الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " غَيْر مَخْلُوق "

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،



قال الله تعالى ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ) [التوبة]


يقول الطبري في "تفسيره 16482 ":
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ : ( فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ) ، أَمَّا "كَلَامُ اللَّهِ" ، فَالْقُرْآنُ .

و قال عبد الله في " السنة 111 ":
حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الْأَشْجَعِيُّ، قَالَ: كُنْتُ جَارًا لِخَبَّابٍ فَخَرَجْنَا يَوْمًا مِنَ الْمَسْجِدِ وَهُوُ آخِذٌ بِيَدِي فَقَالَ: يَا هَنَاهْ، تَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا اسْتَطَعْتَ، فَإِنَّكَ لَنْ تَتَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَلَامِهِ. يَعْنِي الْقُرْآنَ.

و قال عبد الله في السنة " 143 ":
حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: «الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

أبو معمر هو إسماعيل بن إبراهيم الهذلي


و هذا واضح جلي في أن القرآن كلام الله، و الكلام صفة من صفاته عز و جل



قال جل و علا ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [الأعراف]


ففرق الله بين الخلق و الأمر

و قال سبحانه في سورة أخرى ( الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ) [الرحمن]

فجعل القرآن عِلْمَهُ كما قال ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ) [آل عمران]

و جعل الإنسان خلقه



يقول ابن أبي حاتم في "تفسيره 8587 ":
حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الطَّرَسُوسِيُّ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ فِي قَوْلِ اللَّهِ: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ) قَالَ: الْخَلْقُ مَا دُونَ الْعَرْشِ، وَالأَمْرُ مَا فَوْقَ ذَلِكَ.

و قال " 8586 ":
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَصْرَمٍ الْمُزَنِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ دِينَارٍ، ثنا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى قَالَ: كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَقَالَ سُفْيَانُ: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ): فَالْخَلْقُ هُوَ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ هُوَ الْكَلامُ.


هذا و إن كان في الإسناد كلام إلا أنه لا يحتمل غير الذي ذكر



فمن جعل علمه و أمره و كلامه مخلوق فقد نادى على نفسه بالكفر، 
و العجب ممن ينفي ذلك عنه !



يقول أبو عبد الله البخاري رحمه الله في " خلق أفعال العباد 1/33 ":
" نَظَرْتُ فِي كَلاَمِ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالمَجُوس فَمَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَضَّلَ فِي كُفْرِهِمْ مِنْهُمْ، وَإِنِّي لَأَسْتَجْهِلُ مَنْ لاَ يُكَفِّرُهُمْ إِلاَّ مَنْ لاَ يَعْرِفُ كُفْرَهُمْ ". اهـ



هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق