سورة الأنعام [ 141 - 150 ]
[سورة الأنعام]
قوله تعالى ( كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ
وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ )
1365 - قال عبد الرزاق " 859 ":
عَنْ مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَمَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141] ، قَالَ: «هُوَ الزَّكَاةُ.
عِنْدَ الزَّرْعِ يُعْطَى الْقَبْضُ ، وَعِنْدَ الصِّرَامِ (1) يُعْطَى
الْقَبْضُ ، وَيُتْرَكُونَ يَتَتَبَّعُونَ آثَارَ الصِّرَامِ».
1366 - و قال الطبري " 13973 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَآتُوا حَقَّهُ
يَوْمَ حَصَادِهِ) ، وَ "حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ"، الصَّدَقَةُ المَفْرُوضَةُ.
ذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَّ فِيمَا سَقَتِ
السَّمَاءُ أَوِ العَيْنُ السَّائِحَةُ، أَوْ سَقَاهُ الطَّلّ، وَ"الطَّلُّ"،
النَّدَى. أَوْ كَانَ بَعْلاً (2) العُشُرَ كَامِلاً. وَإِنْ سُقِيَ بِرِشَاءٍ:
نِصْفَ العُشُرِ.
قَالَ قَتَادَة: وَهَذَا فِيمَا يُكَالُ
مِنَ الثَّمَرَةِ. وَكَانَ هَذَا إِذَا بَلَغَتِ الثَّمَرَةُ خَمْسَةُ أَوْسُقٍ (3)،
وَذَلِكَ ثُلْثُمِئَة صَاعٍ، فَقَدْ حَقَّ فِيهَا الزَّكَاةُ. وَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ
أَنْ يُعْطُوا مِمَّا لاَ يُكَالُ (4) مِنَ الثَّمَرَةِ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ.
قوله تعالى ( وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً
وَفَرْشًا )
1367 - قال الطبري " 14060 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَمِنَ الأَنْعَامِ
حَمُولَةً وَفَرْشًا) ، قَالَ: أَمَّا "الحَمُولَةُ"، فَالِإبِلُ وَالبَقَرُ.
قَالَ: وَأَمَّا "الفُرْشُ"، فَالغَنَمُ.
قوله تعالى ( كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ
وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )
1368 - قال ابن أبي حاتم " 7983 ":
حَدَّثَنِي أَبِي ثنا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ ثنا حُسَيْنٌ
الْجُعْفِيُّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ قَتَادَةَ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ
قَوْلَهُ: (لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ)؟. قَالَ: كُلُّ مَعْصِيَةٍ
لِلَّهِ فَهُوَ مِنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ. (5)
قوله تعالى ( ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ (6)
مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ
أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ
نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )
1369 - قال عبد الرزاق " 864 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِنَ الضَّأْنِ} [الأنعام: 143] اثْنَيْنِ
، وَمَنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ، قَالَ: " يَقُولُ: سَلْهُمْ {آلَذَّكَرَيْنِ
حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ ، أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ
الْأُنْثَيَيْنِ} [الأنعام: 143] أَيْ: إِنِّي لَمْ أُحَرِمْ عَلَيْهِمْ شَيْئًا
مِنْ هَذَا " قَالَ: {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
«وَذَكَرَ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ نَحْوَ ذَلِكَ».
1370 - و قال الطبري " 14068 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد،
عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ
مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ المَعْزِ اثْنَيْنِ) الآيَة، إِنْ كُلّ هَذَا لَمْ
أُحَرِّمْ مِنْهُ قَلِيلاً وَلاَ كَثِيرًا، ذَكَرًا وَلاَ أُنْثَى.
1371 - و قال " 14069 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْد الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْر،
عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ المَعْزِ اثْنَيْنِ) ، قَالَ: سَلْهُمْ:
(آلَذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ ، أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ
أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ) ، أَيْ: لَمْ أُحَرِّمْ مِنْ هَذَا شَيْئًا. (بِعِلْمٍ
إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) ، فَذَكَرَ مِنَ الإِبِلِ وَالبَقَرِ نَحْوَ ذَلِكَ.
قوله تعالى ( قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ
إِلَيَّ مُحَرَّمًا (7) عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ
مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا (8) أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ
رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ (9) )
1372 - قال الطبري " 14087 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْد الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْر،
عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا) ، قَالَ: حُرِّمَ الدَّمُ مَا كَانَ مَسْفُوحًا؛
وَأَمَّا لَحْمٌ خَالَطَهُ دَمٌ، فَلاَ بَأْسَ بِهِ.
قوله تعالى ( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ
عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
1373 - قال ابن أبي حاتم " 8029 ":
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَوْنٍ
الْبَاهِلِيُّ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: (فَمَنِ
اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ)، فِي أَكْلِهِ، أَنْ يَتَعَدَّى الْحَلالَ
إِلَى حَرَامٍ وَهُوَ يَجِدُ عَنْهُ مَنْدُوحَةً.
1374 - وقال معمر في جامعه " 19537 ":
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: «يَأْكُلُ مِنَ
الْمَيْتَةِ مَا يُبَلِّغُهُ، وَلَا يَتَضَلَّعُ مِنْهَا» .
قوله تعالى ( وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ
حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ )
1375 - قال الطبري " 14098 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (وَعَلَى الَّذِينَ
هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ) ، فَكَانَ يُقَالُ: البَعِيرُ وَالنَّعَامَةُ
وَأَشْبَاهُهُ مِنَ الطَّيْرِ وَالحِيتَانِ.
1376 - و قال " 14098 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْر
قَالَ، حَدَّثَنَا مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (كُلَّ ذِي ظُفُرٍ) ، قَالَ: الإِبِلُ وَالنَّعَامُ، ظُفُرُ يَدِ
البَعِيرِ وَرِجْلُهُ، وَالنَّعَامُ أَيْضًا كَذَلِكَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِمْ أَيْضًا
مِنَ الطَّيْرِ البَطُّ وَشَبَهَهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ بِمَشْقُوقُ الأَصَابِعِ.
قوله تعالى ( وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ
حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا )
1377 - قال الطبري " 14103 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (وَمِنَ البَقَرِ وَالغَنَمِ
حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا) ، الثُّرُوبُ (10). ذُكِرَ لَنَا أَنَّ
نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: قَاتَلَ اللهُ اليَهُودَ،
حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِم الثُّرُوب ثُمَّ أَكَلُوا أَثْمَانَهَا!.
قوله تعالى ( إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا
أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ )
1378 - قال الطبري " 14115 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: (أَوِ الحَوَايَا) ، قَالَ:
المبْعَرُ (11).
1379 - و قال " 14116 ":
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن ثَوْرٍ، عَنْ
مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة: (أَوِ الحَوَايَا) ، قَالَ: المبْعَرُ.
قوله تعالى ( ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ
وَإِنَّا لَصَادِقُونَ )
1380 - قال ابن أبي حاتم " 8043 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ
النَّرْسِيُّ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ: قَوْلَهُ: (ذَلِكَ
جَزَيْنَاهُمْ بِبِغْيِهِمْ)، إِنَّمَا حَرَّمَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ عُقُوبَةً
بِبَغْيِهِمْ.
[يتبع بإذن الله]
_______
1/ الصرام هو وقت جني الثمار.
2/ جاء في المعجم الوسيط: البعلُ: الزرع يشْرب بعُروقه فيستغني عن السقي.
3/ إذا كانت 5 أوسق تعادل 300 صاع. فالوسق الواحد 60 صاعا. و الصاع 4 أمداد.
4/ يعني - والله أعلم - أنهم كانوا يزكون مما يكال (بالكيل) من الثمرة ، و يعطون مما لا يكال. يقول الطبري في " تفسيره 13982 ": حدثنا ابن المثنى قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن يونس بن عبيد، عن الحسن أنه قال في هذه الآية: (وآتوا حقه يوم حصاده) ، قال: الزكاة إذا كِلْتَه.اهـ و قال سعيد بن منصور في " التفسير 923 ": نا جَرِيرٌ بن عبد الحميد، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ - فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} - قَالَ: إِذَا حَصَدْتَ فَحَضَرَكَ الْمَسَاكِينُ، فَاطْرَحْ لَهُمْ مِنَ السُّنْبل، وَإِذَا طَيَّبْتَهُ وَكَدَسْتَهُ وَحَضَرَكَ الْمَسَاكِينُ، فَاطْرَحْ لَهُمْ مِنْهُ وَإِذَا دُسْتَهُ وذَرَيْتَهُ وَحَضَرَكَ الْمَسَاكِينُ، فَاطْرَحْ لَهُمْ مِنْهُ، وَإِذَا ذَرَيْتَهُ وَجَمَعْتَهُ وَعَرَفْتَ كَيْلَهُ، فَاعْزِلْ زَكَاتَهُ. وَإِذَا بَلَغَ النَّخْلُ، فَحَضَرَكَ الْمَسَاكِينُ فَاطْرَحْ لَهُمْ مِنَ الثَّفارِيق والبُسْرُ، وإذا جَذَذْتَهُ فَحَضَرَكَ الْمَسَاكِينُ فَاطْرَحْ لَهُمْ مِنْهُ، وَإِذَا جَمَعْتَهُ وَعَرَفْتَ كَيْلَهُ، فَاعْزِلْ زَكَاتَهُ ".اهـ
5/ و لم يقل من الشيطان، و هذا دقيق جدا. لأن الحسنات من الله و السيئات من الله أيضا من جهة الخلق لا أن الله يفعل سيئا تعالى الله عن ذلك. يقول ابن تمية في كتابه " الحسنة و السيئة ": " والمقصود هنا أن الحسنة مضافة إليه سبحانه من كل وجه، والسيئة مضافة إليه لأنه خلقها، كما خلق الحسنة فلهذا قال: {كُلٌ مِنْ عِندِ اللهِ} . ثم إنه إنما خلقها لحكمة، ولا تضاف إليه من جهة أنها سيئة، بل تضاف إلى النفس التي تفعل الشر بها لا لحكمة، فتستحق أن يضاف الشر والسيئة إليها، فإنها لا تقصد بما تفعله من الذنوب خيراً يكون فعله لأجله أرجح، بل ما كان هكذا فهو من باب الحسنات؛ ولهذا كان فعل الله حسناً، لا يفعل قبيحاً ولا سيئاً قط ".اهـ و عبارة قتادة رحمه الله دقيقة جدا. يقول أبو زرعة الدمشقي في " تاريخه 897 ": سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ ، يَقُولُ : " أَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ بَشِيرٍ ، أَنَا وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا أَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ الشَّرَ ، وَيُعَذِّبُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَرَدْتُ الْخَيْرَ ، فَوَقَعْتُ فِي الشَّرِّ ، أَنْبَأَنَا قَتَادَةُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) [سورة مريم آية 83] قَالَ : تُزْعِجُهُمْ إِلَى الْمَعَاصِي إِزْعَاجًا " . قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ " إِنَّهُ اعْتَذَرَ مِنْ كَلِمَتِهِ ، فَاسْتَغْفَرَ ، وَحُمِلَ عَنْهُ " . اهـ و هذا فيه إثبات قتادة للقدر. و أن الله خلق الخير و الشر كما جاء في حديث الزهري قال: " بَلَغَنِي أَنَّهُمْ وَجَدُوا فِي مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ثَلَاثَةَ صُفُوحٍ فِي كُلِّ صَفْحٍ مِنْهَا كِتَابٌ ، وَفِي الصَّفْحِ الْأَوَّلِ : أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ صُغْتُهَا يَوْمَ صُغْتُ الشَّمْسَ ، وَحَفَفْتُهَا بِسَبْعَةِ أَمْلَاكٍ حفًّا ، وَبَارَكْتُ لِأَهْلِهَا فِي اللَّحْمِ وَاللَّبَنِ ، وَفِي الصَّفْحِ الثَّانِي : أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ ، وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ ، وَفِي الثَّالِثِ : أَنَا اللَّهُ ذُو بَكَّةَ خَلَقْتُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ ، فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ الْخَيْرُ عَلَى يَدَيْهِ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَ الشَّرُّ عَلَى يَدَيْهِ " . [مصنف عبد الرزاق 20071]. و مما يدل أيضا على إثبات قتادة للقدر، و هو من أقوى ما وقفت عليه. ما خرجه البيهقي في " القضاء و القدر 484 " قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ ، نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، نا الْحَكَمُ بْنُ عُمَرَ الرُّعَيْنِيُّ ، قَالَ : أَرْسَلَنِي خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى قَتَادَةَ وَهُوَ بِالْحِيرَةِ أَسْأَلُهُ عَنْ مَسَائِلَ ، فَكَانَ فِيمَا سَأَلْتُ قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) [سورة الحج آية 17] هُمْ مُشْرِكُو الْعَرَبِ ؟. قَالَ : " لاَ ، وَلَكِنَّهُمُ الزَّنَادِقَةُ الْمَنَانِيَّةُ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ لِلَّهِ شَرِيكًا فِي خَلْقِهِ . قَالُوا : إِنَّ اللَّهَ يَخْلُقُ الْخَيْرَ ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَخْلُقُ الشَّرَّ ، وَلَيْسَ لِلَّهِ عَلَى الشَّيْطَانِ قُدْرَةٌ ". اهـ فالله أكبر. و حتى لو قيل أن قتادة قال بالقدر فهذه الآثار تدل على أن الرجل رجع عن ذلك، و الله يحب التوابين.
6/ قال مجاهد: قَوْلُهُ: (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ) مَا نَهَى اللَّهُ عن البحيرة والسائبة. [ابن أبي حاتم 7989].
7/ يقول عبد الرزاق في " تفسيره 865 ء عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} [الأنعام: 145] ، قَالَ: " كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَسْتَحِلُّونَ شَيْئًا وَيُحِرِّمُونَ أَشْيَاءَ ، فَقَالَ: لَا أَجِدُ فِيمَا كُنْتُمْ تَسْتَحِلُّونَ إِلَّا هَذَا " يَقُولُ: {إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} [الأنعام: 145].
8/ يقول ابن منصور في " التفسير 933 ": نا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: لَوْلَا هَذِهِ الآية: {أو دَمًا} ، لَاتَّبَعَ الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْعُرُوقِ مَا تَتَبَّعَ مِنْهُ اليَهُودُ.
9/ قال أبو العالية: (وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ)، يَقُولُ: مَا ذُكِرَ عَلَيْهِ غَيْرُ اسْمِ اللَّهِ. [ابن أبي حاتم8016]. و قال مُجَاهِدٍ: (أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ)، قَالَ: مَا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ. [ابن أبي حاتم 8017].
10/ جاء في المعجم الوسيط: الثَّرْبُ : " غشاء شحمي يُغَشِّي الكَرش والأمعاءَ . والجمع : ثُرُوبٌ ، وأَثْرُب ".اهـ و هو رقيق.
11/ المبعر: مكانُ خروج البَعْر من الأمعاءِ .[المعجم الوسيط].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق