السبت، 23 أبريل 2016

أَوَمَا عَلِمُوا أَنَّ السُّنّةَ تَقْضِي عَلَى الكِتَابِ ...

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد،




قال جل و علا ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) [النجم]

و قال سبحانه ( وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ) [النور]

و قال ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا [النساء]

و قال ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور]






يقول ابن المبارك في " الزهد ٢\٢٣ ":
أنا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: فَجَعَلَ يُحَدِّثُنَا قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: حَدِّثْنَا عَنْ كِتَابِ اللَّهِ قَالَ: فَغَضِبَ عِمْرَانُ، فَقَالَ: «إِنَّكَ أَحْمَقُ، ذَكَرَ اللَّهُ الزَّكَاةَ فِي كِتَابِهِ، فَأَيْنَ مِنَ الْمِئَتَيْنِ خَمْسَةٌ؟ ذَكَرَ اللَّهُ الصَّلَاةَ فِي كِتَابِهِ، فَأَيْنَ الظُّهْرُ أَرْبَعًا؟ حَتَّى ذَكَرَ الصَّلَوَاتِ، ذَكَرَ اللَّهُ الطَّوَافَ فِي كِتَابِهِ، فَأَيْنَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ سَبْعًا؟ وَبِالصِّفَا وَالْمَرْوَةِ سَبْعًا؟» إِنَّا نُحْكِمُ مَا هُنَاكَ وَتُفَسِّرُهُ السُّنَّةُ ".


وقال المروزي في " السنة 89 ":
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، قَالَ : " كَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْقُرْآنِ ، وَيُعَلِّمُهُ إِيَّاهَا كَمَا يُعَلِّمُهُ الْقُرْآنَ " .اهـ



و قال أبو نعيم في " الحلية 3/293 ":
حَدَّثَنَا محمد بن أحمد حَدَّثَنَا أحمد بن موسى ، ثَنَا إسماعيل بن سعيد ، ثَنَا وكيع ، عَنْ سفيان ، عَنْ ليث ، عَنْ مجاهد فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ )، قَالَ: إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ مَا دَامَ حَيًّا ، فَإِذَا قُبِضَ فَإِلَى سُنَّتِهِ.


و قال الهروي في ذم الكلام ٣١٦ :
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زِيَادٍ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ حَكِيمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبِيرٍ: أَنَّهُ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ كَذَا وَكَذَا، فَغَضِبَ سَعِيدٌ فَقَالَ: أَلَا أَرَاكَ تُعَرِّضُ فِي حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْكَ.

و هذه حجة دامغة 



وقال سعيد بن منصور في " سننه 2567 ":
ناَ عِيسَى بَنْ يُونُسَ، ناَ الأَوْزَاعِي، عَنْ مَكْحُولَ، قال:" القُرْآنُ أَحْوَجُ إِلَى السُّنَّةِ مِنَ السُّنَّةِ إِلَى القُرْآنِ. "




وقال ابن سعد في " الطبقات 8917 ":
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَائِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ مَخْلَدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أبي قِلابَةَ ، قَالَ : " إِذَا حَدَّثْتَ الرَّجُلَ بِالسُّنَّةِ ، فَقَالَ : دَعْنَا مِنْ هَذَا وَهَاتِ كِتَابَ اللَّهِ ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ ضَالٌّ " . اهـ




و السنة أيضا ما جاء عن أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم !


يقول معمر بن راشد في " جامعه 1097 ":
عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : اجْتَمَعْتُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ ، فَاجْتَمَعْنَا عَلَى أَنْ نَكْتُبَ السُّنَنَ ، فَكَتَبْنَا كُلَّ شَيْءٍ سَمِعْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ كَتَبْنَا أَيْضًا مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ فَقُلْتُ : " لا ، لَيْسَ بِسُنَّةٍ " ، وَقَالَ هُوَ : بَلَى هُوَ سُنَّةٌ ، " فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ ، فَأنْجَحَ وَضَيَّعْتُ " .


فإيّاك و إيّاهم.





يقول أبو الحسين الطيوري " 685 ":
أَخْبَرَنَا أَحْمَد، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَن بن عُمَر الحَافِظ بِدِمَشْق مِنْ لَفْظِهِ، حَدَّثَنَا عَلِيّ ابْن أَحْمَد الْمَقَابِرِيّ البَغْدَادِي، حَدَّثَنَا بِشْر بَنْ مُوسَى قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بَنْ مَعِين يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْمُحَدِّثِ إِنِ اسْتَضْعَفَهُ أَصْحَابُ الحَدِيثِ، قُلْتُ لَهُ: يَعْمَلُونَ بِهِ مَاذَا؟ قَالَ: إِنْ كَانَ كَذُوبًا سَرَقُوا كُتُبَهُ وَأَفْسَدُوا حَدِيثَهُ، وَحَبَسُوهُ وَهُوَ حَاقِنٌ حَتَّى يَأْخُذَهُ الحَصْر، فَيَقْتُلُوهُ بِشَرِّ قَتْلَة، وَإِنْ كَانَ ذَكَرًا فَحْلاً اسْتَضْعَفَهُمْ، وَكَانُوا بَيْنَ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ، قُلْتُ: وَكَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: يَكُونُ يَعْرِفُ مَا يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِهِ، وَيَكُونُ هَذَا الشَّأْنِ صَنْعَتَه، أَمَا سَمِعْتَ أَبَا بَكْر الهُذَليَّ كَيْفَ يَقُولُ؟ قَالَ لِي الزُّهْرِي: أيُعجِبُكَ الحَدِيثُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا، إِنَّهُ يُعجِبُ ذُكُورَ الرِّجَالِ وَيَكْرَهُهُ مُؤَنَّثُهُمْ، أَمَّا ذُكُورُ الرِّجَالِ فَهُمُ الَّذِينَ يَطْلُبُونَ الحَدِيثَ وَالعِلْمَ وَعَرَفُوا قَدْرَهُ، وَأَمَّا مُؤَنَّثُهُمْ فَهُمْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: أَيْش تَعْمَلُ بِالحَدِيثِ وَتَدَعُ القُرْآنَ؟ أَوَمَا عَلِمُوا أَنَّ السُّنّةَ تَقْضِي عَلَى الكِتَابِ أَصْلَحَنَا اللهُ وَإِيَّاهُمْ ".




اللهم أصلحنا بما أصلحت به الصالحين، فإنما أصلح الصالحين أنت.



هذا وصل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق