الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

دُعَاءُ الإِسْتِخَارَة

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد



فإن الإستخارة طلب الخيرة من الله جل في علاه عند الحاجة، و الإستخارة دعاء خالص


يقول ابن أبي شيبة في مصنف 30015:
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : إذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ الْحَاجَةَ فَلْيَقُلِ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُك بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُك بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُك مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّك تَقْدِرُ ، وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ ، وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي أَرَدْته خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعِيشَتِي وَخَيْرِ عَاقِبَتِي فَيَسِّرْهُ لِي وَبَارِكْ لِي فِيهِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ خَيْرًا فَقَدِّرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُمَا كَانَ ، ثُمَّ رَضِّنِي بِمَا قَضَيْت.اهـ


فنص ابن مسعود بقوله "فليقل" على أنه دعاء و ليس بصلاة، 

أما حديث جابر ففيه نزاع بين أئمة الشأن و ذهب أحمد إلى نكارته


قال أبو طالب: سألت أحمد بن حنبل، عن عبد الرحمن بن أبي الموال. قال: عبد الرحمن لا بأس به. قال: كان محبوساً في المطبق حين هزم هؤلاء، يروي حديثاً لابن المنكدر، عن جابر، عن النبي ء صلى الله عليه وسلم ء، فى الاستخارة، ليس يرويه أحد غيره، هو منكر. قلت: هو منكر؟ قال: نعم، ليس يرويه غيره لا بأس به، وأهل المدينة إذا كان حديث غلط يقولون: ابن المنكدر، عن جابر، وأهل البصرة يقولون: ثابت، عن أنس، يحيلون عليهما. [الكامل 1134].


يقول محمد بن فضيل في " الدعاء ٢٩ ":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ فِي الِاسْتِخَارَةِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ ، وَلَا أَعْلَمُ، وَتَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ خَيْرًا لِي فِي دِينِي، وَخَيْرًا لِي فِي مَعِيشَتِي، وَخَيْرًا لِي فِيمَا يُبْتَغَى فِيهِ الْخَيْرُ فَيَسِّرْهُ لِي ، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ غَيْرَ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ لِي ، فَيَسِّرْهُ لِي، وَرَضِّنِي بِالَّذِي قَضَيْتَ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ».

و قول إبراهيم "كانوا يقولون" يعني به علقمة و الأسود و الربيع وغيرهم من أصحاب ابن مسعود




و يشرع تكرار الدعاء لقول ابن الزبير لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية " إِنِّي مُسْتَخِيرٌ رَبِّي ثَلاَثًا ، ثُمَّ عَازِمٌ عَلَى أَمْرِي " [مسلم 3224]



و الذي ينبغي التوكيد عليه هو أن المرأ بعد أن يستخير ربه يمضي لأمره سواء انشرح صدره أم لم ينشرح. بل المعول عليه هو التيسر و التعسير، و هذا الذي طلبه من ربه إن كان فيه خيرا أن ييسره له لا أن يشرح صدره !


قال ابن الزملكاني كما في (طبقات الشافعية 9/206) :
" فليفعل بعدما بدا له ، سواء انشرحت نفسه له أم لا ، فإن فيه الخير ، وإن لم تنشرح له نفسه.  
قال: وليس في الحديث اشتراط انشراح النفس. " اهـ



و هب أن صدرك انشرح ثم يأتي من يعسر عليك !!!

كحال كثير من الخطاب تجده متشبتا بعواطفه و هو يرى كل شيء إلا التيسير من غلاء المهر و كثرة الشروط و غير ذلك، ثم تجده لا ينتبه بدعوى انشراح الصدر.



و لا بأس بالإستشارة بعد الإستخارة بل ذلك آكد.

يقول أبو نعيم في الحلية:
حَدَّثَنَا أحمد بن بندار ، قَالَ : ثَنَا عبد الله بن أبي داود ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ ، وعبد الله بن سعيد ، قَالَا : ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يحيى ، قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ لِابْنِهِ : " يَا بُنَيَّ لَا تَقْطَعَنَّ أَمْرًا حَتَّى تُؤَامِرَ مُرْشِدًا : فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ لَمْ تَحْزَنْ عَلَيْهِ ".اهـ



هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه  وسلم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق