الحمد لله و الصلاة
و السلام على رسول الله و بعد
فإن الإستخارة طلب
الخيرة من الله جل في علاه عند الحاجة، و الإستخارة دعاء خالص
يقول ابن أبي شيبة
في مصنف 30015:
حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : إذَا
أَرَادَ أَحَدُكُمْ الْحَاجَةَ فَلْيَقُلِ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُك بِعِلْمِكَ
وَأَسْتَقْدِرُك بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُك مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّك تَقْدِرُ ، وَلا
أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ ، وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ
كَانَ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي أَرَدْته خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعِيشَتِي وَخَيْرِ
عَاقِبَتِي فَيَسِّرْهُ لِي وَبَارِكْ لِي فِيهِ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ خَيْرًا
فَقَدِّرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُمَا كَانَ ، ثُمَّ رَضِّنِي بِمَا قَضَيْت.اهـ
فنص ابن مسعود بقوله "فليقل" على
أنه دعاء و ليس بصلاة،
أما حديث جابر ففيه نزاع بين أئمة الشأن و ذهب أحمد إلى نكارته
قال أبو طالب: سألت
أحمد بن حنبل، عن عبد الرحمن بن أبي الموال. قال: عبد الرحمن لا بأس به. قال: كان محبوساً
في المطبق حين هزم هؤلاء، يروي حديثاً لابن المنكدر، عن جابر، عن النبي ء صلى الله
عليه وسلم ء، فى الاستخارة، ليس يرويه أحد غيره، هو منكر. قلت: هو منكر؟ قال: نعم،
ليس يرويه غيره لا بأس به، وأهل المدينة إذا كان حديث غلط يقولون: ابن المنكدر، عن
جابر، وأهل البصرة يقولون: ثابت، عن أنس، يحيلون عليهما. [الكامل 1134].
يقول محمد بن فضيل
في " الدعاء ٢٩ ":
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ فِي الِاسْتِخَارَةِ:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ
مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ ، وَلَا أَعْلَمُ، وَتَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَأَنْتَ
عَلَّامُ الْغُيُوبِ، إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ خَيْرًا لِي فِي دِينِي، وَخَيْرًا
لِي فِي مَعِيشَتِي، وَخَيْرًا لِي فِيمَا يُبْتَغَى فِيهِ الْخَيْرُ فَيَسِّرْهُ لِي
، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ غَيْرَ ذَلِكَ هُوَ خَيْرٌ لِي ، فَيَسِّرْهُ
لِي، وَرَضِّنِي بِالَّذِي قَضَيْتَ، وَاقْدُرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ».
و قول إبراهيم "كانوا
يقولون" يعني به علقمة و الأسود و الربيع وغيرهم من أصحاب ابن مسعود
و يشرع تكرار
الدعاء لقول ابن الزبير لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية " إِنِّي مُسْتَخِيرٌ
رَبِّي ثَلاَثًا ، ثُمَّ عَازِمٌ عَلَى أَمْرِي " [مسلم 3224]
و الذي ينبغي
التوكيد عليه هو أن المرأ بعد أن يستخير ربه يمضي لأمره سواء انشرح صدره أم لم ينشرح.
بل المعول عليه هو التيسر و التعسير، و هذا الذي طلبه من ربه إن كان فيه خيرا أن
ييسره له لا أن يشرح صدره !
قال ابن الزملكاني
كما في (طبقات الشافعية 9/206) :
" فليفعل بعدما بدا له ، سواء انشرحت نفسه له أم لا ، فإن فيه
الخير ، وإن لم تنشرح له نفسه.
قال: وليس في
الحديث اشتراط انشراح النفس. " اهـ
و هب أن صدرك
انشرح ثم يأتي من يعسر عليك !!!
كحال كثير من الخطاب
تجده متشبتا بعواطفه و هو يرى كل شيء إلا التيسير من غلاء المهر و كثرة الشروط و غير ذلك، ثم تجده لا ينتبه بدعوى انشراح الصدر.
و لا بأس بالإستشارة
بعد الإستخارة بل ذلك آكد.
يقول أبو نعيم في الحلية:
حَدَّثَنَا أحمد بن
بندار ، قَالَ : ثَنَا عبد الله بن أبي داود ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ
، وعبد الله بن سعيد ، قَالَا : ثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ
، عَنْ يحيى ، قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ لِابْنِهِ : " يَا بُنَيَّ لَا تَقْطَعَنَّ
أَمْرًا حَتَّى تُؤَامِرَ مُرْشِدًا : فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ لَمْ تَحْزَنْ
عَلَيْهِ ".اهـ
هذا و صل اللهم على
نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق