الحمد لله و الصلاة و السلام على
رسول الله وبعد،
فإن القدرية الأُوَل ظهروا في زمن
ابن عمر و ابن عباس رضي الله عنهم، و كانوا ينازعون في علم الله فقالوا أن الأمر أنف
و أنه لا قدر، فكان نفيهم لعلم الله مخرجا لهم من الإسلام، و كان ابن عمر يقول بعد
أن تبرأ منهم " والذي نفس ابن عمر بيده لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا، ثم أنفقه
في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ".
ثم جاء من بعدهم قوم نازعوا في الخلق
فقالوا: الله لا يخلق الشر و لا يقدر الشر، فأشركوا و جعلوا مع الله خالقا، فقال الأئمة
يستتابون فإن تابوا و إلا قتلوا.
و ممن اتهم بهذا [أي القول بأن الله
لم يقدر المعاصي] أبو الخطاب قتادة بن دعامة السدوسي
فقد جاء في " السير للذهبي ":
" قال ابن المديني: وسمعت يحيى، يقول عن شعبة ، قال : ذكرت لقتادة حديث احتج آدم وموسى، فقال : مجنون أنت، وإيش هذا ؟، قد كان الحسن يحدث بها ".اهـ
يقول ابن تيمية في " منهاج السنة (3\24) ":
" ولهذا أُتهم بمذهب القدر غير واحد ولم يكونوا قدرية، بل كانوا لا يقبلون الاحتجاج على المعاصي بالقدر، كما قيل للإمام أحمد رحمه الله: كان ابن أبي ذئب قدرياً؟ فقال: الناس كل من شدد عليهم المعاصي قالوا: هذا قدري ". اهـ
و قال أيضا: " والأولون أيضا يمنعون الاحتجاج بالقدر، فإن الاحتجاج به باطل باتفاق أهل الملل وذوي العقول، وإنما يحَتج به على القبائح والمظالم من هو متناقض القول متبع لهواه، كما قال بعض العلماء: أنت عند الطاعة قدري، وعند المعصية جبري، أي مذهب وافق هواك تمذهبت به ". اهـ
وقد اتهم قتادة بالقول بالقدر وكان طاوس إذا رآه فرَّ منه،
وكان مالك يعيب على معمر روايته تفسير قتادة وقال: " أيّ رجلٍ معمرٌ لولا أنَّه يروي تفسير قتادة ". [السنة للالكائي 4/637]،
ولعله قال به يوما من الأيام،
وكان مالك يعيب على معمر روايته تفسير قتادة وقال: " أيّ رجلٍ معمرٌ لولا أنَّه يروي تفسير قتادة ". [السنة للالكائي 4/637]،
ولعله قال به يوما من الأيام،
وقد نص العجلي على أنه كان "لاَ يَدْعُو إِلَيْهِ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ فِيهِ ".
حتَّى أن أبا داود صاحب السنن قال: " لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَنَا عَنْ قَتَادَة القَوْل باِلقَدَرِ ".
لكن الصحيح الذي لا مِرية فيه أن الرجل صرَّح بقول أهل الحق في هذه المسألة.
وهذه بعض الأدلة على أنه يثبت القدر علما وكتابة ومشيئة وخلقا :
1/ قال الله تعالى ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) [الفاتحة]
يقول ابن أبي حاتم في " تفسيره 28 ":
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ مَطَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) دَلَّ عَلى نَفْسِهِ أَنَّهُ كَذَا فَقُولُوا.
و قال أيضا " 29 ": حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قَالَ: يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُخْلِصُوا لَهُ الْعِبَادَةَ، وَأَنْ تَسْتَعِينُوهُ عَلَى أَمَرَكُمْ.
و القدرية لا يقولون بهذا. و لما وَلِيَ هشام، أرسل إلى غيلان، فقال:
" أَلَيْسَ قَدْ عَاهَدْت اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لِعُمَر [يعني ابن عبد العزيز رحمه الله] أَن لاَ تَتَكَلَّمَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا الأَمْرِ أَبَدًا؟ قَالَ: أَقِلْنِي فَوَاللهِ لاَ أَعُودُ. قَالَ: لاَ أَقَالَنِي اللهُ إِنْ أَقَلْتُكَ، هَلْ تَقْرَأُ فَاتِحَةَ الكِتَابِ؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: فَاقْرَأْ، فَقَرَأَ {الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين الرَّحْمَنِ الرَّحِيم مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} قَالَ: قِفْ. عَلاَمَ اسْتَعَنْتَهُ، عَلَى أَمْرِ بِيَدِهِ لاَ تَسْتَطِيعُهُ إِلاَّ بِهِ، أَوْ عَلَى أَمْرٍ فِي يَدِكَ أَوْ بِيَدِكَ؟ اذْهَبُوا بِهِ فَاقْطَعُوا يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وَاضْرِبُوا عُنُقَهُ، وَاصْلِبُوهُ. ". [السنة لعبد الله بن أحمد 825].اهـ
2/ وقال ابن تيمة في المجموع (16/ 140ء141):
" وَقَالَ عبد بن حميد: حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنْ شيبان عَنْ قتادة: {قَدَّرَ فَهَدَى} قَالَ: " لَا وَاَللَّهِ مَا أَكْرَهَ اللَّهُ عَبْدًا عَلَى مَعْصِيَةٍ قَطُّ وَلَا عَلَى ضَلَالَةٍ وَلَا رَضِيَهَا لَهُ وَلَا أَمَرَهُ وَلَكِنْ رَضِيَ لَكُمْ الطَّاعَةَ فَأَمَرَكُمْ بِهَا وَنَهَاكُمْ عَنْ مَعْصِيَتِهِ ". قُلْت: قَتَادَة ذَكَرَ هَذَا عِنْدَ هَذِهِ الْآيَةِ لِيُبَيِّنَ أَنَّ اللَّهَ قَدَّرَ مَا قَدَّرَهُ مِنْ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاوَةِ كَمَا قَالَ الْحَسَنُ وقتادة وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُتَنَازِعِينَ فَي مَا سَبَقَ مِنْ سَبْقِ تَقْدِيرِ اللَّهِ وَإِنَّمَا كَانَ نِزَاعُ بَعْضِهِمْ فِي الْإِرَادَةِ وَخَلْقِ الْأَفْعَالِ.
وَإِنَّمَا نَازَعَ فِي التَّقْدِيرِ السَّابِقِ وَالْكِتَابِ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَبَرَّأَ مِنْهُمْ الصَّحَابَةُ كَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِمَا. وَذَكَرَ قتادة أَنَّ اللَّهَ لَمْ يُكْرَهْ أَحَدًا عَلَى مَعْصِيَةٍ. وَهَذَا صَحِيحٌ، فَإِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ الْمُثْبِتِينَ لِلْقَدَرِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَا يُكْرِهُ أَحَدًا عَلَى مَعْصِيَةٍ كَمَا يُكْرِهُ الْوَالِي وَالْقَاضِي وَغَيْرُهُمَا لِلْمَخْلُوقِ عَلَى خِلَافِ مُرَادِهِ يُكْرِهُونَهُ بِالْعُقُوبَةِ وَالْوَعِيدِ، بَلْ هُوَ سُبْحَانَهُ يَخْلُقُ إرَادَةَ الْعَبْدِ لِلْعَمَلِ وَقُدْرَتَهُ وَعَمَلَهُ وَهُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ قتادة قَدْ يُظَنُّ فِيهِ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ الْقَدَرِيَّةِ وَأَنَّهُ لِسَبَبِ مِثْلِ هَذَا اُتُّهِمَ قتادة بِالْقَدَرِ حَتَّى قِيلَ: إنَّ مَالِكًا كَرِهَ لِمَعْمَرٍ أَنْ يَرْوِيَ عَنْهُ التَّفْسِيرَ لِكَوْنِهِ اُتُّهِمَ بِالْقَدَرِ. وَهَذَا الْقَوْلُ حَقٌّ وَلَمْ يُعْرَفْ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ قَالَ " إنَّ اللَّهَ أَكْرَهَ أَحَدًا عَلَى مَعْصِيَةٍ ".اهـ
3/ وقال عبد الرزاق في " مصنفه 20101 ":
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ عَنِ الْقَدَرِ ، فَقَالَ : " مَا قَدَّرَ اللَّهُ فَقَدْ قَدَّرَهُ " .اهـ
4/ وقال البخاري في " خلق أفعال العباد ":
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ زَيْدٍ النُّمَيْرِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ: " كَانَتِ الْعَرَبُ تُثْبِتُ الْقَدَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ ".
وقال البيهقي في القضاء والقدر :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنا محمد بن يونس ، نا سعيد بن عامر ، أنا جويرية بن أسماء ، عن سعيد بن أبي عروبة ، قال : سألت قتادة عن القدر قال : «تسألني عن رأي العرب والعجم ، إن العرب في جاهليتها وإسلامها كانت تثبت القدر ،
وأنشدني في ذلك بيت شعر : ما كان قطعي هول كل تنوفة إلا كتاب قد خلا مسطور».
5/ وقال الطبري في "تفسيره 23/304":
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ( الْجَبَّارُ ) قَالَ : جَبَرَ خَلْقَهُ عَلَى مَا يَشَاءُ .اهـ
والمشيئة لا تكون إلا كونية قدرية، بخلاف الإرادة. و هذا نص جيد.
أما أهل البدع فيقولون " جبر الله العباد على المعاصي "، وقد كره الإمام أحمد أيضا قول من يقول " إِنَّ اللَّهَ جَبَرَ الْعِبَادَ عَلَى الطَّاعَةِ"، قَالَ: بِئْسَ مَا قَالَهُ. [السنة للخلال 921].اهـ
و قال أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: رَجُلٌ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ جَبَرَ الْعِبَادَ، فَقَالَ: «هَكَذَا لَا تَقُلْ» ، وَأَنْكَرَ هَذَا، وَقَالَ: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [النحل: 93]. [الخلال 920].اهـ
6/ وقال أبو زرعة الدمشقي في " تاريخه 897 ": [وهو يتكلم عن سعيد بن بشير]
وَرَأَيْتُهُ مَوْضِعًا عِنْدَ أَبِي مُسْهِرٍ لِلْحَدِيثِ ، سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ ، يَقُولُ : " أَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ بَشِيرٍ ، أَنَا ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا أَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ الشَّرَ، وَيُعَذِّبُ عَلَيْهِ "، ثُمَّ قَالَ : أسْتَغْفِرُ اللَّهَ أَرَدْتُ الْخَيْرَ ، فَوَقَعْتُ فِي الشَّرِّ ، أَنْبَأَنَا قَتَادَةُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) سورة مريم آية 83 قَالَ : تُزْعِجُهُمْ إِلَى الْمَعَاصِي إِزْعَاجًا ". قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ " إِنَّهُ اعْتَذَرَ مِنْ كَلِمَتِهِ ، فَاسْتَغْفَرَ ، وَحُمِلَ عَنْهُ " . اهـ
فانظر كيف فَزِعَ الرجل إلى قول قتادة لما زلت قدمه عن الصواب، و التقدير هنا بمعنى الخلق والقدرية يقولون: الله لا يخلق الشر.
7/ وقال عبد الله في " العلل 622 ":
حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّان قَالَ حَدَّثَنِي مُعَاذ بن مُعَاذ قَالَ: جَاءَ الأَشْعَثُ بن عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى قَتَادَة فَقَالَ لَهُ قَتَادَة: مِنْ أَيْنَ؟. لَعَلَّكَ دَخَلْتَ فِي هَذِهِ الْمُعْتَزِلَة؟. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّهُ لَزِمَ الحَسَن وَمُحَمَّدًا. قَالَ: هِي هَا الله، إِذًا فَالْزَمْهُمَا .اهـ
الحسن هو البصري ومحمد هو ابن سيرين.
و المعتزلة قدرية. يقول الخطابي في " معالم السنن":
"إنما جعلناهم مجوسا لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس في قولهم بالأصلين، وهما النور والظلمة، يزعمون أن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة، فصاروا ثنوية، وكذلك القدرية، يضيفون الخير إلى الله عز وجل والشر إلى غيره، والله سبحانه وتعالى خالق الخير والشر، لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته". اهـ
8/ وقال ابن أبي حاتم في تفسيره 16773 :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا شَيْبَانُ، ثَنَا أَبُو هِلالٍ، ثنا قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) قَالَ: عَرَفَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَيْنَ الْمَخْرَجِ، يُرَادُ الْمَخْرَجُ. فَلَمْ يُلْقِ ذَنْبَهُ عَلَى رَبِّهِ.
قَالَ بَعْضُ النَّاسِ: أَيْ من جهة المقدور.
يريد نبي الله موسى صلى الله عليه وسلم لما قتل القِبطي، وفيه الرد على القدرية والجبرية.
9/ وقال البيهقي في " القضاء والقدر 484 ":
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ ، نا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، نا الْحَكَمُ بْنُ عُمَرَ الرُّعَيْنِيُّ قَالَ : أَرْسَلَنِي خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى قَتَادَةَ وَهُوَ بِالْحِيرَةِ أَسْأَلُهُ عَنْ مَسَائِلَ ، فَكَانَ فِيمَا سَأَلْتُ قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) [سورة الحج آية 17] هُمْ مُشْرِكُو الْعَرَبِ ؟ قَالَ: " لاَ، وَلَكِنَّهُمُ الزَّنَادِقَةُ الْمَنَانِيَّةُ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ لِلَّهِ شَرِيكًا فِي خَلْقِهِ . قَالُوا : إِنَّ اللَّهَ يَخْلُقُ الْخَيْرَ ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَخْلُقُ الشَّرَّ ، وَلَيْسَ لِلَّهِ عَلَى الشَّيْطَانِ قُدْرَةٌ ".اهـ
سموا المنانية نسبة إلى "ماني" [بلاد فارس القرن 3م]،
وكان يقول هما اثنان : إله ظلمة وإله نور.
وهذا من أقوى ما وقفت عليه في براءة الرجل من هذا الشرك.
جاء في " موسوعة أقوال الإمام أحمد في رجال الحديث و علله 3/180 ":
" قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِي: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَذَكَرَ قَتَادَة فَأَطْنَبَ فِي ذِكْرِهِ فَجَعَلَ يَنْشُرُ مِنْ عِلْمِهِ وَفِقْهِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِالاخْتِلاَفِ وَالتَّفْسِيرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَجَعَلَ يَقُولُ: عَالِمٌ بِتَفْسِيرِ القُرْآنِ، وَبِاخْتِلاَفِ العُلَمَاءِ وَوَصَفَهُ بِالحِفْظِ وَالفِقْهِ، وَقَالَ: قَلَّمَا تَجِدُ مَنْ يَتَقَدَّمُهُ، أَمَّا المثْلُ فَلَعَّلَ. «الجرح والتعديل» 7/ (756) .
وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: كَانَ قَتَادَة أَحْفَظ أَهْلِ البَصْرَةِ لاَ يَسْمَعُ شَيْئًا إِلاَّ حَفِظَهُ، وَقُرِئَ عَلَيْهِ صَحِيفَةُ جِابِرٍ مَرَّةً وَاحِدَةً فَحَفِظَهَا، وَكَانَ سُلَيْمَان التَّيْمِي، وَأَيُّوب يَحْتَاجُونَ إِلَى حِفْظِهِ يَسْأَلُونَهُ وَكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ، كَانَ لَهُ خَمْسٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً يَوْمَ مَاتَ. «الجرح والتعديل» 7/ (756) .
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِي: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَن بَنْ إِبْرَاهِيم، عَنْ أَحْمَد بَنْ حَنْبَل: أَنَّ قَتَادَة جَلَسَ مَجْلِسَ الحَسَن. «تاريخه» (1135) . " اهـ
هذا و صل اللهم على نبينا محمد و
على آله وصحبه وسلم.
جزاك الله خير
ردحذفقلتَ في قناتك على التليجرام: اللهم من قرأ هذا وتبين له الحق ثم جاء بعد وقال قتادة قدري
ردحذفاللهم فسود وجهه وأذهب ماء عينيه وأرح المسلمين من شره.
وأنا أراه والله أعلم قدرياً بمجموع الأدلة التي ذكرتها أو لم تذكرها
وأسأل الله إن كنتَ مخطئاً (يا من تخاصم في بدعتك) في حكمك عليه وفي دعائك على من قال عنه قدرياً أن يسود وجهك وأن يذهب ماء عينيك وأن يريح المسلمين من شرك
وحسبي الله ونعم الوكيل
بمجموع الأدلة تراه قدري ؟؟
حذفإذا ذهب الله ببصرك وبصيرتك ماذا أعمل لك أنا ؟؟
تدري لم دعوت مع أني أول مرة أصنع مثل هذا .. قاتلكم الله
حسبي الله ونعم الوكيل
حذفآمين
ردحذفولو كنت دافعتَ عنه فقط لسكتُ وقلتُ لكلامك وجه. لكنك ابتدعت بذمك للمخالف بل والدعاء عليه!
وحسبي الله ونعم الوكيل
ذم المخالف بدعة ؟؟؟
حذفقال عبد الرزاق 5278 :
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ؟
فَقَالَ: «حَدَثٌ، وَأَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ».
وقال مسروق " قَطَعَ اللَّهُ أَيْدِيَهُمْ " [مصنف ابن أبي شيبة 5351]
مسروق عندك مبتدع؟؟؟
تدري من مسروق ؟؟؟
هذه مسألة فقهية، شاف الناس أحدثوا شيئا لم يكن فدعا عليهم
أنتم تأتون إلى أناس تكلموا في الله وصفاته بغير ما وصف به نفسه ولا وصفه به نبيه ولا الصحابة ثم تنكرون على من يرد عليهم وتلتمسون له العذر وأن الدعاء عليه بدعة ولعله ولعله
اليهود وصفوا ربّ العزّة بغير علم فسماهم مشركين
يقول أبو الشيخ في العظمة ٨١ :
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " تَكَلَّمَتِ الْيَهُودُ فِي صِفَةِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَقَالُوا مَا لَا يَعْلَمُونَ وَلَمْ يَدْرُوا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] ، ثُمَّ بَيَّنَ عَظَمَتَهُ لِلنَّاسِ، فَقَالَ: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سبُحْانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} ، فَجَعَلَ صِفَتَهُمُ الَّتِي وَصَفُوا بِهَا اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شِرْكًا ".
سعيد بن جبير من أجلّ أصحاب ابن عباس رضي الله عنه
يقول ما تسمع
واعلم أن الكلام في الله وصفاته إما توحيد وإما شرك
الكلام واضح في مثالنا هذا. ذم المخالف الذي سكت عنه السلف (طاووس وابن شوذب رحمهما الله كمثال)
حذفوما دخل الكلام في صفات الله هنا!!
بيّن لي بالتصريح ما تقصده
وبالنسبة لسعيد بن جبير فلعل استبانت توبته من خروجه على الحجاج في اعتذاره له قبل قتله
وقد ذمه على ما فعل بعض السلف كالحسن وسعيد بن المسيب
ثم أنت تأتي لأمثلة أخرى الآن في كلامنا عن قتادة لعلك تظفر بشيء. لما بينتُ للناس أن بعض السلف قالوا أنه قدري
وحسبي الله ونعم الوكيل
والحجاج طاغية إن لم يكن كافراً. لكن السنة لو تعلم ذم الخروج على أمثاله ولما في ذلك من الفتن
حذفولم أتكلم عن مسروق!
ردحذفقال الفريابي في القدر ٣٨٠ :
حذفحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ٢, عَنْ هِشَامٍ, قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الْحَسَنِ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، تعالَ حَتَّى أُخَاصِمَكَ فِي الدِّينِ، فَقَالَ الْحَسَنُ: أَمَّا أَنَا فقد أبصرت ديني، فإن كنت أضللت دينك, فالتمسه.
وعن الهيثم بن جميل قال:
قيل لمالك: الرجل له علم بالسنة يجادل عنها؟ قال لا.
ولكن يخبر بالسنة. فإن قبل منه وإلا سكت.