سورة الأنفال [ 31 - 40 ]
[سورة الأنفال]
قوله تعالى ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا
قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا (1) إِنْ هَذَا
إِلا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ )
1611 - قال ابن أبي حاتم " 9004 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ
بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ:
(أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) أَيْ أَحَادِيثُ الأَوَّلِينَ وَبَاطِلُهُمْ.
قوله تعالى ( وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن
كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء
أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )
1612 - قال الطبري
" 15988 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: "وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقُّ
مِنْ عِنْدِكَ"، الآيَة قَالَ: قَالَ ذَلِكَ سُفَّهُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَجَهَلَتُهَا
(2)، فَعَادَ اللهُ بِعَائِدَتِهِ وَرَحْمَتِهِ عَلَى سَفَهَةِ هَذِهِ الأُمَّةِ
وَجَهَلَتِهَا.
1613 - و قال ابن
أبي حاتم " 9010 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ
بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ:
وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ قَالَ: قَالَ
ذَلِكَ سَفَهَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَجَهَلَتُهَا، فَعَادَ اللَّهُ بِعَائِدَتِهِ عَلَى
سَفَهَةِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَجَهَلَتِهَا.
قوله تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ
وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (3)
)
1614 - قال الطبري
" 16005 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ،
حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ
وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"، قَالَ: إِنَّ القَوْمَ
لَمْ يَكُونُوا يَسْتَغْفِرُونَ، وَلَوْ كَانُوا يَسْتَغْفِرُونَ مَا عُذِّبُوا. وَكَانَ
بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ يَقُولُ: هُمَا أَمَانَانِ أَنْزَلَهُمَا اللهُ: فَأَمَّا أَحَدَهُمَا
فَمَضَى، نَبِيُّ اللهِ. وَأَمَّا الآخَرُ فَأَبْقَاهُ اللهُ رَحْمَةً بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ،
الاِسْتِغْفَارُ وَالتَّوْبَةُ.
قوله تعالى ( وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ
الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً )
1615 - قال الطبري
" 16045 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْله: "وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِنْدَ البَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً
وَتَصْدِيَةً"، قَالَ: كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ "الْمُكَاءَ"، التَّصْفِيقَ
بِالأَيْدِي، وَ"التَّصْدِيَة"، صِيَاحٌ كَانُوا يُعَارِضُونَ بِهِ القُرْآنَ.
(4)
قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ
حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ )
1616 - قال الطبري
" 16059 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة، قَوْلهُ: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ
لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ"، الآيَة، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو سُفْيَان
بِالعِيرِ إِلَى مَكَّة أَشَّبَ النَّاسُ وَدَعَاهُمْ إِلَى القِتَالِ، حَتَّى غَزَا
نَبِيَّ اللهِ مِنَ العَامِ الْمُقْبِلِ. وَكَانَتْ بَدْر فِي رَمَضَان يَوْمَ الجُمُعَةِ
صَبِيحَةَ سَابِعِ عَشْرَة مِنْ شَهْرِ رَمَضَان. وَكَانَتْ أُحُد فِي شَوَّال يَوْمَ
السَّبْتِ لِإِحْدَى عَشْرَة خَلَتْ مِنْهُ فِي العَامِ الرَّابِعِ.
قوله تعالى ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ
فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ )
1617 - قال ابن أبي
حاتم " 9076 ":
حَدَّثَنَا أَبِي ثنا مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى الأَنْطَاكِيُّ
ثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ:
وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلا اللَّهَ.
1618 - و قال الطبري
" 16078 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا
سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْله: "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ"، يَقُولُ:
قَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ يَكُونَ شِرْكٌ، "وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ"،
حَتَّى يُقَالَ: "لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله"، عَلَيْهَا قَاتَلَ نَبِيُّ اللهِ
- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَإِلَيْهَا دَعَا.
[يتبع بإذن الله]
________
1/ قال ابن جريج في قوله: "وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا"، قال: كان النضر بن الحارث يختلف تاجرًا إلى فارس، فيمرّ بالعِباد وهم يقرأون الإنجيل ويركعون ويسجدون. فجاء مكة، فوجد محمدًا صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه وهو يركع ويسجد، فقال النضر: "قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا! "، للذي سَمِع من العباد. فنزلت: "وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا"، قال: فقص ربُّنا ما كانوا قالوا بمكة، وقص قولهم: إذ قالوا: "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك"، الآية. [ت/الطبري 15977].
2/ لعله يريد النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة، قاله ابن عباس و أصحابه. و قال أنس هو أبو جهل.
3/ يقول الطبري في تفسيره 16014: حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال، حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن منصور، عن مجاهد في قول الله: "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"، قال: يصلون.اهـ و هذا صحيح عن مجاهد، فالصلاة أمان من عذاب الله.
4/ قال مجاهد قوله: التصدية قَالَ: الصَّفِيرُ، يَخْلِطُونَ بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ. [تفسيره ابن أبي حاتم 9046].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق