سورة الأنعام [ 91 - 100 ]
[سورة الأنعام]
قوله تعالى ( وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ
مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ) (1)
1305 - قال الطبري " 13539
":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ،
حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا
مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ"، إِلَى قَوْلِهِ "فِي خَوْضِهِمْ
يَلْعَبُونَ"، هُمُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، قَوْمٌ آتَاهُمُ اللهُ عِلْمًا فَلَمْ
يَقْتَدُوا بِهِ، وَلَمْ يَأْخُذُوا بِهِ، وَلَمْ يَعْمَلُوا بِهِ، فَذَمَّهُمُ اللهُ
فِي عَمَلِهِمْ ذَلِكَ.
قوله تعالى ( قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى
نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا
)
1306 - قال ابن أبي حاتم "
7603 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ
الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: قَوْلَهُ: (تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ
تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا) هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.
قوله تعالى ( وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ
)
1307 - قال ابن أبي حاتم "
7604 ":
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ،
ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: قَوْلَهُ: (وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا) قَالَ: هَؤُلاَءِ
مُشْرِكُوا العَرَبِ.
1308 - و قال " 7605 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ،
ثنا يَزِيدُ، ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ: قَوْلَهُ: (وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ
وَلا آبَاؤُكُمْ) قَالَ: هُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَوْمًا آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمًا
فَلَمْ يَقْتَدُوا بِهِ، وَلَمْ يَأْخُذُوا بِهِ، وَلَمْ يَعْمَلُوا بِهِ، فَذَمَّهُمُ
اللَّهُ فِي عَمَلِهِمْ ذَلِكَ.
قوله تعالى ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي
بَيْنَ يَدَيْهِ )
1309 - قال ابن أبي حاتم "
7610 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الْعَبَّاسُ ثنا
يَزِيدُ ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ: قوله (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ) قَالَ:
هُوَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
قوله تعالى ( وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا
)
1310 - قال الطبري " 13552
":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّد بَن ثَوْر قَالَ، حَدَّثَنَا مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: "وَلِتُنْذِرَ أُمَّ القُرَى"،
قَالَ: هِيَ مَكَّة.
وَبِهِ عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الأَرْضَ
دُحِيَتْ مِنْ مَكَّة. (2)
1311 - و قال " 13553 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَلِتُنْذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا"،
كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ أُمَّ القُرَى، مَكَّة. وَكُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ مِنْهَا دُحِيَتِ
الأَرْضُ.
قوله تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ
وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ )
1312 - قال ابن أبي حاتم "
7622 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ
الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ ثنا يَزِيدُ ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ: قَوْلُهُ: (عَلَى صَلاتِهِمْ
يُحَافِظُونَ) أَيْ عَلَى وُضُوئِهَا وَمَوَاقِيتِهَا وَرُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا.
قوله تعالى ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ )
1313 - قال الطبري " 13557
":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد
بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "أَوْ قَالَ أُوحِيَ
إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِّلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ
اللهُ"، ذُكِرَ لَنَا أَنَّ هَذِهِ الآيَةُ نَزَلَتْ فِي مُسَيْلمَة. ذُكِرَ لَنَا
أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى
النَّائِمُ كَأَنَّ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي،
فَأَوْحَى إِلَيَّ: أَن انْفخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَطاَرَا، فَأَوَّلْتُهُمَا فِي
مَنَامِي الكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا، كَذَّابُ اليَمَامَةِ مُسَيْلِمَة،
وَكَذَّابُ صَنْعَاء العِنْسِيّ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: "الأَسْوَد".
1314 - و قال ابن أبي حاتم "
7625 ":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
ثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: (أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ
إِلَيْهِ شَيْءٌ) قَالَ: نَزَلَتْ فِي مُسَيْلِمَةَ.
وَرَوَاهُ شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ: نَزَلَتْ فِي مُسَيْلِمَةَ
وَالأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ.
قوله تعالى ( وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ
أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء (3) لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم
مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ )
1315 - قال عبد الرزاق " 829
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَقَدْ
تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} [الأنعام: 94] ، قَالَ: «مَا كَانَ بَيْنَهُمْ مِنَ الْوَصْلِ».
قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ) (4)
1316 - قال ابن أبي حاتم "
7651 ":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ
ثنا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: (فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى) قَالَ: يَفْلِقُ الْحَبَّ
وَالنَّوَى عَنِ النَّبَاتِ.
قوله تعالى ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ )
1317 - قال عبد الرزاق " 831
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَالِقُ
الْإِصْبَاحِ} [الأنعام: 96] ، قَالَ: «فَالِقُ الصُّبْحِ».
قوله تعالى ( وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا )
1318 - قال ابن أبي حاتم "
7675 ":
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ ثنا
الْوَلِيدُ ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا)،
يَسْكُنُ فِيهِ كُلُّ طَيْرٍ وَدَابَّةٍ.
قوله تعالى ( وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا )
1319 - قال عبد الرزاق " 832
":
نا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا} [الأنعام: 96] ، قَالَ: «يَدُورَانِ فِي حِسَابٍ».(5)
قوله تعالى ( وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
)
1320 - قال الطبري " 13614
":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ،
حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ"، مِنْ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
قوله تعالى ( فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ )
1321 - قال عبد الرزاق " 833
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَمُسْتَقَرٌّ
وَمُسْتَوْدَعٌ} [الأنعام: 98] ، قَالَ: «مُسْتَقَرٌّ فِي الرَّحِمِ ، وَمُسْتَوْدَعٌ
فِي الصُّلْبِ» (6)
قوله تعالى ( قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ
)
1322 - قال ابن أبي حاتم "
7699 ":
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ
الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ بْنُ رَبِيعِ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ:
(قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ) يقول: بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ
يَفْقَهُونَ.
قوله تعالى ( وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء (7)
فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ
حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ
)
1323 - قال عبد الرزاق " 837
":
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِنْ
طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ} [الأنعام:99] ، قَالَ: " قِنْوَانٌ عُذُوقُ النَّخْلِ،
يَقُولُ: دَانِيَةٌ مُتَهَدِّلَةٌ يَعْنِي مُتَدَلَّيَةً ".
قوله تعالى ( وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ
مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ )
1324 - قال الطبري " 13670
":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ،
حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْله: "وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ"، قَالَ: مُشْتَبِهًا وَرَقُهُ،
مُخْتَلِفًا ثَمَرُهُ.
1325 - و قال ابن ابي حاتم "
7713 ":
حَدَّثَنَا أَبِي ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا أَبِي عَنْ
خَالِدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ قَتَادَةَ: قَوْلَهُ: (مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ)، يُقَالُ
مُتَشَابِهًا وَرَقُهُ مُخْتَلِفًا ثَمَرُهُ.
قوله تعالى ( انظُرُواْ إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ
)
1326 - قال عبد الرزاق " 838
":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَيَنْعِهِ}
[الأنعام: 99] ، قَالَ: «وَنُضْجِهِ».
قوله تعالى ( وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ
لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ
)
1327 - قال الطبري 13685 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَجَعَلُوا للهِ شُرَكَاءَ الِجنَّ" كَذَبُوا.
"سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ"، عَمَّا يَكْذِبُونَ. أَمَّا
العَرَبُ فَجَعَلُوا لَهُ البَنَات، وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ مِنَ الغِلْمَانِ. وَأَمَّا
اليَهُودَ فَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجِنَّةُ
أَنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ.
1328 - و قال عبد الرزاق "
839 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَخَرَقُوا
لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ} [الأنعام: 100] ، قَالَ: «خَرَصُوا».
1329 - و قال ابن أبي حاتم "
7723 ":
حَدَّثَنَا أَبِي ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا أَبِي ثنا
خَالِدُ بْنُ قَيْسٍ عَنْ قَتَادَةَ: قَوْلَهُ: (وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ) قَالَ:
كَذَبُوا لَهُ، أَمَّا الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالُوا نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ
وَأَحِبَّاؤُهُ، وَهُمْ كَذَّبُوا بِهِ، وَأَمَّا مُشْرِكُو الْعَرَبِ فَكَانُوا يَعْبُدُونَ
اللاَّتَ وَالْعُزَّى فَيَقُولُونَ: الْعُزَّى بَنَاتُ اللَّهِ، فَأَكْذَبَهُمُ اللَّهُ
وَنَفَاهُمْ مِنْ فِرَائِهِمْ.
[يتبع بإذن الله]
_______
1/ ذهب مجاهد إلى أنها نزلت في مشركي قريش. و جاء بسند قوي عن ابن جبير أنها في اليهود. يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 7597 ": حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ أَبُو الرَّبِيعِ، ثنا يَعْقُوبُ، أَنْبَأَ جَعْفَرٌ عَنْ سَعِيدِ ابن جُبَيْرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ يُقَالُ لَهُ مَالِكُ بْنُ الصَّيْفِ فَخَاصَمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْشُدُكَ بِالَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، هَلْ تَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْحَبْرَ السَّمِينَ؟ قَالَ: وَكَانَ حَبْرًا سَمِينًا فَغَضِبَ وَقَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ. فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ: وَيْحَكَ! وَلا عَلَى مُوسَى؟ قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ، قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ؟".اهـ أبو الربيع هو سليمان بن داود العتكي.
2/ يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 7615 ": حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنِي الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ عَطَاءٌ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ: فَبَعَثَ اللَّهُ رِيَاحًا فَشَقَّقَتِ الْمَاءَ فَأَبْرَزَتْ مَوْضِعَ الْبَيْتِ عَلَى حَشَفَةٍ بَيْضَاءَ، فَمَدَّ اللَّهُ الأَرْضَ مِنْهَا فَلِذَلِكَ هِيَ أُمُّ الْقُرَى.
3/ يقول الطبري في " تفسيره 13573 ": حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج، أخبرني الحكم بن أبان، عن عكرمة قال: قال النضر بن الحارث: "سوف تشفع لي اللات والعزَّى"! فنزلت هذه الآية: "ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة"، إلى قوله: "شركاء".
4/ يقول سعيد بن منصور في " التفسير 891 ": نا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُصَين، عَنْ أَبِي مَالِكٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى}، قَالَ: الشَّقُّ الَّذِي يَكُونُ فِي النَّواة وَالحنْطَة.اهـ أبو مالك هو غزوان الغفاري الفقيه.
5/ كلام الله و كلام نبيه و كلام أصحابه و من تبعهم على أن الشمس و القمر يدوران و يجريان، و الأرض ثابثة لا تدور، و لكن القوم يأبون إلا المخالفة. فإن قيل: قد جاء من طريق سعيد عن قتادة أنه قال: وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا، أَيْ: ضِيَاءً. اهـ قيل: معمر عن قتادة أقوى من سعيد عن قتادة. لأن كلام قتادة كأنما نقش في صدر معمر [تهذيب الكمال 28/306]، و هذا بخلاف الأسانيد فإنه لم يحفظ عنه الأسانيد [علل الترمذي ص 364]، فليتنبه لهذا. الأمر الثاني: يقول الطبري في " تفسيره ": " و"الحسبان" في كلام العرب جمع"حِساب"، كما"الشُّهبان" جمع شهاب. وقد قيل إن "الحسبان"، في هذا الموضع مصدر من قول القائل:"حَسَبْتُ الحساب أحسُبُه حِسابًا وحُسْبانًا". وحكي عن العرب:"على الله حُسْبان فلان وحِسْبته"، أي: حسابه. وأحسب أن قتادة في تأويل ذلك بمعنى الضياء، ذهب إلى شيء يروى عن ابن عباس في قوله: (وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ) [سورة الكهف: 40] . قال: نارًا، فوجه تأويل قوله: "والشمس والقمر حسبانًا"، إلى ذلك التأويل. وليس هذا من ذلك المعنى في شيء ".اهـ و الذي يبدوا أنه لا معارضة، فالأول وصف ( يدوران في حساب) و الثاني صفة ( ضياء ). و الله أعلم.
6/و هو قول ابن عباس رضي الله عنه. يقول الطبري في " تفسيره 13631 ": حدثني يعقوب قال، حدثنا هشيم قال، أخبرنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله: {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} [سورة هود: 6] ، قال: "المستقر"، ما كان في الرحم مما هو حيٌّ، ومما قد مات. و"المستودع"، ما في الصلب ".اهـ أبو بشر هو جعفر بن إياس. و به قال " 13632 ": عن سعيد بن جيير قال: قال لي ابن عباس، وذلك قَبْلَ أَنْ يَخْرُج وَجْهِي أتزوّجت يا ابن جبير؟ قال: قلت لا، وما أريد ذاك يومي هذا! قال فقال: أما إنه مع ذلك سيخرج ما كان في صلبك من المستودَعين ".اهـ و قول سعيد " قَبْلَ أَنْ يَخْرُج وَجْهِي " يريد قبل أن تظهر لحيتي، و هذا تعبير نفيس عزيز. و اليوم يعمد الناس إلى وجوههم فيطمسونها بأيديهم نسأل الله العافية.
7/ في هذه الآية الرد على الجهمية نفاة العلو. يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 7702 ": حَدَّثَنَا أَبِي ثنا أَبُو الأَشْعَثَ ثنا الْمُعْتَمِرُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ سَيَّارٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ عِنْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَذَكَرُوا الْمَاءَ، فَقَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ: مِنْهُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْهُ مَا يَسْقِيهِ الْغَيْمُ مِنَ الْبَحْرِ فَيُعْذِبُهُ الرَّعْدُ وَالْبَرْقُ، فَأَمَّا مَا كَانَ مِنَ الْبَحْرِ فَلا يَكُونُ لَهُ نَبَاتٌ، وَأَمَّا النَّبَاتُ فَمِمَّا كَانَ مِنَ السَّمَاءِ. اهـ والد المعتمر هو سليمان بن طرخان. و قول خالد بن يزيد هذا له أثر عظيم في معتقد المرأ إذا علم ان النبات لا يكون إلا من ماء السماء. يقول ابن رجب في الفتح: " وروى بإسناده [يعني إبن أبي الدنيا]، عن جابر الجعفي، عن عبد الله بن نجي، قالَ: كانَ علي (إذا مطرت السماء خرج فإذا أصاب صلعته الماء مسح رأسه ووجهه وجسده، وقال: بركة نزلت من السماء لم تمسها يد ولا سقاء). وبإسناده، عن عبد الله بن مؤمل، عن ابن أبي مليكة، قالَ: كانَ ابن عباس يتمط، يقول: يا عكرمة، أخرج الرحل، أخرج كذا، أخرج كذا، حتَّى يصيبه المطر. وبإسناده، عن وكيع، عن أم غراب، عن نباتة، قالَ: كانَ عثمان بن عفان يتمطر. وبإسناده، عن أبي الأشعر، قالَ : رأيت أبا حكيم إذا كانت أول مطر تجرد، ويقول: إن عليا كانَ يفعله، ويقول، أنه حديث عهد بالعرش. وهذا يدل على أن عليا كانَ يرى أن المطر ينزل من البحر الذي تحت العرش ".اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق