84 ":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة: 87] قَالَ: «هُوَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».





قوله تعالى ( وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ )

1212 - قال ابن أبي حاتم " 6996 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيه عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ (وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ) قَالَ: كَانَ عِيسَى يَقْرَأُ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ. 








[يتبع بإذن الله]
________
1/ يقول الطبري في " تفسيره 12810 " حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم، عن عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله:"يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم"، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج، فقيل: أواجب هو يا رسول الله كل عام؟ قال: لا لو قلتها لوجبت، ولو وجبت ما أطقتم، ولو لم تطيقوا لكفرتم. ثم قال: سلوني، فلا يسألني رجل في مجلسي هذا عن شيء إلا أخبرته، وإن سألني عن أبيه! فقام إليه رجل فقال: من أبي؟ قال: أبوك حذافة بن قيس. فقام عمر فقال: يا رسول، رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا، ونعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله.اهـ و قال عبد الرزاق في " تفسيره 747 ": عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: نَزَلَتْ {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة: 101] فِي رَجُلٍ ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَبِي؟ ، قَالَ: «أَبُوكَ فُلَانٌ». اهـ
2/ يقول ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل 2246 ": أبو مازن الأزدي الحداني وكان من صلحاء الأزد قدم المدينة في زمن عثمان رضى الله تعالى عنه روى قتادة عن صاحب له عنه. سمعت أبى يقول ذلك ".اهـ
3/ يقول عبد الرزاق في " تفسيره 759 ": عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ: " كُنْتُ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ فِي الْمَدِينَةِ فِي حَلْقَةٍ فِيهِمْ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا فِيهِمْ شَيْخٌ يَسْنِدُونَ إِلَيْهِ ، حَسِبْتُ أَنَّهُ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فَقَرَأَ رَجُلٌ {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] ، فَقَالَ الشَّيْخُ: «تَأْوِيلُهُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ».
4/ يقول الطبري في " تفسيره 12882 ": حدثنا محمد بن بشار وعبيد الله بن يوسف الجبيري قالا حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب في قوله: وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ [سورة الطلاق: 2] ، قال: ذَوَي عَقْلٍ.
5/ يقول الطبري في " تفسيره 12942 ": حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا ابن أبِي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب في قوله:" اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ "، قال: اثنان من أهل دينكم . "أو آخران من غيركم"، من أهل الكتاب، إذا كان ببلادٍ لا يجد غيرهم. و هو قول شريح، و خالف آخرون. يقول الطبري في " تفسيره 12933 ": حدثنا عمرو قال، حدثنا أبو داود قال، حدثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري قال: مضت السُّنة أن لا تجوز شهادة كافر في حضر ولا سفر، إنما هي في المسلمين.اهـ و هو قول الحسن و عكرمة و عبيدة السلماني.
و الراجح الأول إن شاء الله. يقول سعيد بن منصور في " التفسير 857 ": نا هُشَيْمٌ قَالَ: نا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّعْبِيُّ: أَنَّ رَجُلًا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بِدَقُوقَاءَ، فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُشْهِدُهُمْ عَلَى وَصِيَّتِهِ، فَأَشْهَدَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَقَدِمَا بِتَرِكَتِهِ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ: «هَذَا أَمْرٌ لَمْ يَكُنْ بَعْدَ الَّذِي كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَحْلَفَهُمَا بَعْدَ صَلَاةِ الْعَصْرِ بِاللَّهِ مَا خَانَا، وَلَا كَذِبَا، وَلَا بَدَّلَا، وَإِنَّهَا لَتَرِكَتُهُ، ثُمَّ أَجَازَ شَهَادَتَهُمَا».اهـ
6/ يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 6940 ": حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، ثنا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عبيدَةَ فِي قَوْلِهِ: (تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ) قَالَ: صَلاةِ الْعَصْرِ. اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق