سورة الأعراف [ 41 - 50 ]
[سورة الأعراف]
قوله تعالى ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ
غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ )
1438
- قال عبد الرزاق " 901 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}
[الأعراف: 43] ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: " إِنِّي لَأَرْجُو
أَنْ أَكُونَ أَنَا ، وَعُثْمَانُ ، وَطَلْحَةُ ، وَالزُّبَيْرُ مِنَ الَّذِينَ قَالَ
اللَّهُ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف: 43] الْآيَةُ.(1)
قوله تعالى ( وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ(2) رِجَالٌ (3) )
1439 - قال عبد الرزاق
" 904 ":
قَالَ مَعْمَرٌ: وَقَالَ قَتَادَةُ: «هُوَ السُّورُ الَّذِي بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ».
قوله تعالى ( يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ )
1440 - قال الطبري في
"تفسيره 14724 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد بَنْ زُرَيْع قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (يَعْرِفُونَ كُلاًّ
بِسِيمَاهُمْ) ، يَعْرِفُونَ أَهْلَ النَّارِ بِسَوَادِ وُجُوهِهِمْ، وَأَهْلَ الجَنَّةِ
بِبَيَاضِ وُجُوهِهِمْ.
قوله تعالى ( وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن
سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ )
1441 - قال الطبري في
"تفسيره 14730 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (لَمْ يَدْخُلُوهَا
وَهُمْ يَطْمَعُونَ) ، قَالَ: أَنْبَأَكُمُ اللهُ بِمَكَانِهِمْ مِنَ الطَّمَعِ.
قوله تعالى ( وَنَادَى أَصْحَابُ الأعْرَافِ رِجَالا
يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ
تَسْتَكْبِرُونَ )
1442 - قال ابن أبي حاتم
في "تفسيره 8526 ":
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، ثنا الْحُسَيْنُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا
كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ قَالَ: نَزَعَ اللَّهُ جَمْعَهُمْ وَصَارَ كِبْرُهُمْ فِي
النَّارِ.
[يتبع بإذن الله]
_________
1/ قتادة لم يسمع من علي رضي الله عنه. و قد صح عن الشعبي معناه، يقول عبد الله في "العلل ٤١٤": حَدثنِي أبي قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد قَالَ أخبرنَا شُعْبَة عَن مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن الغداني قَالَ: سَمِعت الشّعبِيّ قَالَ: أدْركْت أَكثر من خمس مائَة من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: إِن عُثْمَان وعليا وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر فِي الْجنَّة. اهـ
2/ قال عبد الرزاق في "تفسيره 906": عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، قَالَ: سَمِعْنَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ: «الْأَعْرَافُ الشَّيْءُ الْمُشْرِفُ». و قال مجاهد: (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ) قَالَ: الأَعْرَافُ حِجَابٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَسُورٌ لَهُ بَابٌ.[تفسير ابن أبي حاتم 8492].
3/ ذهب أبو مجلز لاحق بن حميد إلى أن الرجال هنا هم الملائكة، و قال أنهم ذكور. قال ابن أبي حاتم في "تفسيره 8507 ": حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ أَبُو شَيْخِ الْحَرَّانِيُّ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ثنا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ) قَالَ: وَهُمْ رِجَالٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ يَعْرِفُونَ الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا أَهْلَ النَّارِ وَأَهْلَ الْجَنَّةِ قَالَ: وَهَذَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ.اهـ و قال سعيد بن منصور في "تفسيره 958 ": نا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَنْبَأَنِي أَبُو مِجْلَز فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ} قَالَ: الْأَعْرَافُ مَكَانٌ مُرْتَفِعٌ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَعْرِفُونَ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِسِيمَاهُمْ وَأَهْلَ النَّارِ بِسِيمَاهُمْ، {وَنَادَوْا أَصْحَابَ الجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} فِي دُخُولِهَا، {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ} ، قَالَ: أَبْصَارُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تِلْقَاءَ أصحاب النار، قالوا: {قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ. وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً } من الْكُفَّارِ، {يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ. أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} ، فهذا حين دخلوها.اهـ و قال الطبري في "تفسيره 14708": حدثنا ابن عبد الأعلى قال، حدثنا المعتمر قال، سمعت عمران قال: قلت لأبي مجلز: يقول الله: (وعلى الأعراف رجال) ، وتزعم أنتَ أنهم الملائكة؟ قال: فقال: إنهم ذكور، وليسوا بإناث.اهـ و قد خولف أبو مجلز في تأويل الآية، إلا أنه لا يعلم له مخالف في وصف الملائكة بأنهم ذكور. و الله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق