الاثنين، 7 مارس 2016

تَفْسِيرُ قَتَادَة / سُورَةُ الأَنْفَال [21 - 30]

سورة الأنفال [ 21 - 30 ]







[سورة الأنفال]





قوله تعالى ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ (1) عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ (2) الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ )

1600 - قال ابن أبي حاتم " 8937 ":
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثنا صَفْوَانُ ثنا الْوَلِيدُ ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ: صُمٌّ عَنِ الْحَقِّ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَهُ.

1601 - و قال ابن أبي حاتم " 8940 ":
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثنا صَفْوَانُ ثنا الْوَلِيدُ ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: بِكُمٌ فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ بِهِ.





قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ )

1602 - قال ابن أبي حاتم " 8950 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) قَالَ: هُوَ هَذَا الْقُرْآنُ، فِيهِ الْحَيَاةُ وَالثِّقَةُ وَالنَّجَاةُ وَالْعِصْمَةُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.






قوله تعالى ( وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )

1603 - قال عبد الرزاق 1002 :
عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال: 24] ، قَالَ: " هِيَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16]. (3)







قوله تعالى ( وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

1604 - قال ابن أبي حاتم " 8966 ":
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ الطُّوسِيُّ- فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ - ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ ثنا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ قَالَ: كَانَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ ثَلاثَمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ، وَالْمُشْرِكُونَ أَلْفًا يَوْمَئِذٍ أَوْ رَاهَقُوا ذَلِكَ، وَكَانَ أَوَّلُ قِتَالٍ قَاتَلَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ.

1605 - و قال عبد الرزاق " 1007 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ ، أَوْ قَتَادَةَ أَوْ كِلَيْهِمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 26] أَنَّهَا فِي يَوْمِ بَدْرٍ كَانُوا يَوْمَئِذٍ يَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَهُمُ النَّاسُ ، فَآوَاهُمُ اللَّهُ وَأَيَّدَهُمْ بِنَصْرِهِ ".

1606 - و قال الطبري " 15919 ":
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْله: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ) ، قَالَ: كَانَ هَذَا الْحَيُّ مِنَ الْعَرَبِ أَذَلَّ النَّاسِ ذُلاًّ وَأَشْقَاهُ عَيْشًا، وَأَجْوَعَهُ بُطُونًا، وَأَعْرَاهُ جُلُودًا، وَأَبْينَهُ ضَلاَلاً [مَكْعُومِينَ، عَلَى رَأْسِ حَجَرٍ، بَيْنَ الأَسَدَيْنِ فَارِسَ وَالرُّوم، وَلاَ وَاللهِ مَا فِي بِلاَدِهِمْ يَوْمَئِذٍ مِنْ شَيْءٍ يُحْسَدُونَ عَلَيْهِ] . مَنْ عَاشَ مِنْهُمْ عَاشَ شَقِيًّا، وَمَنْ مَاتَ مِنْهُمْ رُدِّيَ فِي النَّارِ، يُؤْكَلُونَ وَلاَ يَأْكُلُونَ، وَاللهِ مَا نَعْلَمُ قَبِيلاً مِنْ حَاضِرِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَِئِذٍ كَانُوا أَشَرَّ مِنْهُمْ مَنْزِلاً حَتَّى جَاءَ اللهُ بِالإِسْلاَمِ، فَمَكَّنَ بِهِ فِي البِلاَدِ، وَوَسَّعَ بِهِ فِي الرِّزْقِ، وَجَعَلَكُمْ بِهِ مُلُوكًا عَلى رِقَابِ النَّاسِ. فَبِالإِسْلاَمِ أَعْطَى اللهُ مَا رَأَيْتُمْ، فَاشْكُرُوا اللهَ عَلَى نِعَمِهِ، فَإِنَّ رَبَّكُمْ مُنْعِمٌ يُحِبُّ الشُّكْرَ، وَأَهْلُ الشُّكْرِ فِي مَزِيدٍ مِن اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. (4)







قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )

1607 - قال الطبري " 15953 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا"، أَيْ: نَجَاةً. (5)







قوله تعالى ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ )

1608 - قال الطبري " 15958 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْله: "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ"، الآيَة، يَقُولُ: لِيَشُدُّوكَ وَثَاقًا. وَأَرَادُوا بِذَلِك نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ.

1609 - و قال الطبري " 15959 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بَنْ ثَوْر، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة وَمِقْسَم قَالاَ: قَالُوا: "أَوْثِقُوهِ بِالوِثَاقِ".

1610 - و قال عبد الرزاق " 1011 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ، وَعَنْ عُثْمَانَ الْجَزَرِيِّ ، عَنْ مِقْسَمٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الأنفال: 30] ، قَالَ: " تَشَاوَرُوا فِيهِ لَيْلَةً ، وَهُوَ بِمَكَّةَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِذَا أَصْبَحَ فَأَثْبِتُوهُ بِالْوَثَاقِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلِ اقْتُلُوهُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ أَخْرِجُوهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا رَأَوْا عَلِيًّا فَرَدَّ اللَّهُ مَكْرَهُمْ ".

قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ الْجَزَرِيُّ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، «أَنَّ عَلِيًّا حِينَ تَشَاوَرُوا فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بَاتَ عَلَى فِرَاشِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى لَحِقَ بِالْغَارِ ، وَبَاتَ الْمُشْرِكُونَ يَحْرُسُونَهُ ، وَيَحْسَبُونَ أَنَّ عَلِيًّا هُوَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ».



[يتبع بإذن الله]
_______
1/ يقول ابن زيد فِي قَوْلِهِ (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ) قَالَ: الدَّوَابُّ: الْخَلْقُ، وَقَرَأَ (وَلَوْ يُؤَاخِذِ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ)، (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا). قَالَ: هَذَا يَدْخُلُ فِي هَذَا. [تفسير ابن أبي حاتم 8935].
2/ يقول ابن زيد فِي قَوْلِ اللَّهِ (الصُّمُّ): وَلَيْسَ بِالصُّمِّ فِي الدُّنْيَا وَلَكِنْ صُمِ الْقَلْبِ. [تفسير ابن أبي حاتم 8938].
3/ يعني أنه قريب من قلبه، لا يخفى عليه شيء أظهره أو أسره. و قال الربيع بن أنس: علمه يحول بين المرء و قلبه [تفسيره ابن أبي حاتم 8953]، و قال مجاهد: حتى تركه لا يعقل [تفسير الطبري 15896].
4/ مضى هذا الخبر برقم 7591/ قال الطبري: حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله:"وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته" [آل عمران 103]، كان هذا الحيّ من العرب أذلَّ الناس ذُلا وأشقاهُ عيشًا، وأبْيَنَه ضلالة، وأعراهُ جلودًا، وأجوعَه بطونًا، مَكْعُومين على رأس حجر بين الأسدين فارس والروم، لا والله ما في بلادهم يومئذ من شيء يحسدون عليه. مَنْ عاش منهم عاش شقيًّا، ومن مات رُدِّي في النار، يؤكلون ولا يأكلون، والله ما نعلم قبيلا يومئذ من حاضر الأرض، كانوا فيها أصغر حظًّا، وأدق فيها شأنًّا منهم، حتى جاء الله عز وجل بالإسلام، فورَّثكم به الكتاب، وأحل لكم به دار الجهاد، ووضع لكم به من الرزق، وجعلكم به ملوكًا على رقاب الناس. وبالإسلام أعطى الله ما رأيتم، فاشكروا نِعمَه، فإن ربكم منعِمٌ يحب الشاكرين، وإن أهل الشكر في مزيد الله، فتعالى ربنا وتبارك.
5/ وقال مجاهد: "فرقانا"، قال: مخرجًا في الدنيا والآخرة. [تفسير الطبري 15939].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق