الثلاثاء، 26 أبريل 2016

رُجٌوعٌ ابْنِ عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ القَوْلِ بِالصَّرْفِ

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،



يقول رب العزة جل في علاه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ) [البقرة]


و الربا قد تكون فضلا و قد تكون نسيئة
ففي الفضل، تكون الزيادة في حينها، و يسمى أيضا ربا البيع،
و في النسيئة، تكون الزيادة مؤجلة، و يسمى ربا الدَّين


و كان ابن عباس رضي الله عنه لا يرى بأسا بالصرف متفاضلا كدرهم بدرهمين إذا كان يدا بيد من غير تأجيل، و كان يقول رضي الله عنه:  " حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ " [مسلم 1596]



و ابن عمر أيضا كان لا يرى به بأسا حتى سمعا كلام أ با سعيد الخذري رضي الله عن الجميع فرجعا عن قولهما.



يقول مسلم في " صحيحه 1594 " :
حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا دَاوُدُ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ الصَّرْفِ فَلَمْ يَرَيَا بِهِ بَأْسًا، فَإِنِّي لَقَاعِدٌ عِنْدَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فَسَأَلْتُهُ عَنْ الصَّرْفِ فَقَالَ: مَا زَادَ فَهُوَ رِبًا. فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ لِقَوْلِهِمَا فَقَالَ: لَا أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَاءَهُ صَاحِبُ نَخْلِهِ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ طَيِّبٍ وَكَانَ تَمْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا اللَّوْنَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّى لَكَ هَذَا قَالَ انْطَلَقْتُ بِصَاعَيْنِ فَاشْتَرَيْتُ بِهِ هَذَا الصَّاعَ فَإِنَّ سِعْرَ هَذَا فِي السُّوقِ كَذَا وَسِعْرَ هَذَا كَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيْلَكَ أَرْبَيْتَ إِذَا أَرَدْتَ ذَلِكَ فَبِعْ تَمْرَكَ بِسِلْعَةٍ ثُمَّ اشْتَرِ بِسِلْعَتِكَ أَيَّ تَمْرٍ شِئْتَ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَالتَّمْرُ بِالتَّمْرِ أَحَقُّ أَنْ يَكُونَ رِبًا أَمْ الْفِضَّةُ بِالْفِضَّةِ. قَالَ فَأَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ بَعْدُ فَنَهَانِي وَلَمْ آتِ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ فَحَدَّثَنِي أَبُو الصَّهْبَاءِ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْهُ بِمَكَّةَ فَكَرِهَهُ.


و أما حديث أسامة فإما يقال بأنه منسوخ أو يحمل على غير الربويات أو غير ذلك


يقول البيهقي في " السنن الكبري / بَابُ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى رُجُوعِ مَنْ قَالَ مِنَ الصَّدْرِ الْأَوَّلِ: لَا رِبًا إِلَّا فِي النَّسِيئَةِ عَنْ قَوْلِهِ وَنُزُوعِهِ عَنْهُ
10500 : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ أَبُو عَلِيٍّ الْمَاسَرْجِسِيُّ ، ثنا جَدِّي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَهُوَ ابْنُ ابْنَةِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى ، ثنا جَدِّي الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى ، أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، أنا يَعْقُوبُ بْنُ الْقَعْقَاعِ ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْجَوْزَاءِ ، يَقُولُ: كُنْتُ أَخْدُمُ ابْنَ عَبَّاسٍ تِسْعَ سِنِينَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ دِرْهَمٍ بِدِرْهَمَيْنِ فَصَاحَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَالَ: " إنَّ هَذَا يَأْمُرُنِي أَنْ أُطْعِمَهُ الرِّبَا " ، فَقَالَ نَاسٌ حَوْلَهُ: إِنْ كُنَّا لَنَعْمَلُ هَذَا بِفُتْيَاكَ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: " قَدْ كُنْتُ أُفْتِي بِذَلِكَ حَتَّى حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ ، وَابْنُ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ ، فَأَنَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ".


و قال أبو الحسين الطيوري " 924 ":
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي داود، حدثنا أبو عُمَيْر الرَّمْلي، حدثنا أيُّوب بن سُوَيد، عن أُسَامة بن زيد، عن الزُّهْرِي، عن طاوس، [عن ابن عباس]: (( أَنَّهُ رَجَعَ عَنِ الصَّرْفِ قَبْلَ مَوْتِه )).


فهذا الإمام طاوس بن كيسان اليماني التابعي الجليل و كان من خاصة أصحاب ابن عباس يحكي هذا، فما يلتفت إلى أقوال المخذولين.




هذاو صل اللهم علي نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم

هناك تعليقان (2):

  1. ما هي كتب تنصح بها للمبتدئين في الفقه؟

    ردحذف
    الردود
    1. فيه كتاب لزكريا غلام الباكستاني " ما صح من آثار الصحابة في الفقه "

      وأنصحك بكتاب الجامع لأبي عيسى الترمذي هذا جليل جدا وأظن أن الناس في غفلة عنه إلا من رحم الله
      فيه من للعلوم الشيء الكثير. أزعم أن الشباب لو أدمنوا النظر في هذا الكتاب لانصلحت كثير من الأحوال.
      فيه علوم الحديث (الرجال والإتصال والعلل)
      وفيه فقه الحديث وما يستفاد منه وكان الزهري يقول ما عبد الله بمثل الفقه ويريد هذا. وكان وكيع يمر بالشباب فيقول تفقهوا فقه الحديث فإنكم إن تفقهتم فقه الحديث لم يقهركم أهل الرأي.
      وفيه التنصيص على أهل العلم فتجد الترمذي رحمه الله دائما يقول: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و من بعدهم وهو قول سفيان ومالك وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق

      وهذا لوحده فيه فضل عظيم، ولعلك ترى ما الناس فيه من التخبط لا يدري من أين يأخذ يجري خلف الرجال. وإني لأعجب من هؤلاء المتبوعين كأنهم يعجبهم ذلك. يقول الأعمش: جهدنا بإبراهيم أن نجلسه إلى سارية فأبى. سبحان الله إبراهيم هذا النخعي شيوخه أصحاب ابن مسعود . وكان أبو قلابة إذا حدث بثلاثة أحاديث يقول أكثرت ثم يقوم. وخرج الحسن البصري مرة فاتبعه قوم، فقال هل لكم من حاجة؟. وإلا فما عسى أن يبقي هذا من قبل المؤمن؟. وصدق الله وكان بعض السلف يقول فتنة للتابع والمتبوع. وقيل لابن المبارك ما لك لا تجلس معنا. فقال: أنا أجلس مع الصحابة والتابعين ما أصنع بكم. يعني ينظر في علمه وكتبه فكأنه معهم. والله مثل هذا لا يكاد يستوحش من قلة أبدا.

      وفيه الأحكام و التفسير والسيرة والزهد والرقاق والمناقب وغيرها كتاب جليل بما تحمله الكلمة من معنى.


      ولعلك تقرأ الموطأ طلبا لفقه مالك، والمدونة
      والأم للشافعي
      ومسائل أحمد عن عبد الله ابنه وعن أبي داود وابن هانئ والكوسج

      حذف