سورة الأنفال [ 41 - 50 ]
[سورة الأنفال]
قوله تعالى (
وَاعْلَمُواْ
أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ (1) وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ
السَّبِيلِ )
1619 - قال الطبري 16089 ":
حَدَّثَنا ابْن بَشَّار قَالَ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: (مَا أَفَاءَ اللهُ
عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) [الحشر]، قَالَ: كَانَ الفَيْءُ فِي هَؤُلاَءِ،
ثُمَّ نَسَخَ ذَلِكَ فِي "سُورَةِ الأَنْفَالِ"، فَقَالَ: "وَاعْلَمُوا
أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى
وَاليَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ"، فَنَسَخَتْ هَذِهِ مَا كَانَ
قَبْلَهَا فِي "سُورَةِ الأَنْفَالِ"(2) وَجَعَلَ الخُمُسَ لِمَنْ
كَانَ لَهُ الفَيْءَ فِي "سُورَةِ الحَشْرِ"، وَسَائِرُ ذَلِكَ لِمَنْ قَاتَلَ
عَلَيْهِ.
1620 - و قال الطبري " 16098 ":
حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار قَالَ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَالَ:
كَانَتِ الغَنِيمَةُ تُقْسَمُ خَمْسَةَ أَخْمَاسٍ، فَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسٍ لِمَنْ قَاتَلَ
عَلَيْهَا، وَيُقْسَمُ الخُمُسُ البَاقِي عَلَى خَمْسَةِ أَخْمَاسٍ، فُخُمُسٌ للهِ
وَالرَّسُولِ. (3)
1621 - و قال الطبري " 16118 ":
حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار قَالَ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: أَنَّهُ
سُئِلَ عَنْ سَهْمِ ذِي القُرْبَى فَقَالَ: كَانَ طُعْمَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ حَيًّا، فَلَمَّا تُوُفِّيَ جُعِلَ لِوَلِيِّ الأَمْرِ
مِنْ بَعْدِهِ.
1622 - و به قال "
16125 ":
عَنْ قَتَادَة: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ سَهْمِ
ذِي القُرْبَى فَقَالَ: كَانَ طُعْمَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَا كَانَ حَيًّا، فَلَمَّا تُوُفِّيَ، حَمَلَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْر وَعُمَر فِي سَبِيلِ
اللهِ، صَدَقَةً عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قوله تعالى (
وَمَا أَنزَلْنَا
عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ )
1623 - قال الطبري " 16138 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ
الفُرْقَانِ"، وَذَاكُمْ يَوْم بَدْرٍ، يَوْمَ فَرَّقَ اللهُ بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ.
قوله تعالى (
إِذْ أَنْتُمْ
بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ
) (4)
1624 - قال عبد الرزاق " 1017 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا} [الأنفال: 42] ، قَالَ:
" شَفِيرُ الْوَادِي الْأَدْنَى ، هُمْ بِشَفِيرِ الْوَادِي الْأَقْصَى يَقُولُ:
" أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ أَسْفَلَ {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} [الأنفال:
42] يَقُولُ: «أَبُو سُفْيَانَ وَأَصْحَابُهُ أَسْفَلَ مِنْهُمْ».
1625 - و قال الطبري " 16140 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْله: "إِذْ أَنْتُمْ بِالعُدْوَةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ بِالعُدْوَةِ القُصْوَى"، وَهُمَا شَفِير الوَادِي. كَانَ نَبِيُّ اللهِ
بِأَعْلَى الوَادِي، وَالْمُشْرِكُونَ أَسْفَلَهُ، "وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ"،
يَعْنِي: أَبَا سُفْيَان، [انحْدَرَ بِالعِيرِ عَلَى حَوْزَتِهِ] ، حَتَّى قَدِمَ بِهَا
مَكَّةَ.
قوله تعالى (
إِذْ يُرِيكَهُمُ
اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً (5) وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ
وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ )
1626 - قال ابن أبي حاتم " 9121 ":
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ
الطُّوسِيُّ - فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ - ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ
ثنا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: (وَلَوْ أَرَاكَهُمْ
كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ) يَقُولُ: لَجَبِنْتُمْ.
1627 - و به قال " 9122 ":
عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ: (وَلَتَنَازَعْتُمْ
فِي الأَمْرِ) قَالَ: لاخْتَلَفْتُمْ.
قوله تعالى (
وَلَكِنَّ
اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )
1628 - قال عبد الرزاق " 1019 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ} [الأنفال: 43] ، قَالَ: «سَلَّمَ أَمْرَهُ فِيهِمْ».
قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ)(6)
1629 - قال الطبري " 16161 ":
حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُعَاذ قَالَ،
حَدَّثَنَا يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْله: "يَا أَيَّهُا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ"، افْتَرَضَ اللهُ ذِكْرَهُ عِنْدَ أَشْغَلِ مَا تُكُونُونَ، عِنْدَ
الضِّرَابِ بِالسَّيُوفِ.
قوله تعالى (
وَأَطِيعُواْ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
)
1630 - قال ابن أبي حاتم " 9870 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
عَنْ قَتَادَةَ:
(وَلاَ تَنَازَعُوا) الآية. يقول: لا تختلفوا فَتَجْبُنُوا وَيَذْهَبَ نَصْرُكُمْ.
1631 - و قال عبد الرزاق " 1020 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46] ، قَالَ: «رِيحُ الْحَرْبِ». (7)
قوله تعالى (
وَاصْبِرُواْ
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )(8)
1632 - قال ابن أبي حاتم " 9145 ":
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ عَمْرِو بْنِ حبلة بْنِ أَبِي رَوَّادٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ عَنْ سَعِيدٍ
عَنْ قَتَادَةَ
قَوْلُهُ: وَاصْبِرُوا قَالَ: عَلَى حَقِّ اللَّهِ.
قوله تعالى (
وَلاَ تَكُونُواْ
كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ )
1633 - قال عبد الرزاق " 1021 ":
عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ
النَّاسِ} [الأنفال: 47] ، قَالَ: «هُمْ قُرَيْشٌ ، أَبُو جَهْلٍ ، وَأَصْحَابُهُ خَرَجُوا
يَوْمَ بَدْرٍ».
1634 - و قال الطبري " 16179 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة: "وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا
مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَاللهُ
بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيط"، قَالَ: كَانَ مُشْرِكُو قُرَيْش الَّذِينَ قَاتَلُوا
نَبِيَّ اللهِ يَوْمَ بَدْرٍ، خَرَجُوا وَلَهُمْ بَغْيٌ وَفَخْرٌ. وَقَدْ قِيلَ لَهُمْ
يَوْمَئِذٍ: "ارْجِعُوا، فَقَدْ انْطَلَقَتْ عِيرُكُمْ، وَقَدْ ظَفَرْتُمْ".
قَالُوا: "لاَ وَاللهِ، حَتَّى يَتَحَدَّثَ أَهْلُ الحِجَازِ بِمَسِيرِنَا وَعَدَدِنَا!
". قَالَ: وَذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ يَوْمَئِذٍ: "اللَّهُمَّ إِنَّ قُرَيْشًا أَقْبَلَتْ بِفَخْرِهَا وَخُيَلاَئِهَا
لِتُحَادَّكَ وَرَسُولَكَ"!.
قوله تعالى (
وَإِذْ زَيَّنَ
لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ
وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ
إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ
شَدِيدُ الْعِقَابِ )
1635 - قال ابن أبي حاتم " 9164 ":
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ثنا سَعِيدٌ عَنْ
قَتَادَةَ:
(وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ
وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ) فَقَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ، فَعَلِمَ عَدُوُّ اللَّهِ
أَنَّهُ لَا يَدَانِ لَهُ بِالْمَلائِكَةِ، وَقَالَ: إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ
إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَكَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، مَا بِهِ مَخَافَةُ اللَّهِ وَلَكِنْ
عَلِمَ أَنْ لَا قُوَّةَ لَهُ بِهِ، وَلا مَنَعَةَ لَهُ وَتِلْكَ عَادَةُ عَدُوِّ اللَّهِ
لِمَنْ أَطَاعَهُ وَانْقَادَ لَهُ حَتَّى إِذَا الْتَقَى الْحَقُّ وَالْبَاطِلُ أَسْلَمَهُمْ
شَرَّ مُسَلَّمٍ وَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ.
قوله تعالى (
إِذْ يَقُولُ
الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَؤُلاء دِينُهُمْ
)
1636 - قال الطبري " 16197 ":
حَدَّثَنَا بِشْر قَالَ، حَدَّثَنَا
يَزِيد قَالَ، حَدَّثَنَا سَعِيد، عَنْ قَتَادَة قَوْلهُ: (إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) إِلَى قَوْلِهِ: (فَإِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) ، قَالَ:
رَأَوْا عِصَابَةً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ تَشَرَّدَتْ لِأَمْرِ اللهِ. وَذُكِرَ لَنَا
أَنَّ أَبَا جَهْلٍ عَدُوَّ اللهِ لَمَّا أَشْرَفَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ قَالَ: "وَاللهِ لاَ يُعْبَدُ اللهُ بَعْدَ اليَوْمِ!
"، قَسْوَةً وَعُتُوًّا.
[يتبع بإذن الله]
________
1/ يقول ابن أبي حاتم في تفسيره 9088: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ قَالَ: خُمْسٌ اللَّهِ وَالرَّسُولِ وَاحِدٌ يَحْمِلُ فِيهِ وَيَصْنَعُ فِيهِ مَا شَاءَ، يَعْنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
2/ يريد أن هذه الآية ( وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) نسخت ما كان قبلها و هو قوله تعالى ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ). و هنا أمرين الغنيمة و الفيء، فأما الغنيمة فهي المال يتوصل إليه بغلبة و قتال، و أما الفيء فهو ما أفاء الله على المسلمين من أموال أهل الشرك بغير قتال.
3/ فخمس لله و الرسول، و خمس لذي القربى و خمس لليتامى و خمس للمساكين و خمس لابن السبيل.
4/ قال مجاهد في قوله: "والركب أسفل منكم"، قال: أبو سفيان وأصحابه، مقبلون من الشأم تجارًا، لم يشعروا بأصحاب بدر، ولم يشعر محمد صلى الله عليه وسلم بكفار قريش، ولا كفار قريش بمحمد وأصحابه، حتى التقى على ماء بدر من يسقي لهم كلهم. فاقتتلوا، فغلبهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فأسروهم. [تفسيره الطبري 16142].
5/ يقول عبد الرزاق في تفسيره 1018: عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا} [الأنفال: 43] ، قَالَ: «أَرَاهُمُ اللَّهُ إِيَّاهُ فِي مَنَامِهِ قَلِيلًا ، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ أَصْحَابَهُ ، وَكَانَ تَثْبِيتًا لَهُمْ».
6/ يقول ابن أبي حاتم في تفسيره 9133 : حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: وَجَبَ الإِنْصَاتُ وَالذِّكْرُ عِنْدَ الزَّحْفِ ثُمَّ تَلا: إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا قُلْتُ: يَجْهَرُونَ بِالذِّكْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ.اهـ و من معاني الإنصات السكون و الوقار [مستفاد من المعجم الرائد]. يقول قيس بن عباد: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يكرهون رفع الصوت عند ثلاث: عند القتال و عند الجنائز و عند الذكر [مصنفه ابن أبي شيبة 34104] .
7/ يقول ابن زيد: فِي قَوْلِ اللَّهِ: وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ قَالَ: الرِّيحُ النَّصْرُ، لَمْ يَكُنْ نَصْرٌ قَطُّ إِلا بِرِيحٍ، رِيحًا يَبْعَثُهَا اللَّهُ تَضْرِبُ وجُوهَ الْعَدُوِّ، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ قِوَامٌ. [تفسيره ابن أبي حاتم 9142]. و قد روي عن علي أنه قال: " السكينة ريح خجوج، ولها رأسان ". [تفسير الطبري 5669]، و عن ابن عباس أنه قال: السكينة دابة قدر الهر لها عينان ، لهما شعاع ، وكان إذا التقى الجمعان أخرجت يديها ونظرت إليهم ، فيهزم الجيش من ذلك، من الرعب. [تفسير ابن أبي حاتم 2514].
8/ يقول عبد الرحمن بن زيد: الصَّبْرُ فِي بَابَيْنِ: الصَّبْرُ لِلَّهِ فِيمَا أَحَبَّ وَإِنْ ثَقُلَ عَلَى الأَنْفُسِ وَالأَبْدَانِ، وَالصَّبْرُ لِلَّهِ عَمَّا كَرِهَ وَإِنْ نَازَعَتْ إِلَيْهِ الأَهْوَاءُ فَمَنْ كَانَ هَكَذَا فَهُوَ مِنَ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ يُسَلَّمُ عَلَيْهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. [تفسير ابن أبي حاتم 9147].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق